دراسة: عناق الأيدي بين الزوجين أثناء الولادة يخفف من آلامها

إلى الآباء والأزواج من الآن فلاحقا قد تكونوا أكثر فائدة في غرفة الولادة مما كنتم تعتقدون.هذا ما تقوله دراسة نشرت حديثا في مجلة the journal Scientific Reports،  التي تقول أن وجود شريك متعاطف يمسك بيد امرأته وقت الألم، فذلك يزامن من معدل ضربات القلب والتنفس في كلا الشريكين ويبدد آلام المرأة.

دراسة عناق الأيدي بين الزوجين أثناء الولادة يخفف من آلامها

يقول المؤلف الرئيسي بافل غولدشتاين، الباحث في مجال الألم في مختبر علم الأعصاب الإدراكي والعاطفي في جامعة بولدر : “كلما كان الشريك أكثر تعاطفا وأقوى تأثيرا، كلما كان التزامن في ضربات القلب والتنفس بين الاثنين أوضح عندما يتلامسان”.

وقد عرف العلماء منذ فترة طويلة أن الناس بدون وعي يزامنون خطاهم مع الشخص الذي يسيرون معه أو يعدلون من وقفتهم لتكون انعكاس لصديق أثناء المحادثة. كما تظهر الدراسات الحديثة أيضا أنه عندما يمر الناس بموقف عاطفي ، فإن معدلات ضربات القلب وإيقاعات الجهاز التنفسي تتزامن.وكذلك عندما يكون لدى القادة والمرؤوسين علاقة جيدة، فإن موجاتهم الدماغية تتماثل. وعندما يكون الأزواج الرومانسيون في وجود بعضهم البعض، فإن أنماطهم القلبية والتنفسية وأنماط الفكر تتزامن مع الطرف الآخر، كما أظهرت الأبحاث.

الدراسة الجديدة، التي شاركت في إعدادها أستاذة جامعة حيفا سيمون شاماي والأستاذ المساعد إريت فايسمان، هي الأولى من نوعها التي تكشف التزامن بين الأشخاص في حالة الألم واللمس. ويأمل المؤلفون أن يتمكنوا من التوصل لخيارات لتخفيف الآلام خالية من مسكنات الألم الأفيونية.

وقد جاءت فكرة الدراسة لغولدشتاين بعد أن شهد ولادة ابنته، حيث يقول:”زوجتي كانت تعاني من الألم، وكان كل ما يمكن أن أفكر فيه،” ماذا يمكنني أن أفعل لمساعدتها؟ ” وصلت إلى يدها ويبدو أنها تساعد “، كما يذكر. “كنت أرغب في اختبار ذلك في المختبر: هل يمكن أن يقلل اللمس حقا شدة الألم ، وإذا كان الأمر كذلك، كيف؟”

ولإثبات فرضيته استقدم جولدشتاين 22 زوجا متزوجين من فترة لسيت بالقصيرة وتتراوح أعمارهم بين 23 و 32 عاما، ووضعهم خلال سلسلة من الاختبارات التي تهدف إلى محاكاة ما يحدث في غرفة الولادة.

وتم تكليف الرجال بدور المراقب؛ النساء تم تعريضهم لما يسبب ما يوازي ألم الولادة. ووجهز جولدشتاين أدوات لقياس معدلات القلب والتنفس في كلا الطرفين ، ثم سمح لهما بالجلوس معا دون أن يلمسا بعضها.ثم كرر التجربة ولكن  سمح لهما بالجلوس معا مع الإمساك بيدي الطرف الآخر . ثم كررها مع جلوس كل منهم في غرف منفصلة. وكرروا السيناريوهات الثلاثة مع تعريض المرأة لألم حراري خفيف على ساعدها لمدة دقيقتين.

كما في التجارب السابقة، أظهرت الدراسة أن نبضات القلب ومعدلات التنفس تتزامن فيسولوجيا في الأزواج إلى حد ما مجرد الجلوس معا. ولكن عندما تعرضت المرأة لألم ولم يتمكن زوجها من لمسها، تم قطع ذلك التزامن. وعندما سمح له بإمساك يدها عادت معدلات التزامن مرة أخرى لطبيعتها وانخفض الألم.

يقول غولدستين:”يبدو أن الألم يقطع تماما هذا التزامن بين الأزواج، ولكن اللمس يعيده مرة أخرى.”

ووجدت أبحاث غولدشتاين السابقة أن كلما زاد مقدرا التعاطف الذي يظهر الرجل لامرأته(كما تم قياسه في اختبارات أخرى)، كلما قلل ذلك من ألمها عند اللمس، وكلما زاد التزامن في ضربات القلب والتنفس بينهما من الناحية الفسيولوجية، كلما قل الألم الذي تشعر به. إلا أنه ليس من الواضح بعد ما إذا كان انخفاض الألم يسبب زيادة التزامن، أو العكس .

يقول غولدشتاين: “يمكن أن يكون هذا اللمس أداة لتوصيل التعاطف، مما يؤدي إلى تأثير مسكن، أو قاتل للألم “.

وهناك حاجة لإجراء مزيد من البحوث لمعرفة كيفية تخفيف لمسة الزوج لشدة الألم. إلا أن غولدشتاين يشتبه في أن التزامن بين الأفراد قد يلعب دورا، ربما عن طريق التأثير على منطقة من الدماغ تسمى القشرة الحزامية الأمامية- anterior cingulate cortex، والتي ترتبط مع إدراك الألم، والتعاطف، وظيفة القلب والجهاز التنفسي.

ويأمل غولدشتاين أن يساعد البحث على تقديم إثبات علمي على قدرة اللمس على تخفيف الألم. وفي الوقت الراهن، ينصح الباحث الأزواج بالاستعداد للتواجد في غرفة الولادة للإمساك بيد شريك حياتك.

دكتور أحمد الحسيني

طبيب متخصص في مجال طب وجراحة العيون- مستشفيات جامعة المنصورة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى