علماء يرصدون حدوث طفرات متقدمة بالمادة الوراثية لفيروس كورونا المُستجد وسط مخاوف من تحوره
تمكن فريق من الباحثين بجامعة لندن كوليدج من رصد طفرات متقدمة بداخل المادة الوراثية (الجينوم) الخاص بفيروس كورونا المُستجد ؛ وأعربوا عن مخاوفهم من تحور الفيروس أو تطوره إلى أخر غير قابل للسيطرة.
وأوضح الباحثون أنهم استطاعوا التعرف على ما يقرب من 200 طفرة متكررة على طول الحمض النووي للفيروس، وذلك بمقارنة المادة الوراثية المعزولة منذ بداية تفشي الوباء وتلك التي قاموا بعزلها من العينات الإيجابية مؤخرًا.
شملت الدراسة أكثر من 7500 شخص بفيروس كورونا المُستجد بداخل المملكة المتحدة، وجميعهم ممن تم تشخيصهم في الفترة من يناير الماضي وحتى الآن.
وقد صرح الباحثون أيضًا بأن معدل حدوث الطفرات الجينية بالفيروس يخضع للعديد من العوامل؛ وأنها منتشرة بشدة بالدول الأكثر تضررًا نتيجة تفشي الفيروس.
يقول البروفيسور فرانسوا بالوكس_أخصائي علم الوراثة والباحث المشارك بالدراسة: “تتحور جميع الفيروسات تقريبًا بصورة طبيعية”.
“الطفرات في حد ذاتها ليست بالشيء المقلق؛ فلا نستطيع القول بأن فيروس كورونا الحالي قد أصبح أكثر أو أقل فتكًا استنادًا إلى الطفرات التي تحدث به”.
ويضيف: “كل ما نخشاه هو أن تظهر سلالات أخرى من الفيروس غير قابلة للسيطرة في الوقت الحالي، خاصةً وأننا لا نمتلك لقاحًا حتى الآن”.
-
تقارير كورية تؤكد: المتعافون من فيروس كورونا المُستجد لا يُصابون به مرة أخرى!
-
هل يُساهم نقص فيتامين-د في رفع نسب الوفيات الناتجة عن فيروس كورونا المُستجد؟
-
دراسة: تجلط الدم قد يكون أحد الأسباب المؤدية للوفاة لدى مصابي فيروس كورونا المُستجد
وقد أوضح بالوكس في دراسته_والتي نُشرت في مجلة Genetics and Evolution_أن معظم الطفرات التي تم رصدها تتركز على أجزاء غير نشطة من فيروس كورونا،
وأن الأجزاء الرئيسية والمميزة للفيروس لا تزال ثابتة؛ وهو ما يُعطي الأمل للعلماء في فعالية اللقاحات التي يعملون على تطويرها حاليًا.
كما شدد بالوكس على ضرورة العمل المكثف لتطوير عقارات ولقاحات مضادة لفيروس كورونا بحيث لا تتأثر بكمية أو كيفية الطفرات الجينية.
تقول الدكتورة لوسي فان_من معهد علوم الوراثة بجامعة كاليفورنيا: “نحتاج إلى مراقبة التطورات الجينية التي تطرأ على الجينوم الخاص بفيروس كورونا بصفة مستمرة”.
“حتى الآن لم يحدث ما يدعو للقلق، ولكننا نواجه فيروسًا مستجدًا على البشرية بأكملها واستطاع غزو كافة بقاع الأرض في وقت قصير”.
وتضيف: “إننا نأمل أن يتم تطوير لقاح مضاد في أقرب وقت لتقليص معدل انتشار الفيروس، وهو ما يسمح بالضرورة بتقليل فرص تحوره”.
للمزيد من معلومات عن فيروس كورونا المُستجد (COVID-19) طالع الموضوعات الآتية:
إليك عزيزي القارئ: كل ما تود معرفته عن فيروس كورونا المُستجد وكيفية التشخيص والوقاية (أسئلة وأجوبة)