ارتباط النظام الغذائي الصحي أثناء الحمل بانخفاض خطر الإصابة بطيف التوحد
يقدر انتشار اضطراب طيف التوحد (ASD) بما يتراوح بين 1% و2% بين عموم الأشخاص. ويعد اضطراب طيف التوحد حالة غير متجانسة من اضطرابات النمو العصبي. تتسم بصعوبات مستمرة في التواصل الاجتماعي وسلوكيات واهتمامات مقيدة ومتكررة. لذلك كان فهم الأسباب المعقدة لمرض التوحد محورًا مهمًا للبحث العلمي، مع ظهور عوامل ما قبل الولادة. بما في ذلك النظام الغذائي، كمؤثرات محتملة.
وفي خطوة واعدة أشارت دراسة جديدة إلى أن اتباع نظام غذائي صحي قبل الولادة قد يقلل من خطر الإصابة بالتوحد وصعوبات التواصل الاجتماعي لدى الأطفال بنسبة 22 %. وتؤكد هذه النتائج على أهمية اتباع نظام غذائي مغذي قبل الولادة. كما تسلط الدراسة الضوء على الحاجة إلى إجراء المزيد من التحقيقات حول دور التغذية قبل الولادة باعتبارها إحدى مسببات مرض التوحد. تابع تفاصيل الدراسة في المقال التالي.
تأثير التغذية الصحية أثناء الحمل على خطر إصابة الأطفال بطيف التوحد
قدمت الأبحاث الحديثة أدلة دامغة على أن اتباع نظام غذائي صحي قبل الولادة قد يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة باضطراب طيف التوحد (ASD) وصعوبات التواصل الاجتماعي المرتبطة به لدى الأطفال.
قام الباحثون بتحليل البيانات من دراستين موسعتين في النرويج والمملكة المتحدة. لدراسة التأثير المحتمل للتغذية التي يحصل عليها الأمهات على النتائج التنموية العصبية للأطفال.
استخدم الباحثون تحليل العوامل لاستنتاج نمط الغذاء الصحي قبل الولادة. ووجد أنه يتضمن تناول كميات كبيرة من الفواكه والخضروات والأسماك والمكسرات والحبوب الكاملة. وتناول كميات قليلة من اللحوم الحمراء والمصنعة والمشروبات الغازية والأطعمة الغنية بالدهون والكربوهيدرات المكررة.
قد يهمك: كيف يؤثر جين السمنة على الدماغ؟
اقرأ أيضًا: دراسة/ كمية البروتين التي تتناولها النساء أثناء الحمل تتحكم في مظهر وجه الجنين
خطوات ونتائج الدراسة
استخدمت الدراسة المعنية بيانات من مجموعتين كبيرتين من المشاركين المحتملين: دراسة مجموعة الأمهات والآباء والأطفال النرويجية ودراسة للأمهات والآباء والأطفال في المملكة المتحدة (ALSPAC). وكان الهدف من البحث هو التحقيق في الارتباطات بين أنماط النظام الغذائي قبل الولادة. واحتمال تشخيص التوحد والسمات المرتبطة بالتوحد لدى الأطفال.
وشمل المشاركون 84548 زوجًا من الأمهات والأطفال من مجموعة MoBa و11670 زوجًا من مجموعة ALSPAC.
ركز الباحثون على استهلاك الأم لنمط غذائي صحي أثناء الحمل، وتم تصنيف الالتزام بنظام غذائي صحي قبل الولادة إلى التزام بسيط ومتوسط ومنخفض.
النتائج
كانت نتائج الدراسة مبهرة. ففي مجموعة MoBa، ارتبط الالتزام الكبير بنمط غذائي صحي قبل الولادة بانخفاض احتمالات تشخيص التوحد لدى الأطفال بنسبة 22%.
بالإضافة إلى ذلك، أظهرت كل من دراسات MoBa وALSPAC أن اتباع نظام غذائي صحي قبل الولادة كان مرتبطًا بانخفاض احتمالية مواجهة صعوبات التواصل الاجتماعي في سن 3 و8 سنوات.
تساهم هذه النتائج في فهم متطور لأسباب مرض التوحد (Autism). وتشير الدراسة إلى أن التغذية قبل الولادة تلعب دورًا حاسمًا في النمو العصبي وقد تؤثر على خطر الإصابة باضطراب طيف التوحد. وقد أشارت الأبحاث السابقة إلى أن بعض العناصر الغذائية، مثل حمض الفوليك وفيتامين د وزيت السمك، مفيدة أثناء الحمل. وتوسع هذه الدراسة المنظور من خلال فحص الأنماط الغذائية الشاملة بدلاً من التوصية بعناصر غذائية بعينها.
تترتب على نتائج هذه الدراسة آثار مهمة على الصحة العامة والرعاية قبل الولادة. وتشير إلى أن تعزيز النظام الغذائي الصحي أثناء الحمل قد يكون استراتيجية محتملة للحد من خطر الإصابة بطيف التوحد وتحسين نتائج النمو العصبي.
ويمكن أن تؤكد حملات الصحة العامة وبرامج رعاية ما قبل الولادة على أهمية اتباع نظام غذائي متوازن غني بالفواكه والخضروات والأسماك والمكسرات والحبوب الكاملة.
