دراسة: استخدام الحمض النووي لتشخيص السرطان في مراحله الأولى
الاكتشاف المبكر للسرطان إضافة إلى دقة أكبر في عملية علاجه تلك هي أهداف الدراسة الجديدة التي وضعها الباحثون في جامعة بوسطن. ونشرت نتائجها في مجلتي Nature Protocols و Nucleic Acids Research.
وقد تم إنشاء هذه التقنية استنادا إلى حقيقة أن الأشخاص المصابين بالسرطان لديهم جزيئات من الحمض النووي الخاص بالخلايا السرطانية تسري في دمائهم،وهذه الجزيئات يمكن اكتشافها في عينة الدم العادية قبل فترة طويلة من تشخيص الورم عن طريق التصوير بالأشعة سواء الأشعة المقطعية أوالتصوير بالرنين المغناطيسي والأشعة السينية والموجات فوق الصوتية.
وقد تطورت الآن تقنيات الكشف عن الحمض النووي للورم في الدم من خلال القضاء على الضوضاء الخلفية أثناء قياسه باستخدام ما يعرف ب”ترميز الحمض النووي – الباركود”.
يقول أندرس ستلبرغ – دكتور الطب الجزيئي ومؤلف الدراسة: “أحد فوائد هذه التقنية هو استخدام الأجهزة المتاحة لدينا دون الحاجة لتطوير أجهزة جديدة، مما يعني أنه يمكن تطبيقها في معظم المختبرات، ونحن لسنا أول من يستخدم مفهوم الباركود في الطب، ولكن في حالتنا قمنا بتطوير طريقة مرنة وفعالة من حيث التكلفة والاستخدام “.
وقد تمكن فريق العمل من تطوير التقنية لدرجة أنه يمكنها أن تجد جزيئات الخلايا السرطانية الفردية بين 10000 من الجزيئات السليمة.
ويجري الآن تنفيذ هذه الطريقة في مستشفى جامعة سالغرنسكا من قبل مركز فالينبرغ للطب الجزيئي والتحولي في جامعة غوتنبرغ، بالتعاون الوثيق مع المستشفى، وبدعم من أسترا زينيكا ومنطقة فاسترا جوتالاند.
يقول غوران لاندبيرج، أستاذ ومدير مركز فالينبرغ: “هذه الطريقة لها إمكانات كبيرة، وستكون جاهزة قريبا للمرضى، بعد اجتياز الدراسات السريرية.”وتابع “إن فحص المجموعات الأكثر عرضة لأنواع معينة من السرطان، مما يسرع من اكتشاف المصابين سيوفر ليس فقط المال بل وسينقذ أرواح الكثيرين وهي طريقة لا نحتاج فيه إلى عينات من الورم ولا حتى وجود الورم نفسه .”
ويمكن أيضا أن تستخدم هذه التقنية في تحديد جرعة العلاج الكيميائي ، مما يساعد على تجنب إشكالية الجرعات القليلة أو الزائدة عن الحد. ويمكن أن تستخدم أيضا لاكتشاف ما إذا كان المريض قد أصبح مقاوما لدواء معين للسرطان .
يقول ستلبرغ: “هناك حاجة كبيرة لشيء من هذا القبيل في هذا المجال، فالعلاجات المستهدفة تعمل بشكل جيد لبعض المرضى ولكن ليس للبعض الآخر، ونأمل أن تمكنا هذه التقنية من معرفة مدى نجاح العلاج، والكشف عن الانتكاسات في مرحلة مبكرة وتحسين خياراتنا فيما يتعلق بتغيير العلاجات “.