دراسة: وسائل منع الحمل الهرمونية تُقلل كفاءة العقاقير المُعالجة لمرضى الرهاب والقلق

صرح فريق من علماء النفس بجامعة رور-بوخوم الألمانية أن وسائل منع الحمل الهرمونية تُقلل كفاءة العقاقير المُستخدمة في علاج مرضى الرهاب (الفوبيا- الخوف غير المبرر من أشياء بعينها) والقلق المزمن.

ويعتقد الباحثون أن جميع أشكال وسائل منع الحمل الهرمونية_كالحقن أو الأقراص الفموية_يُمكنها أن تؤثر على آلية عمل تلك الأدوية.

منع الحمل الهرمونية تُقلل كفاءة العقاقير
دراسة: وسائل منع الحمل الهرمونية تُقلل كفاءة العقاقير المُعالجة لمرضى الرهاب والقلق

ولكن الدراسة الحالية شملت فقط مجموعة من النساء اللواتي يستخدمن حبوب منع الحمل، ويتلقين العلاج النفسي نتيجة لإصابتهن بالرهاب ضد العناكب.

يقول البروفيسور أرمين زلوموزيكا_العالم في مجال الطب النفسي: “لقد شملت دراستنا 54 امرأة مصابة برهاب العناكب؛ 28 منهن يتناولن حبوب منع الحمل، بينما لا تستخدم الـ26 الباقيات أي وسيلة منع حمل هرمونية”.

لقد اعتمدت الدراسة على مراقبة تصرفات هؤلاء النساء عند تعرضهن للعناكب؛ وتسجيل ردود أفعالهن المختلفة من حيث الشكل والشدة.

كما طُلب من المجموعتين أن يقتربوا_قد الإمكان_من أحد العناكب الحية، وتم تسجيل أقرب وأبعد مسافة من العنكبوت استطاع النساء فعلها.

استمرت تلك التجارب لمدة 6 أسابيع، وتمت مقارنة تلك الملاحظات بين النساء اللواتي يتناولن حبوب منع الحمل، واللواتي لا يستخدمنها.

ووجد الباحثون في نتائجهم ما يلي:

*النساء اللواتي يتناولن حبوب منع الحمل كن يعانين من أعراض الرهاب بشكل أكثر وضوحًا، وقلت استجابتهن للعقاقير المضادة للقلق بشكل كبير.

*النساء اللواتي لم يستخدمن أي وسيلة هرمونية لمنع الحمل استطعن التغلب على أعراض الرهاب بشكل واضح، وكن أكثر إقدامًا على الاقتراب مما يخيفهم بمرور الوقت مع استمرار العلاج.

وقد استنتج الباحثون_من خلال مقالتهم المنشورة بمجلة Journal of Psychiatric Research_أن حبوب منع الحمل قد أضعفت من تأثير العقاقير المضادة للقلق.

ويفسرون ذلك بأن انخفاض مستويات الإستراديول بالدم_والذي يتم تثبيطه بواسطة موانع الحمل_يؤثر على قدرة المخ في التعامل مع الأشياء المُسببة للرهاب.

يقول ارمين زلوموزيكا: “نعتقد أن موانع الحمل الهرمونية تؤثر على عمليات التعلم المركزية، وآلية عمل الذاكرة في المخ “.

“إننا نعتمد في علاج الرهاب على أن نجعل الشخص ينسى خوفه من الأشياء التي يهابها؛ ومع الوقت يبدأ الشخص بالتعامل معها على أنها “أشياء عادية”.

“ولكن يبدو أن الهرمونات الموجودة في موانع الحمل تجعل المرأة منتبهة دومًا إلى أنها ترهب من هذا الشيء، ولا تستجيب للعلاج”.

وقد أظهرت مجموعة أخرى من الدراسات على الحيوانات والبشر_أجراها فريق أخر من الباحثين_أن استخدام موانع الحمل الفموية يعوق عملية التعافي من الرهاب.

ويختتم أرمين زلوموزيكا قائلاً: “إن التأثير السلبي لموانع الحمل الفموية على فعالية العلاج لم يتضح إلا بعد مرور 6 أسابيع”.

“إننا نوصي بضرورة متابعة ردود فعل النساء اللواتي يتلقين العلاج النفسي ويستخدمن حبوب منع الحمل في ذات الوقت”.

“فحتى هذه اللحظة، لم نتمكن من الفهم الدقيق للآلية التي يحدث بها ذلك التفاعل الدوائي العكسي، ونحتاج للمزيد من البحث”.

دكتور أحمد الحسيني

طبيب متخصص في مجال طب وجراحة العيون- مستشفيات جامعة المنصورة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى