علماء ألمان يتمكنون من تطوير تقنية جديدة لقياس الضغط داخل الجمجمة

نشر الباحثون من المركز الطبي لشتوتغارت وجامعة إرلانجن الألمانية تقريرا عن نتائج أولية تظهر طريقة جديدة باستخدام وسائل غير باضعة (noninvasive method) لقياس الضغط داخل الجمجمة / الضغط داخل القحف (ICP) والتي يمكنها منافسة الطريقة التقليدية الباضعة لقياس الضغط البطيني والضغط داخل نسيج الدماغ.

علماء ألمان يتمكنون من تطوير تقنية جديدة لقياس الضغط داخل الجمجمة

ولم تثبت حتى الآن أية طريقة غير باضعة (noninvasive method) لقياس الضغط داخل الجمجمة لتحل محل تلك الطريقة التقليدية. ولكن في الطريقة الحديثة تم استخدام جهاز رصد يعتمد على تحليل متقدم باستخدام خوارزميات تعمل على تحليل الإشارات السمعية التي تمر عبر الدماغ من أجل تحديد قيم الضغط داخل الجمجمة . وقد نشرت نتائج الدراسة في مجلة جراحة المخ والأعصاب- Journal of Neurosurgery

وعادة ما يبلغ الضغط داخل الجمجمة البشرية (ICP) 20 ملم زئبق أو أقل، ولكن في وجود مرض في الدماغ أو إصابة في الرأس، قد تتضخم أنسجة المخ أو قد يزيد السائل النخاعي – السائل الذي يحيط ويحمي الدماغ – في الحجم، مما يؤدي إلى ارتفاع الضغط داخل الجمجمة. ويمكن أن تسبب زيادة الضغط داخل الدماغ أعراضا خطيرة وأحيانا قد تصل حتى الموت. وبالتالي فإن الرصد المستمر للضغط داخل الجمجمة في المرضى ذوي الحالات الحرجة يمد الأطباء بالمعرفة اللازمة للتحكم في مستوى الضغط داخل الجمجمة.

ولإجراء الوسائل التقليدية الباضعة لقياس الضغط داخل الجمجمة يجب أولا حفر ثقب في جمجمة المريض، ثم إدراج القسطرة في أنسجة المخ (parenchyma) أو في البطين (مساحة داخل الدماغ تحتوي على السائل النخاعي). وتعمل أجهزة الاستشعار في القسطرة على القياس المستمر للضغط داخل الجمجمة. وعلى على الرغم من كون هذه الطرق هي الطرق المثالية لقياس الضغط إلا أنها تحمل مخاطر عديدة مثل النزيف، والعدوى، والأضرار التي قد تلحق بأنسجة المخ.

وفي الدراسة الحديثة يقترح الباحثون استخدام نظام رصد بديل غير باضع لقياس الضغط داخل الجمجمة، باستخدام جهاز هس-1000 (HS-1000 device (HeadSense Medical, Ltd))، والذي ينبعث من موجات صوتية مدتها 6 ثوان (66 ديسيبل) بالقرب من إحدى الأذنين، ومن ثم تمر الإشارات الصوتية في جميع أنحاء الجمجمة، جنبا إلى جنب مع أصوات الدماغ الفسيولوجية، ثم يتم الكشف عن طريق أجهزة استقبال موجودة في الأذن المعاكسة. حيث يتم عمل تحليل متقدم باستخدام خوارزميات تعمل على تحليل الإشارات  الصوتية لتحديد قيم الضغط داخل الجمجمة حيث يتم عرضها على شاشة الجهاز. ويمكن استخدام نظام الرصد هس-1000 بشكل مستمر، للحصول على تقييم مستمر للضغط داخل الجمجمة، .

وقد اختبر الباحثون التقنية الجديدة في 14 مريضا يتلقون العلاج من إصابات الدماغ في وحدة العناية المركزة. وكالعادة كانت وسائل القياس للضغط داخل الجمجمة مجهزة للمرضى لقياس الضغط البطيني أو الضغط داخل انسجة المخ، ثم قارن الباحثون قيم الضغط داخل الجمجمة التي تم الحصول عليها باستخدام جهاز هس-1000 مع قيم الضغط داخل الجمجمة التي تم الحصول عليها باستخدام الطرق القياسية(داخل البطين أو داخل نسيج المخ).

وكانت الاختلافات في متوسط ​​قيم الضغط داخل الجمجمة  +/- 3 ملم زئبق في 63٪ من قراءات البيانات المقترنة و +/- 5 ملم زئبق في 85٪ من قراءات البيانات المقترنة. ويشير المؤلفون إلى وجود اختلافات مماثلة في الدراسات التي تقارن بين الطريقتين القياسيتين(داخل البطين و داخل أنسجة المخ).

وقد تم تحديد حساسية وخصوصية التقنية الحديثة لرصد الضغط داخل الجمجمة  لتكون 0.7541 و 0.8887، على التوالي. وعموما، فإن النتائج تظهر علاقة جيدة بين قيم الضغط داخل الجمجمة التي تم الحصول عليها باستخدام الطرق القياسية والتقنية الجديدة.

ويشير المؤلفون إلى أن استخدام الجهاز يمكن أن يحمي المرضى من العدوى والنزيف – المخاطر المحتملة من طرق قياس الضغط التقليدية- ويمكن أيضا أن يساعد الأطباء في تحديد متى قد يكون من المناسب استخدام طرق القياس التقليدية لرصد الضغط داخل الجمجمة .

وعند سؤاله عن الدراسة، قال الدكتور غانزلاندت “النتائج الأولى تبدو واعدة، ولكن المزيد من التحسينات في الخوارزمية ستكون ضرورية للسماح لها بالتطبيق السريري الموثوق به”.

دكتور أحمد الحسيني

طبيب متخصص في مجال طب وجراحة العيون- مستشفيات جامعة المنصورة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى