دراسة: عدم انتظام ضربات القلب بعد السكتة الدماغية ليس مؤشرًا لحدوث سكتة دماغية أخرى
يشهد الملايين من الناجين من السكتات الدماغية حول العالم فترة طويلة من المتابعة المستمرة، لمراقبة صحة القلب وما تطرأ عليه من أعراض. عادة ما تكشف المتابعة المنتظمة عن عدم انتظام ضربات القلب بعد السكتة الدماغية أو ما يسمى بالرجفان الأذيني. الذي يبلغ عدد الحالات المصابة به ما يصل إلى 1.5 مليون حالة سنويًا. وقد أوضحت دراسة حديثة نشرت في مجلة The Lancet Neurology أن الرجفان الأذيني أو عدم انتظام ضربات القلب بعد السكتة الدماغية لا يعد مؤشرًا لحدوث سكتة دماغية أخرى.
عدم انتظام ضربات القلب بعد السكتة الدماغية
توصلت الدراسة الجديدة إلى أن الرجفان الأذيني الذي يتم اكتشافه بعد السكتة الدماغية مختلف عن الذي يتعرض له المرضى قبلها. وتشير الدراسة إلى أن الخفقان الأذيني الذي تم رصده بعد التعرض للسكتة الدماغية يظهر خصائص متميزة. على سبيل المثال: يتضمن نسبة أقل من عوامل الخطورة المرتبطة بالقلب والأمراض المصاحبة للجهاز القلبي الوعائي. كما يرتبط بتغيرات مختلفة في الغرف العلوية من القلب مقارنة بالخفقان الأذيني المعروف قبل السكتة الدماغية. يفسر ذلك انخفاض خطر حدوث سكتة دماغية إقفارية أخرى، والتي تحدث نتيجة لانسداد الشريان.
فقد ثبت من خلال الدراسة أن هناك اختلافات كبيرة في طبيعة وتأثيرات الخفقان الأذيني الذي يشخص بعد السكتة الدماغية مقارنة بذلك الذي قبلها.
الخفقان الأذيني بعد السكتة الدماغية
عادة يكون الرجفان الأذيني بدون أعراض لدى المرضى بعد السكتة الدماغية. ويحدث على شكل نبضات قصيرة لا يمكن اكتشافها إلا من خلال مراقبة القلب بشكل مستمر.
يعد التوازن بين المدة الإجمالية لكل نبضة من نبضات الخفقان الأذيني وعوامل الخطر الأخرى أمرًا حاسمًا لفهم مستويات المخاطر لدى المرضى. وبالتالي تصميم خيارات أفضل للعلاج.
تشير النتائج إلى انخفاض احتمالية الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 26 % لدى المرضى الذين يتعرضون للرجفان الأذيني بعد السكتة الدماغية، مقارنةً بالأشخاص الذين يعانون من رجفان الأذين المعروف قبل السكتة الدماغية.
تعد هذه الرؤية أمرًا بالغ الأهمية لتصميم استراتيجيات علاجية أكثر تخصيصًا وفعالية للمرضى.
يقول المؤلف الرئيسي للدراسة: “حتى الآن، يتم علاج جميع المرضى الذين يشخصون بالرجفان الأذيني بعد السكتة الدماغية (stroke) بمضادات تخثر الدم، باستثناء الحالات التي تكون لديها موانع واضحة. لكن بعد هذه الدراسة قد نتمكن في المستقبل من تحديد المرضى ذوي المخاطر المنخفضة نسبيًا. الذين قد لا يحتاجون إلى العلاج بمضادات التجلط على الفور. ومع ذلك سيكون من الضروري التزامهم بالمتابعة المستمرة. لاكتشاف التغيرات التي قد تطرأ عليهم.
ختامًا، عدم انتظام ضربات القلب بعد الشفاء من السكتة الدماغية الأولى لا يمكن اعتباره مؤشرًا للإصابة بسكتة دماغية أخرى. لكن لا تزال هناك حاجة إلى المزيد من الأدلة لدعم هذه النظرية. أيضًا يمكن الاستعانة بأدوات التشخيص المدعومة بالذكاء الاصطناعي. قد تتمكن هذه الأدوات من تحديد المرضى ذوي المخاطر المنخفضة وحتى إنذارهم في اللحظات التي تزداد فيها عوامل الخطورة بشكل مؤقت أو دائم. ما يتطلب تغييرًا في الأدوية أو استراتيجيات الوقاية المعتمدة عليها.