دراسة: الشعور بالدوار عند الوقوف قد يكون علامة تحذيرية للإصابة للخرف في كبار السن
توصلت دراسة جديدة إلى أن الشعور بالدوار عند الوقوف قد يكون أحد العلامة التحذيرية التي تشير لاحتمالية الإصابة للخرف.
ويقول الباحثون أن أولئك الذين يشعرون بالدوخة عند الوقوف قد يعانون من انخفاض ضغط الدم الانتصابي_وهو انخفاض مفاجئ لضغط الدم.
كما أظهرت النتائج التي توصلوا إليها أن الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة في منتصف العمر كانوا أكثر عرضة بنسبة 1.5 مرة تقريبًا للإصابة بالخرف ومرتين للإصابة بسكتة دماغية.
ويعتقد الفريق_بجامعة جونز هوبكنز_أن النتائج تظهر علامة جديدة يمكن اكتشافها في وقت مبكر لمنع أو تأخير ظهور الأمراض المرتبطة بالعمر.
لماذا ينتابك الشعور بالدوار عند الوقوف ؟
عندما تقف من الجلوس أو الاستلقاء، يعمل الجسم على إرسال الدم والأكسجين نحو الدماغ.
وإذا لم يحدث ذلك، يمكن أن ينخفض ضغط الدم بشكل ملحوظ، مما يخلق ما يعرف باسم انخفاض ضغط الدم الانتصابي.
وتشمل أعراض هذه الحالة الدوار، وعدم وضوح الرؤية، والغثيان، والإرهاق والإغماء.
وهناك العديد من الأسباب المحتملة لهذه الحالة، منها الشيخوخة، وفقر الدم، والجفاف، وبعض الأدوية مثل حاصرات بيتا.
ويعتمد علاج انخفاض ضغط الدم الانتصابي على السبب الأساسي. فإذا كان بسبب الجفاف، سيقترح الأطباء زيادة في تناول السوائل.
وإذا كانت الأدوية هي السبب، قد يقوم الطبيب بتغيير نوع الوصفة أو الجرعة.
كما يمكن استخدام نوع آخر من العلاج وهو الجوارب الضاغطة، والتي توقف تراكم السوائل في الساقين عندما يستلقي الشخص أو يجلس.
تقول دكتورة أندريا رولينجز_أخصائية إحصائية في جامعة جونز هوبكنز: “تم ربط انخفاض ضغط الدم الانتصابي بأمراض القلب والإغماء”.
“لذلك أردنا إجراء دراسة كبيرة لتحديد ما إذا كان هذا النوع من ضغط الدم المنخفض مرتبطًا أيضًا بمشاكل الدماغ_وتحديدًا الخرف”.
- التقاعد عن العمل يزيد من سرعة حدوث الخرف بنسبة 40%
- دراسة: شرب الشاى يومياً يحميك من الخرف والضعف الإدراكى بمعدل 50%
العلاقة بين الشعور بالدوار عند الوقوف والخرف
للدراسة، تابع الباحثون أكثر من 11700 مشاركًا على مدار 25 عامًا.
ولم يكن للمشاركين_الذين بلغوا 54 عامًا في المتوسط _تاريخًا مرضيًا للإصابة بالسكتة أو أمراض القلب عند بداية الدراسة.
وفي بداية الدراسة، طلب الفريق من المشاركين الاستلقاء لمدة 20 دقيقة ثم الوقوف بسرعة.
وقد تم قياس ضغط الدم مرة واحدة أثناء الاستلقاء وخمس مرات أثناء الوقوف، ووجدوا أن حوالي خمسة في المئة من المجموعة بدأوا الدراسة وهم يعانون من انخفاض ضغط الدم الانتصابي.
ومن ثم بدأوا متابعة إصابة المشاركين بالسكتة الدماغية والخرف إما من خلال الزيارات كل خمس سنوات أو من خلال سجلاتهم الطبية.
وعلى مدار الدراسة، أصيب حوالي 9%من المشاركين بالخرف وأكثر من 7%بالسكتة الدماغية الإقفارية_والتي تحدث عندما يتم سد أحد شريان الدماغ نتيجة تجلط الدم.
وقد أظهرت النتائج _التي نشرت في مجلة Neurology_ أن المشاركين الذين يعانون من انخفاض ضغط الدم الانتصابي في بداية الدراسة_حتى مع العلاج_كانوا أكثر عرضة بنسبة 54% للإصابة بالخرف من أولئك الذين لم يعانوا من هذه الحالة.
وقد أصيب 9%من أولئك الذين لا يعانون من انخفاض الضغط الانتصابي بالخرف بالمقارنة مع 12.5%في الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة.
بالإضافة إلى ذلك، كان الأشخاص الذين يعانون من انخفاض ضغط الدم الانتصابي أكثر عرضة بمقدار الضعف لمخاطر السكتة الإقفارية.
تقول الدكتورة رولينجز: “إن قياس انخفاض ضغط الدم الانتصابي في منتصف العمر قد يكون طريقة جديدة للتعرف على الأشخاص الذين يحتاجون إلى مراقبة دقيقة لاحتمالية الإصابة بالخرف أو السكتة الدماغية”.
“وهناك حاجة لمزيد من الدراسات لتوضيح أسباب هذه الروابط وكذلك التوصل لأفضل استراتيجيات الوقاية الممكنة.”