علماء يبتكرون قطرات طبية للعين لعلاج عتامة العدسة دون تدخل جراحي

وداعًا لجراحات “المياه البيضاء”.. هذا هو ما سعى إلى تحقيقه فريق من العلماء الأمريكيين عن طريق ابتكار قطرات طبية للعين لعلاج عتامة العدسة (Cataract) دون تدخل جراحي.

وأوضح العلماء أن تلك القطرات تعمل عن طريق توصيل الدواء مباشرة إلى العدسة المُعتمة، والتي تعوق الرؤية الطبيعية للشخص.

قطرات طبية للعين لعلاج عتامة العدسة
علماء يبتكرون قطرات طبية للعين لعلاج عتامة العدسة دون تدخل جراحي

كما صرحوا بأنهم قد اختبروا تلك القطرات بالفعل على الأرانب_خلال مرحلة التجارب المعملية_؛وأن النتائج التي توصلوا إليها مبشرة وواعدة للغاية.

وقد قاموا أيضًا باختبار تلك القطرات على كلاب مصابة بعتامة العدسة، ولاحظوا تحسنًا كبيرًا في قدرتهم على الرؤية.

ويرى العلماء أن الخطوة القادمة ستشمل تطبيق هذا الدواء على البشر الذين يعانون من ضعف الرؤية نتيجة عتامة العدسة.

ولكنهم يؤكدون أن هذا قد يستلزم بعض الوقت نظرًا للوائح الأمريكية الصارمة الخاصة بتجربة الأدوية الجديدة على البشر.

كما يأملون أن يتم الاستغناء عن جراحات عتامة العدسة في يوم ما؛ وأن تصبح تلك القطرات هي الحل السحري لكل من يعانون من تلك المشكلة.

تحدث مشكلة إعتام العدسة عندما تتغير بنية البروتينات البلورية (الشفافة) المكونة لها؛ فتتكتل تلك البروتينات مكونةً طبقة بيضاء تعوق الرؤية.

ولا يعلم العلماء على وجه التحديد حقيقة الأسباب المؤدية لذلك التحول؛ ولكنهم يعتقدون أن ذلك ربما يُعبر عن “شيخوخة العدسة”.

ولذلك، فقد سعوا إلى ابتكار هذا الدواء الجديد والذي يتركب في الأساس من مادة “اللانوستيرول”_وهي أحد المركبات الستيرويدية التي تُنتج طبيعيًا في الجسم.

حيث اكتشف فريق من الأطباء مؤخرًا إصابة شقيقين بعتامة العدسة رغم عدم إصابة الأب أو الأم بها.

ولكنهم وجدوا أن هذين الولدين يعانون من طفرة جينية موروثة، تمنع إنتاج “اللانوستيرول” بداخل أجسامهم.

وهذا ما دفع العلماء إلى الربط بين عتامة العدسة وبين مادة “اللانوستيرول”؛ فقد تكون مسؤولة عن الحفاظ على شفافية البروتينات.

يقول الدكتور روبن أباجيان_من الأكاديمية الأمريكية لطب العيون: “إذا نجحت تجاربنا على البشر؛ فقد تُحدث تلك القطرات تغيرات هائلة في حياة الملايين من الأشخاص”.

“نتوقع أن تنجح مادة “اللانوستيرول” في استبدال التدخلات الجراحية التي نضطر للجوء إليها لحل مشاكل عتامة العدسة”.

وأكد أباجيان_في المقال المنشور بمجلة _Futurism: “إننا نترقب رؤية النتائج على البشر؛ فلا شيء أكثر إثارة من ذلك بالنسبة لنا”.

دكتور أحمد الحسيني

طبيب متخصص في مجال طب وجراحة العيون- مستشفيات جامعة المنصورة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى