دراسة حديثة تقدم الدليل القاطع على علاقة الكوليسترول بمرض ألزهايمر
جميعنا يعلم مدى خطورة مرض الزهايمر، وما هي العواقب المترتبة عليه؛ ولكننا حتى الآن لا نعرف على وجه التحديد كيف يبدأ مرض الزهايمر، وما هي التغيرات الدماغية المرتبطة بحدوثه.
إلا أن دراسة جديدة قد أشارت بأصابع الاتهام إلى أحد العوامل الجديدة وراء حدوث مرض الزهايمر؛ ألا وهو (ارتفاع مستويات الكوليسترول في المخ).
إنه استناداً إلى النماذج المختبرية، فقد توصل الباحثون إلى أن الكوليسترول يُسرع من عملية تكون جزيئات الأميلويد-بيتا (Aβ) بنسبة 20%؛ حيث تتراكم تلك الجزيئات البروتينية في خلايا الدماغ وتقوم بتدميرها، وهو ما يعتقد أنه السبب وراء حدوث مرض الزهايمر
وفي حين أن الدراسات السابقة قد ربطت بين ارتفاع الكوليسترول وزيادة خطر الإصابة بالزهايمر، إلا أن الدراسة الحالية تقدم دليلاً قاطعاً على أن جزيئات الكوليسترول تعمل كمحفز لتكوين لويحات الأميلويد في الدماغ؛ وقد تم نشر نتائج الدراسة في مجلة ناتشر كيمستري Nature Chemistry.
تقول رئيسة فريق البحث ميشيل فيندرسكولو _من جامعة كامبردج في المملكة المتحدة-: “نحن لا نقول بأن الكوليسترول هو العامل الوحيد لتكوين الأميلويد، ولكنه بالتأكيد واحداً من العوامل المؤدية لذلك”.
لقد ترسخ لدينا أن الكوليسترول من ضمن العناصر الغذائية التي يجب تجنبها الإسراف فيها عند اختيار أنظمتنا الغذائية إذا أردنا البقاء بصحة جيدة؛ إلا أنه وع ذلك فإن الكوليسترول مهم جداً لوظائف الدماغ، كما أن ربع كمية الكوليسترول الكلية بأجسامنا تتواجد في المخ.
والأهم من ذلك هو أن الكوليسترول لا يستطيع عبور الحاجز الدموي الدماغي؛ وهذا يعني أن وجود نسبة عالية من الكوليسترول في الدم _والذي يرتبط بأمراض القلب والأوعية الدموية المختلفة_ لا يرتبط بالضرورة بوجود مستوى عالٍ من الكوليسترول في الدماغ.
لكن ما لاحظه الباحثون هو جزيئات البيتا أميلويد تلتصق بغشاء الخلايا الدهنية التي تحتوي على الكوليسترول، مما يُسهل على هذه الجزيئات أن تتكتل معاً وأن تبدأ في التجمع.
وحيث أن الكوليسترول يلعب دورًا حيويًا في الوظائف الطبيعية للخلايا، فإنه من الأفضل عدم محاولة تقليل تركيز الكوليسترول في الدماغ، وإنما التحكم في تفاعلاته المؤدية لتكوين الأميلويد
يقول فيندرسكولو: “إن السؤال المطروح علينا الآن ليس (كيف نقضي على الكوليسترول الموجود في الدماغ)، وإنما كيف يمكن أن ننظم تفاعلاته مع بيتا أميلويد لمنع حدوث مرض الزهايمر”.
يذكر أن أحدث الإحصاءات تشير إلى أن 47 مليون شخص على مستوى العالم مصابون حالياً بمرض الزهايمر _ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم بشدة في المستقبل، ولذلك فإن العلماء يعملون جاهدين في محاولة منهم لفهم المزيد عن مرض الزهايمر، وكيفية منعه.