دراسة: حقن لقاح السل (BCG) مُباشرة في الوريد يُحقق مستويات هائلة من التحصين

توصل فريق من الباحثين من جامعة بيتسبيرج-بنسلفانيا إلى أن حقن لقاح السل (BCG) مُباشرة في الوريد يُحقق مستويات هائلة من التحصين ضد العدوى، وذلك خلال التجارب على القرود.

حقن لقاح السل (BCG) مُباشرة في الوريد
دراسة: حقن لقاح السل (BCG) مُباشرة في الوريد يُحقق مستويات هائلة من التحصين

فطالما بحث العلماء عن طريقة آمنة لزيادة فعالية وكفاءة اللقاح المضاد للسل طوال عقود من الزمن.

حيث ذهب بعضهم نحو محاولة تغيير التركيب الكيميائي والحيوي للقاح سعيًا لزيادة قوته، ولكن محاولاتهم باءت بالفشل.

أما الآن، فقد لاحظ روبرت سيدر_خبير اللقاحات والميكروبيولوجيا-جامعة بيتسبيرج_أن حقن لقاح الملاريا مباشرةً إلى مجرى الدم قد حقق فعالية أكبر من طرق الحقن بالجلد أو العضل.

وتساءل سيدر: لماذا لا نقوم بحق لقاح السل إلى الوريد مباشرة لتحقيق وقاية أفضل من العدوى ببكتيريا الدرن؟

خلال التجارب_التي نُشرت في مجلة The Conversation الطبية_قام سيدر وزملاؤه بإحضار مجموعة من القرود، وتقسيمها إلى 3 فرق منفصلة:

الأولى: تلقت اللقاح المضاد للسل عن طريق الحقن بالجلد.

الثانية: استنشقت رذاذ اللقاح عن طريق الأنف.

الثالثة: حُقنت باللقاح مباشرةً بالوريد.

وبعد مرور شهرين، تم قياس مستويات المناعة ضد عدوى السل في المجموعات الثلاث، وحساب أعداد الخلايا المناعية التائية (T-cells) المُختصة بالتعرف على بكتيريا الدرن وقتلها.

وقد وجد الباحثون أن مستويات التحصين في المجموعة الثالثة كانت مذهلة عند مقارنتها بالمجموعتين الأخرتين.

حيث بلغت أعداد الخلايا التائية عند حقن اللقاح بالدم حوالي 100 أضعاف أعدادها عند الحقن عن طريق الجلد أو الاستنشاق.

وللتأكد من صحة النتائج، قام الباحثون بتعريض القرود لبكتيريا (Mycobacterium tuberculosis) المسببة لمرض السل بعد مرور عدة أشهر.

ووجدوا أن القرود في المجموعة الأولى والثانية قد أصيبت بالعدوى بالفعل، وظهرت عليها بعض أعراضها على الرغم من تلقيها للتطعيم.

أما القرود في المجموعة الثالثة فلم تُصب بالعدوى، بل ويؤكد الباحثون أن بعضهم لا يحمل في جسده أي بكتيريا واحدة مسببة للدرن.

ويرجع الباحثون تلك النتائج بأن الأعداد المهولة للخلايا المناعية قد “التهمت” جميع البكتيريا، بحيث لم تبق منها شيئًا.

وقد أظهرت صور الآشعة المقطعية لتلك القرود خلو رئتيها من أي بؤرة درنية.

يُذكر أنه في عام 2018 تم تشخيص 10 ملايين إصابة جديدة بداء السل النشط، مع تسجيل 1.5 مليون حالة وفاة بسبب السل في نفس العام.

ويؤكد الخبراء أن الغالبية العظمى للمصابين قد تلقوا لقاح السل بالفعل خلال طفولتهم، ولكن المناعة قد تراجعت في أجسامهم مما سمح للبكتيريا بإصابتهم.

دكتور أحمد الحسيني

طبيب متخصص في مجال طب وجراحة العيون- مستشفيات جامعة المنصورة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى