دراسة/ اكتشاف نهج علاجي لتجديد خلايا القلب المتضررة

القلب من أهم الأعضاء الحيوية في جسم الإنسان، يعمل القلب بشكل مستمر عن طريق الخلايا العضلية القلبية. عندما تتعرض هذه الخلايا للتلف والموت، يمكن أن يكون الضرر كارثيًا. فعادةً ما يكون التلف في عضلة القلب دائمًا، ما يجعل القلب غير قادر على ضخ الدم بالطريقة المناسبة في الجسم.

أجريت دراسة جديدة بواسطة فريق طبي من جامعة جنوب فلوريدا، وقد نشروا نتائجهم في المجلة الرئيسية لجمعية القلب الأمريكية. يهتم الباحثون في هذه الدراسة بموضوع إصلاح خلايا القلب. ويتناولون أهمية أنشطة الميتوكوندريا، التي توجد داخل الخلايا العضلية القلبية، في إصلاح خلايا القلب المتضررة وأيضًا في منع النوبات القلبية المستقبلية أو أمراض الشرايين التاجية.

إصلاح خلايا القلب المتضررة

إصلاح خلايا القلب المتضررة
إصلاح خلايا القلب المتضررة

تعد الخلايا العضلية القلبية بمثابة اللبنات الأساسية لأنسجة القلب وتتمتع بدور مهم لوظيفة القلب الطبيعية. نظرًا لأن القلب ينقبض باستمرار، فإنه يتطلب قدرًا هائلًا من الطاقة، التي تنتجها الميتوكوندريا. نظرًا لأن تخليق بروتين الميتوكوندريا أمر بالغ الأهمية لبنيته، فضلاً عن وظيفة القلب الطبيعية، فقد ركز المؤلفون الكثير من دراستهم على كيفية تأثير تغيير توازن بروتين الميتوكوندريا على صحة القلب.

إن أهمية الميتوكوندريا في وظائف القلب الطبيعية معروفة جيدًا وقد أشارت الدراسات الحديثة إلى حدوث تغييرات في استقلاب الميتوكوندريا مع بعض أشكال أمراض القلب. تطور هذا العمل من دراسة سابقة ظهر فيها أن فقدان بروتين يسمى MRPS5 في القلب النامي يؤدي إلى عيوب خلقية في القلب وموت الجنين. إذ أدى فقدان هذا الجين في مراحل ما بعد الولادة إلى تضخم القلب والقصور في نهاية المطاف. وقد تبين أن السبب في حدوث هذه التشوهات ينبع من خلل في الاتصال بين كل من نواة الخلية والميتوكوندريا.

في هذه الدراسة الجديدة، قام الباحثون بفحص آثار انخفاض بروتين MRPS5، بدلًا من فقدانه بالكامل، على تكاثر الخلايا العضلية القلبية. ووجد أن الضرر الكبير الناجم عن إصابة القلب، غالبًا نتيجة أزمة قلبية حادة، يؤدي إلى فشل القلب لأن القلب لم يعد قادرًا على الانقباض بشكل طبيعي. وذلك لأن الأنسجة التالفة في عضلة القلب البالغة، وهي الطبقة العضلية للقلب، غير قادرة على إصلاح نفسها بعد الإصابة. كما وجد هؤلاء العلماء أن الانخفاض الطفيف في نشاط الميتوكوندريا في القلب البالغ يمكن أن يسهل عملية تجديد الخلايا Cell regeneration بعد إصابة القلب. ما قد يؤدي إلى طريقة جديدة لعلاج النوبات القلبية وأمراض القلب الأخرى.

في الختام، يأمل الباحثون أن نتوصل إلى كيفية حماية الخلايا العضلية القلبية أو إصلاحها من التلف بشكل أفضل. في الوقت الحالي، لا يستطيع الأطباء فعل الكثير إلا في حالة النوبة القلبية. لكن باستخدام هذا النهج الجديد من العلاج الجيني، يمكن أن نساعد خلايا القلب على التجدد مرة أخرى إلى صورتها الطبيعية.

دكتورة سارة الشافعي

أخصائية تحاليل طبية ومترجمة طبية وعلمية وكاتبة محتوى طبي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى