حمى الضنك Dengue fever

سنتعرف في هذا الموضوع على أسباب  حمى الضنك وكيفية الوقاية منها.

المرض: حمى الضنك Dengue fever.

التعريف بالمرض Definition:

حمى الضنك (Dengue fever) هي مرض يتم نقله عن طريق البعوض في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية في العالم. وتسبب حمى الضنك البسيطة ارتفاعا في درجة الحرارة، والطفح الجلدي، وآلام العضلات والمفاصل. وهناك شكل حاد من حمى الضنك، والذي يسمى حمى الضنك الوخيمة أو حمى الضنك النزفية (Dengue Haemorrhagic Fever)، والذي يمكن أن يسبب نزيفا شديدا وانخفاضا مفاجئا في ضغط الدم (الصدمة) والموت.

يحتوي مقال هذا المرض على:

1- انتشار المرض 5- أسباب المرض 9- الوقاية
2- آلية نشوء المرض 6- مظاهر المرض 10- العلاج
3- عوامل الخطر المهيئة لحدوث المرض 7- المضاعفات 11- التشخيصات المشابهة
4- أنواع المرض (التصنيف) 8- الفحوصات  

انتشار المرض Epidemiology:

  • لقد ارتفع معدل انتشار حمى الضنك (Dengue fever) بدرجة كبيرة في مختلف أرجاء العالم خلال السنوات الأخيرة. وتفوق الأرقام الحقيقة للحالات المصابة بحمى الضنك ما تشير إليه التقارير الواردة حيث أن الكثير من الحالات يُساء تصنيفها.
  • تشير التقديرات إلى أن عدد حالات المصابة بحمى الضنك (Dengue fever) تصل إلى ما يقارب 390 مليون حالة سنوياً، منها حوالي 96 مليون حالة ظاهرة سريريا.
  • ووفقاً لإحصاءات أخرى عن انتشار حمى الضنك، فإن عدد الأشخاص المعرضين للإصابة بالعدوى الفيروسية بفيروس الضنك يقارب إلى 3.9 مليون نسمة في 128 بلدا.
  • ويقدر عدد الأشخاص المصابين بحمى الضنك الوخيمة أو النزفية (Dengue Haemorrhagic Fever) بحوالي 500 ألف شخص سنويا، يتوفى منهم حوالي 2.5% سنويا.
  • وقد تفشى فيروس حمى الضنك في مصر في في الفترة الواقعة بين 1 و31 تشرين الأول/ أكتوبر 2015، وذلك بقرية تقع في منطقة ديروط من محافظة أسيوط

حمى الضنك - Dengue fever

    آلية نشوء المرض Pathophysiology:

    عندما يلدغ (يقرص) البعوض الذي يحمل فيروس حمى الضنك شخصا، فإن الفيروس يدخل الشعيرات الدموية في الجلد مع لعاب البعوض، حيث يرتبط ويدخل خلايا الدم البيضاء، ويتكاثر داخل الخلايا أثناء حركتها في جميع أنحاء الجسم. وتستجيب خلايا الدم البيضاء للفيروس من خلال إنتاج عدد من بروتينات الخاصة بالتأشير الخلوي مثل السيتوكينات (cytokines) والانترفيرون (interferons)، وهي المسؤولة عن العديد من أعراض المرض _مثل الحمى، والأعراض الشبيهة بالأنفلونزا، والآلام الشديدة.

    وفي حالات العدوى الشديدة، يتم زيادة إنتاج الفيروس داخل الجسم بشكل كبير، ويمكن أن تتأثر العديد من الأعضاء في الجسم (مثل الكبد ونخاع العظام). ويمكن أن يتسرب السائل الدموي من خلال جدار الأوعية الدموية الصغيرة إلى تجاويف الجسم بسبب زيادة نفاذية الشعيرات الدموية (capillary permeability). ونتيجة لذلك، تقل كمية الدم في الأوعية الدموية، وينخفض ضغط الدم لدرجة أنه لا يستطيع توفير الدم (التروية الدموية) بدرجة كافية للأعضاء الحيوية.

    وعلاوة على ذلك، يؤدي إلى اختلال وظيفي في نخاع العظام بسبب العدوى التي تحدث في الخلايا السدوية (stroma cell) مما يؤدي إلى انخفاض عدد الصفائح الدموية، والتي هي ضرورية لتخثر الدم بفعالية. وهذا يزيد من خطر حدوث النزيف، والمضاعفات الكبرى الأخرى لحمى الضنك.

    عوامل الخطر المهيئة لحدوث للمرض Risk factors:

    العيش أو السفر إلى المناطق الاستوائية. حيث يُزيد وجودك في المناطق المدارية وشبه المدارية من خطر التعرض للفيروس الذي يسبب حمى الضنك. وتشمل المناطق المعرضة للخطر بشكل خاص:

    • جنوب شرق آسيا
    • جزر المحيط الهادي الغربية
    • أمريكا اللاتينية
    • منطقة البحر الكاريبي.
    • أفريقيا

    أنواع المرض (التصنيف) Classification:

    قامت منظمة الصحة العالمية في عام 2009 بتصنيف إصابات حمى الضنك إلى مجموعتين: إصابات غير معقدة (non complicated) وشديدة (sever)

    ولحمى الضنك أربعة أنماط مصلية مختلفة، ولكنها ذات صلات قوية، وهي:

    • DEN-1
    • DEN-2
    • DEN-3
    • DEN-4

    ويحصل المريض المعافى من العدوى على مناعة طيلة العمر تجاه النمط المصلي الذي أُصيب به، بينما تظل المناعة المتصالبة المكتسبة (cross-immunity) للأنماط الأخرى جزئية ومؤقتة.

    أسباب المرض Causes:

    ينتقل فيروس حمى الضنك (أربعة أنماط مصلية) عن طريق إناث نوع من البعوض من جنس البعوضة الزاعجة المصرية (Aedes aegypti) وبدرجة أقل بسبب البعوضة الزاعجة المرقطة (A. albopictus) كما ينقل هذا النوع من البعوض داء الشيكونغونيا (chikungunya) والحمى الصفراء (yellow fever ) والعدوى بفيروس زيكا (Zika infection). ويتأثر انتشار البعوض بمعدل هطول الأمطار، ودرجة الحرارة، والعمران السريع العشوائي.

    وتعيش البعوضة الزاعجة المصرية في الأماكن الحضرية وتتكاثر أساساً في حاويات من صنع البشر. وعلى عكس الأنواع الأخرى البعوض فإن البعوضة الزاعجة المصرية تتغذي أثناء النهار، وتصل فترات لدغاتها (قرصها) إلى ذروتها في فترة الصباح الباكر وفي المساء قبل الغسق. وتلدغ (تقرص) أنثى بعوض الزاعجة المصرية عدة أشخاص خلال كل فترة تغذية.

    أما البعوضة الزاعجة المرقطة فهي ناقل ثانوي لحمى الضنك في آسيا، وأمريكا الشمالية وأكثر من خمسة وعشرين بلدا في الإقليم الأوربي، وتتميز بقدرتها العالية على الـتأقلم، والبقاء على قيد الحياة في المناطق ذات المناخ البارد في أوروبا.

    مظاهر المرض (الصورة السريرية) Clinical Picture:

    في كثير من الأشخاص _خاصة الأطفال والمراهقين_ قد لا تظهر أي علامات أو أعراض خلال الإصابة بحالات بسيطة من حمى الضنك. وعندما تحدث الأعراض، فإنها تبدأ عادة في الظهور بعد أربعة إلى سبعة أيام بعد أن يتم لدغك من قبل البعوض المصاب.وتسبب حمى الضنك ارتفاع في درجة الحرارة – 40 درجة مئوية (104 درجة فهرنهايت) – مع اثنين على الأقل من الأعراض التالية:

    • الصداع
    • ألم العضلات، والعظام والمفاصل
    • الغثيان
    • القيء (التقيؤ)
    • ألم خلف العينين
    • تورم الغدد
    • احمرار الجلد
    • طفح جلدي ممبز حيث يتم وصفه بجزر بيضاء في بحر احمر (نتيجة احمرار الجلد)

    معظم المصابون يتعافون في غضون أسبوع أو نحو ذلك. وفي بعض الحالات، قد تتفاقم الأعراض ويمكن أن تصبح مهددة للحياة. ويمكن أن تتلف الأوعية الدموية وتؤدي إلى تسرب السائل الدموي، كما يقل عدد الخلايا المكونة للجلطة (الصفائح الدموية) في الدم، وهذا يمكن أن يسبب شكلا حاد من حمى الضنك، والذي يسمى حمى الضنك النزفية (dengue hemorrhagic fever)، أو حمى الضنك الوخيمة (severe dengue) أو متلازمة صدمة الضنك (dengue shock syndrome).

    وتشمل علامات وأعراض حمى الضنك النزفية أو حمى الضنك الوخيمة- وهي حالة طوارئ تهدد الحياة – ما يلي:

    • ألم شديد في البطن
    • القيء المستمر
    • نزيف اللثة أو الأنف
    • وجود دم في البول، أو البراز أو القيء
    • نزيف تحت الجلد، والتي قد تبدو كدمات
    • صعوبة أو سرعة التنفس
    • برودة وتندي الجلد (نتيجة صدمة نقص حجم الدم)
    • الإعياء
    • التهيج أو الأرق

    المضاعفات Complications:

    في الحالات الشديدة لحمى الضنك فإنها يمكن أن تضر الرئتين أو الكبد أو القلب. ويمكن أن ينخفض ضغط الدم إلى مستويات خطيرة، مما يسبب الصدمة (shock)، وفي بعض الحالات الموت.النص

    متي تحتاج لاستشارة الطبيب:

    في حالة قمت مؤخرا بزيارة منطقة تنتشر فيها حمى الضنك مع إصابتك بأعراض طارئة مثل ألم شديد في البطن أو قيء أو صعوبة في التنفس أو وجود دم في الأنف أو اللثة أو في القيء أو البراز.

    الفحوصات Investigations:

    عادة ما يتم تشخيص حمى الضنك سريريا، على أساس الأعراض المبلغ عنها والفحص البدني. وهذا ينطبق بشكل خاص على المناطق الموبوءة. ومع ذلك، يمكن أن يكون من الصعب التفريق بين المرض في مراحله المبكرة  وبين الالتهابات الفيروسية الأخرى.  ويعتمد التشخيص المحتمل على وجود الحمى بالإضافة إلى اثنين من الأعراض التي ذكرت سابقا

    التحاليل المعملية:

    من الفحوص المختبرية المبكرة الدالة على حمى الضنك:

    • انخفاض عدد خلايا الدم البيضاء، والذي قد يعقبه انخفاض الصفائح الدموية والحماض الأيضي (metabolic acidosis).
    • كما يرتبط عادة أيضا بارتفاع ناقلات الأمين (aminotransferase) نسبيا (AST و ALT) المنتجة من الكبد، مع انخفاض الصفائح الدموية وخلايا الدم البيضاء.
    • وفي حالات الإصابة الوخيمة فإن تسرب البلازما يؤدي إلى تركيز الدم ونقص الألبومين.

    ويمكن تأكيد تشخيص حمى الضنك بواسطة الاختبارات الميكروبيولوجية، ويمكن أن يتم ذلك عن طريق:

    • عزل الفيروس في المزرعة الخلوية.
    • الكشف عن وجود الحمض النووي للفيروس عن طريق تحليل تفاعل البلمرة التسلسلي – PCR.
    • الكشف عن المستضدات الفيروسية (مثل NS1) أو الأجسام المضادة المحددة (المصلية)

    الوقاية Prevention:

    تمت الموافقة حاليا على لقاح حمى الضنك، وهو دنغفاكسيا (Dengvaxia)، لاستخدامه في الأفراد من 9 إلى 45 سنة والذين يعيشون في مناطق ذات احتمالية عالية للإصابة بحمى الضنك. ويعطى اللقاح في ثلاث جرعات على مدى 12 شهرا. ويمنع لقاح دنغفاكسيا (Dengvaxia) العدوى بفيروس حمى الضنك بمعدل يزيد قليلا عن النصف. وقد تمت الموافقة على اللقاح فقط للأطفال الأكبر سنا، لأنه عند استخدامه في الأطفال الصغار فإنهم يكونوا أكثر عرضة لخطر الإصابة بحمى الضنك الوخيمة.

    وتشدد منظمة الصحة العالمية على أن اللقاح ليس أداة فعالة، من تلقاء نفسها، للحد من حمى الضنك في المناطق التي يشيع فيها المرض. ولا تزال السيطرة والقضاء على البعوض ومنع تعرض الإنسان له أهم جزء من جهود الوقاية.

    وحتى الآن، إذا كنت تعيش أو تسافر إلى منطقة تنتشر بها حمى الضنك، فإن أفضل طريقة لتجنب حمى الضنك هو تجنب لدغات البعوض الذي يحمل المرض.

    ولذا إذا كنت تعيش أو تسافر إلى المناطق الاستوائية حيث تشيع حمى الضنك، فإن هذه النصائح قد تساعد في تقليل خطر الإصابة بلدغات البعوض:

    • البقاء في المسكن المكيف الهواء والمجهز بالسواتر الواقية من البعوض. (البعوض الذي يحمل فيروسات حمى الضنك أكثر نشاطا من الفجر إلى الغسق، ولكنها يمكن أيضا تلدغ في الليل).
    • ارتداء ملابس واقية عندما تذهب إلى المناطق التي ينتشر فيها البعوض، وارتداء قمصان بأكمام طويلة، وسراويل وجوارب وأحذية طويلة.
    • استخدام طارد البعوض. ويمكن استخدام البيرميثرين (Permethrin) على الملابس الخاصة بك، والأحذية، وأدوات التخييم، والسواتر الواقية من البعوض. ويمكنك أيضا شراء الملابس المصنوعة والمزودة ذاتيا بالبيرميثرين. ولبشرتك، استخدم طارد يحتوي على ما لا يقل عن تركيز 10 في المئة من الدي اثيل-ميتا تولواميد (DEET).
    • تقليل موائل (أماكن تواجد) البعوض. ويعيش البعوض الذي يحمل فيروس حمى الضنك عادة في و حول المنازل، ويتكاثر في المياه الراكدة التي يمكن تتجمع في أشياء مثل إطارات السيارات المستعملة حيث تعمل كموضع لتكاثره. ويمكنك المساعدة في خفض عدد البعوض من خلال القضاء على الموائل حيث يتم وضع البيض. ولذا عليك القيام مرة واحدة في الأسبوع على الأقل، بتفريغ الحاويات التي تحوي مياه راكدة، مثل تلك المستخدمة في زراعة النباتات أو الزهور أو أطباق الحيوان، مع إبقاء حاويات المياه الراكدة مغطاة بعد التنظيف.

    العلاج Treatment:

    لا يوجد دواء محدد لعلاج عدوى الضنك. وإذا كنت تعتقد بإصابتك حمى الضنك، يجب عليك استخدام مسكنات الألم (الأسيتامينوفين-Acetaminophine) وتجنب الأسبرين، والتي يمكن أن تؤدي إلى تفاقم النزيف. ويجب عليك أيضا الحصول على الراحة، وشرب الكثير من السوائل، مع زيارة الطبيب. وإذا بدأت في الشعور بالسوء خلال الـ 24 ساعة الأولى بعد انخفاض الحمى، فيجب عليك الوصول إل المستشفى فورا للتحقق من المضاعفات.

    أما بالنسبة لحمى الضنك الوخيمة (sever Haemorrhagic Fever) فإن الرعاية الطبية يمكن أن تنقذ الأرواح حيث تؤدي إلى خفض معدل الوفاة بنسبة تزيد على 20% إلى أقل من 1%. ويعتبر الحفاظ على كمية السوائل داخل جسم المريض هو عامل الدفاع الأول في هذه الرعاية  المتعلقة بحمى الضنك الوخيمة.

    التشخيصات المشابهة (التشخيص التفريقى) Differential Diagnosis:

    تشمل المشاكل الأخرى التي قد تتشابه في أعراضها مع حمى الضنك ما يلي:

    • فيروس تشيكونغونيا (Chikungunya virus)
    • العدوى بفيروس زيكا (Zika virus infection)
    • حمى الميارو (Mayaro fever)
    • حمى نهر روس (Ross River fever)
    • فيروس سيندبيس (Sindbis virus)
    • فيروس الإيبولا (Ebola virus)
    • فيروسات الحمى النزفية (Hemorrhagic fever viruses)
    • الفيروسة الوقبية (Orbivirus)
    • التهاب الدماغ النيلي الغربي (West Nile encephalitis)
    • الوردية الطفلية (Roseola infantum)
    • الحمى القرمزية (Scarlet fever)
    • فرفرية نقص الصفيحات المجهولة السبب (Idiopathic thrombocytopenic purpura)

    وأيضا من:

    • الفيروسات الرملية (Arenaviruses)
    • الإنفلونزا (Influenza)
    • داء البريميات (Leptospirosis)
    • الملاريا (Malaria)
    • التهاب السحايا (Meningitis)
    • داء الريكتيسيات (rickettsial infection)
    • حمى الجبال الصخرية المبقعة (Rocky Mountain Spotted Fever)
    • التفوئيد (Typhus)
    • التهاب الكبد الفيروسي (Viral Hepatitis)
    • الحمى الصفراء (Yellow Fever)

    المصادر:

    • World Health Organization (WHO)
    • MedScape
    • MayoClinic
    • Wikipedia
    • WebMD

    دكتور أحمد الحسيني

    طبيب متخصص في مجال طب وجراحة العيون- مستشفيات جامعة المنصورة

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

    زر الذهاب إلى الأعلى