دراسة: الجين المسؤول عن الألزهايمر قد يُعبر عن نفسه قبل البلوغ !

أشارت دراسة جديدة قام بها باحثو جامعة كاليفورنيا إلى أن الجين المسؤول عن الألزهايمر قد يُعبر عن نفسه قبل البلوغ.

ووجد الباحثون أن ذلك قد يتمثل في إعاقة قدرة الشخص المعرفية، والتأثير على صحته الإدراكية بشكل لم يكن متوقعًا.

فآثار الجين المسؤول عن الإصابة بمرض ألزهايمر قد تظهر في وقت مبكر للغاية مما كان يعتقده الباحثون والأطباء.

الجين المسؤول عن الألزهايمر قد يُعبر عن نفسه قبل البلوغ
دراسة: الجين المسؤول عن الألزهايمر قد يُعبر عن نفسه قبل البلوغ !

يحتوي الجينوم الخاص بالبشر على جين يُنتج بروتينًا يُسمى (APOE) يقوم بتغليف الكوليسترول والدهون لنقلها عبر مجرى الدم.

وهناك ثلاثة أنماط جينية من (APOE)، أحدها هو (APOE4) الذي يتواجد في حوالي 15% من السكان حول العالم.

ويزيد احتمال إصابة الأشخاص الذين يحملون النمط الجيني (APOE4) بالإصابة بمرض ألزهايمر بمقدار 3 مرات، وذلك عند مقارنتهم بمن يحملون الأنماط الجينية الأخرى.

ويتميز هذا النوع من ألزهايمر بأنه يظهر في وقت متأخر، حيث يصيب الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 أو أكثر.

وقد ثبت_في وقت سابق_أن وجود هذا الجين يرتبط بالعديد من التغيرات في القدرة الإدراكية، والتي يمكن ملاحظتها عند اقتراب الشخص من سن الـ50.

ولكن الأبحاث الجديدة التي أجرتها شاندرا رينولدز_الأستاذة بجامعة كاليفورنيا_وزملاؤها ترى أن التراجع المعرفي قد يظهر مبكرًا جدًا_قبل البلوغ_لدى الأشخاص الذين يحملون جين (APOE4).

وتؤكد رينولدز في تصريحاتها_التي نٌشرت في مجلة Neurobiology of Aging_أن الأطفال حاملي جين (APOE4) تقل مؤشرات اختبارات الذكاء الخاصة بهم.

وقد ظهر ذلك التأثير بقوة في الفتيات أكثر منه في الأولاد.

شملت الدراسة تحليلات متنوعة للأنماط الجينية_على مدى 3-4 عقود_الخاصة بـ1321 شخصًا تتراوح أعمارهم بين 16-18 عامًا.

وبشكل عام، كانت مؤشرات قوة الذكاء الخاصة بالمشاركين أقل بمقدار 1.91 نقطة، وذلك لكل تكرار جيني لـ(APOE4) قد يحملونه.

وعلى الرغم من أن النقص في مستويات الذكاء قد يبدو صغيرًا، إلى أنه يُعد كافيًا جدًا لأن يتسبب في تراجع القوة الإدراكية والمعرفية مع تقدم العمر.

كما يتسبب ذلك في نقص “المخزون الاحتياطي المعرفي” في الدماغ، وهو قدرة الدماغ على التفكير والتغلب على المشاكل.

وتُفيد الدراسات السابقة أن الأشخاص الذين يحملون “احتياطيات معرفية” أقل تزداد فرصهم في الإصابة بالكثير من الأمراض في المستقبل.

كما أظهرت الأبحاث أيضًا وجود علاقة بين انخفاض معدل ذكاء الأطفال وزيادة الشيخوخة البيولوجية_تلف الخلايا والأنسجة_وأمراض القلب والأوعية الدموية قبل سن الـ65.

تقول رينولدز: “تشير نتائجنا إلى أن الاختلافات المعرفية المرتبطة بـ(APOE) قد تظهر في وقت مبكر، وتزداد حدتها كلما تقدم العمر”.

“إن الطفولة تمثل فترة تدخل رئيسية لزيادة الاحتياطيات المعرفية وتعزيز قوتها، وهو ما يعود بالنفع على الطفل طوال فترات حياته”.

دكتور أحمد الحسيني

طبيب متخصص في مجال طب وجراحة العيون- مستشفيات جامعة المنصورة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى