دور الرضاعة الطبيعية في تقليل تعرض الأطفال للزرنيخ في المناطق الملوثة
يشكل التلوث بالزرنيخ تهديدًا كبيرًا لصحة الإنسان في أجزاء كثيرة من العالم. ارتبط التعرض لمستويات عالية من الزرنيخ بمجموعة من المشاكل الصحية مثل مرض السكري، والخلل المعرفي، وأنواع معينة من السرطان. وبالإضافة إلى ذلك، فإن التعرض للزرنيخ أثناء الحمل يمكن أن يسبب الإجهاض، ونقص نمو الجنين وزيادة خطر حدوث مشاكل صحية للأطفال المولودين في المناطق التي بها مستويات عالية من الزرنيخ. تشير دراسة حديثة إلى دور الرضاعة الطبيعية في تقليل تعرض الأطفال للزرنيخ في المناطق الملوثة.
دور الرضاعة الطبيعية في تقليل تعرض الأطفال للزرنيخ
أجريت دراسة تستخدم تقنيات المراقبة الحيوية للحصول على نظرة ثاقبة لمختلف الطرق المحتملة للتعرض للزرنيخ لدى الحوامل والأطفال. وأظهرت نتائج الدراسة أن الزرنيخ يمكن أن ينتقل عبر المشيمة أثناء الحمل. وأن الرضاعة الطبيعية قد تقلل من التأثير السلبي للتعرض للزرنيخ عند الرضع مقارنة بالحليب الاصطناعي المحضر بمياه ملوثة بالزرنيخ.
من المعروف أن الزرنيخ غير العضوي، الذي يوجد بشكل شائع في مياه الشرب والمحاصيل المزروعة باستخدام المياه الملوثة، يسبب الإجهاد التأكسدي والالتهابات لدى البشر. ما قد يؤدي إلى عدد كبير من الأمراض بمرور الوقت. وقد دفعت المخاطر الصحية الناجمة عن التعرض للزرنيخ منظمة الصحة العالمية إلى تحديد الحد الأقصى للأمان، ويبلغ 10 ميكروجرام لكل لتر. في حين أن متوسط مستويات الزرنيخ في مياه الشرب في لاجونيرا الواقعة شمال المكسيك تبلغ 82 ميكروجرامًا لكل لتر. وهو ما يتجاوز الحد الأقصى الموصى به بنسبة كبيرة.
خطوات ونتائج الدراسة
جمع الباحثون عينات من مياه الشرب ودم الأم والبول وحليب الثدي وأيضًا عينات من دم المشيمة والحبل السري بعد الولادة مباشرة. كما قاموا بجمع عينات بول الأطفال حديثي الولادة على الفور وبعد 4:3 أيام من الولادة. وقارن الباحثون تركيزات الزرنيخ في هذه العينات مع العينات التي تم جمعها من السكان الذين يعيشون في المناطق ذات المستويات الآمنة من الزرنيخ.
ووجد الباحثون مستويات مرتفعة للغاية من الزرنيخ في دم وبول الأم، ودم الحبل السري، وحليب الثدي لدى الأمهات اللاتي يعشن في كوماركا لاجونيرا مقارنة بالمناطق غير الملوثة. كما وجدوا أيضًا أن مستويات الزرنيخ في دم الحبل السري ارتبطت بمستويات مياه الشرب، وعينات بول الأمهات والرضع. وبذلك تشير تلك النتائج إلى أن ممر المشيمة هو الطريق الرئيسي لانتقال الزرنيخ إلى الرحم.
وأظهرت عينات بول الرضع التي تم جمعها بعد أيام من الولادة استمرار ارتفاع مستويات الزرنيخ. ما يشير إلى استمرار مصدر التلوث بالزرنيخ بعد الولادة. ومع ذلك، أظهرت عينات حليب الثدي مستويات أقل من الزرنيخ arsenic بشكل ملحوظ مقارنة بالحليب الاصطناعي المحضر بالمياه الملوثة.
ختامًا، تشير نتائج الدراسة إلى انتقال الزرنيخ من الأم إلى الطفل عبر المشيمة خلال فترة الحمل. كما وجد أن مستويات الزرنيخ في حليب الثدي كانت أقل بشكل ملحوظ من مستوياته في الحليب الاصطناعي المحضر بالمياه الملوثة. وبذلك تسلط هذه الدراسة الضوء على دور الرضاعة الطبيعية في تقليل تعرض الأطفال للزرنيخ بعد الولادة.