فقدان حاسة الشم والتذوق: ما بين كورونا والإنفلونزا
مع بداية فصل الشتاء وزيادة معدلات الإصابة الموسمية بنزلات البرد أو الإنفلونزا،
بدأ الأشخاص في القلق حول الفرق بين أعراض فيروس كورونا وفيروس الإنفلونزا،
خاصة فيما يتعلق بفقدان حاسة الشم والتذوق.
وأصبح الهاجس حول احتمال الإصابة بفيروس كورونا يسيطر على كل فرد يعاني من ضعف في حاسة الشم والتذوق.
مما يستدعي البحث أو القلق حول الفرق بين الأعراض أو ما كانت هذه حالة تتطلب عمل الفحوصات اللازمة للتشخيص أو الاطمئنان.
حيث رصدت الإحصائيات زيادة في أعداد الإصابة بفيروس كورونا حول العالم خاصة مع بداية الموجة الثانية، ومن المحتمل أن الأعداد الحقيقية للإصابة أكثر بكثير من التقارير الرسمية،
وذلك لأن أعداد المتقدمين للكشف والتشخيص وعمل التحاليل لا تعد بالكثير.
فيصبح من الصعب تحديد أعداد الإصابة ومدى تأثير هذا الفيروس خاصة في شهور الشتاء ونزلات الإنفلونزا الموسمية.
كيف نفرق بين الشخص المصاب بكورونا عن طريق حاسة الشم والتذوق؟
وجد العديد من الباحثين أن الشخص المصاب بفيروس كورونا يفقد حاسة الشم والتذوق بصورة أكبر من الشخص المصاب بالإنفلونزا الموسمية.
ومن خلال الأبحاث والتجارب على الشخص المصاب بكورونا، وجدوا أنه لا يستطيع التفريق بين الطعم الحلو أو المر بالنسبة لحاسة التذوق،
وكذلك لا يستطيع التمييز بين الروائح المختلفة فيما يخص حاسة الشم.
وبالمقارنة مع الشخص المصاب بالإنفلونزا، اتضح أن الشخص المصاب بكورونا يفقد حاسة الشم والتذوق بدون أعراض مسبقة من الرشح أو الزكام،
كما هو الحال في حالة الإنفلونزا أو نزلات البرد العادية.
لذلك يستطيع الشخص عمل اختبار حاسة الشم والتذوق بنفسه منزليا، باستخدام الروائح القوية أو الأطعمة ذات المذاق اللاذع.
ما هي الأعراض الواضحة لفيروس كورونا الخاصة بحاسة الشم والتذوق؟
- فقدان شديد في الشم والتذوق قد تكون معطلة.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم.
- سعال شديد ومستمر.
ويجب على الأشخاص متابعة حالتهم تدريجيا في المنزل، وفي حال استمرار الأعراض يجب التوجه للفحص والتشخيص.
كيف يؤثر فيروس كورونا على فقدان حاسة الشم والتذوق؟
من خلال تقارير العلماء والمختصين حول دراسة الأعراض الإكلينيكية وطرق الإصابة بفيروس كورونا؛
وجد بعض الباحثين في جامعة جونز هوبكنز بالولايات المتحدة بعد دراسة الكثير من النتائج الخاصة بمشاكل الأنف والحلق المتعلقة بالأعراض الناتجة عن الإصابة بهذا الفيروس،
أن مسحات الأنف التي أظهرت الإصابة بفيروس كورونا،
تحتوي على نسبة عالية من الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (Angiotensin converting enzyme-2) أو ما يسمى ب (ACE-2)،
وهو المسؤول عن حاسة الشم والتذوق في جسم الإنسان.
تتم عملية الشم أو التذوق في الإنسان بمساعدة الخلايا العصبية الموجودة في أنسجة الأنف واللسان، لكن هذه الخلايا العصبية لابد وأن تعمل بمحفزات طبيعية؛
تجعلها ترسل إشارات عصبية إلى مراكز الشم والتذوق بالمخ وترجمتها إلى روائح وأطعمة.
فما هي هذه المحفزات؟ وأين توجد؟
هذه المحفزات هي الإنزيم المحول للأنجيوتنسين ACE-2، حيث يقوم ذلك الإنزيم أو المحفز بتحويل مادة (الأنجيوتنسين-II) إلى (مادة الأنجيوتنسين-I)،
وتعمل هذه المادة الأخيرة على التوازن الأيوني للخلايا العصبية وقدرتها على إرسال الإشارات العصبية للمخ.
ووجد أن مستقبلات هذا الإنزيم المسؤول عن الشم أو التذوق، تتواجد بكثرة في الخلايا الطلائية (Epithelial cells) التي تغطي وتحمي الخلايا العصبية.
وفي حالة الإصابة بفيروس كورونا، يدخل هذا الفيروس ويقوم بالتفاعل مع مستقبلات هذا الإنزيم عن طريق البروتينات البارزة والداعمة التي تتواجد على سطحه،
ومن ثم يعيق عمل الإنزيم وبالتالي يتعطل تحفيز الخلايا العصبية وإرسال الإشارات العصبية من وإلى المخ، وذلك ما يسبب فقدان الشم والتذوق.
هل يستطيع العلماء ابتكار طريقة لعلاج كورونا عن طريق استغلال تأثيره على حاسة الشم والتذوق؟
بالطبع نعم، إن معرفة طريقة العدوى وما يقوم به الفيروس حتى يستطيع دخول خلايا الأنف أو الحلق؛
يمكِّن العلماء من ابتكار أدوية موضعية مثل بخاخات أو أقراص استحلاب تحتوي على مادة فعالة تدمر البروتينات الداعمة على سطح هذا الفيروس،
وبالتالي القضاء عليه موضعيا بالأنف أو الحلق قبل دخوله داخل الجسم.
المصادر
https://www.sciencedirect.com/science/article/pii/S2329050120301005