حكم قضائي بإلزام شركات القهوة بإرفاق ملصق يحذر من الإصابة بالسرطان مع منتجاتها
إنها أخبار سيئة حقًا لمحبي القهوة؛ فقد حكم قاض في كاليفورنيا بإلزام شركات القهوة في جميع أنحاء الولاية أن ترفق منشورا تحذيريا مع جميع منتجاتها، يشمل احتمالية الإصابة بالسرطان بسبب وجود مادة مسرطنة في هذه المشروبات.
وقد شمل هذا الحكم لقاضي المحكمة العليا إليهو بيرلي العشرات من شركات القهوة، بما في ذلك ستاربكس وبيتس وغيرها من السلاسل، قائلاً أن الشركات التي تبيع القهوة كانت تنتهك نظامًا حكوميًا يطلب من الشركات التي يعمل بها أكثر من 10 موظفين الكشف عن انتشار المواد المسببة للسرطان والمواد الكيميائية السامة في منتجاتها.
يقول بيرل: "في حين أن المدعي قدم أدلة على أن استهلاك القهوة يزيد من خطر حدوث أضرار للأجنة والرضع والأطفال والكبار، فقد فشلت الشركات في إثبات كذب هذه الادعاءات".
وتكمن المشكلة الأساسية في وجود مادة الأكريلاميد، وهي مادة مسرطنة معروفة يتم إنتاجها بشكل طبيعي أثناء عملية تحميص بعض الأطعمة كالقهوة.
وأشار حكم بيرل _الذي أفادت به وكالة أسوشيتد برس_ إلى أن كلا الجانبين لم يتنازعا على أن الأكريلاميد موجود في القهوة من عدمه، إلا أن المدعى عليهم فشلوا في إثبات أن الأكريلاميد لا يشكل أي خطر على الصحة أو يضيف أي فوائد صحية للقهوة.
ووفقا لوكالة أسوشيتد برس، كان الدفاع يسعى جاهدًا لإثبات أن مادة الأكريلاميد في القهوة لم تسبب أي حالة وفاة واحدة، لكن القاضي قال إن الخطر لم يتم تقييمه بشكل صحيح.
وقد طالب مركز أبحاث السموم _منظمة غير ربحية_ الذي رفع الدعوى القضائية منذ ما يقرب من 8 سنوات، بفرض غرامات تصل إلى 2500 دولار لكل شخص يتعرض للمادة الكيميائية منذ عام 2002، مما قد يفتح الباب أمام تعويضات ضخمة.
واتهم البعض المحامين بالاستفادة من ثغرات القانون والتي تتضمن إعفاءات لبعض المواد الكيميائية التي تتواجد بشكل طبيعي في الطعام غير المطبوخ من أجل جمع المزيد من الأموال. يذكر أن البطاطس المقلية تحتوي على مادة الأكريلاميد، وقد رفعت نفس المنظمة غير الربحية دعوى قضائية ضد الشركات المصنعة للرقائق.
تقول الشكوى التي رفعتها المنظمة غير الربحية في قضية القهوة أن تناول كمية من القهوة تصل لـ (12 أونصة)، يعرضك لمستويات ملحوظة من مادة الأكريلاميد.
وبحسب تيم كارمان من صحيفة واشنطن بوست فإن "الدليل العلمي الذي يربط الأكريلاميد بالسرطان في البشر ضئيل".
ولكن ووفقا لجمعية السرطان الأمريكية، وجدت الدراسات أن مادة الأكريلاميد تزيد من خطر الإصابة بالسرطان في الفئران عندما يتم وضعها في أطعمة هذه الحيوانات، لكن حتى الآن لا نعرف كيف تترجم هذه النتائج على البشر بشكل دقيق، لكنها على الأقل تشير إلى أهمية الحد من تناول الأكريلاميد.
ولم تستطع معظم الدراسات التي أجريت حتى الآن على البشر، أن تعثر على احتمالية زيادة خطر الإصابة بالسرطان لدى البشر نتيجة تناول أطعمة ومشروبات تحتوي على الأكريلاميد.
وقد كانت القهوة مثارا لعدد لا نهائي من الدراسات والتي تشير بعضها لأهميتها، بينما الأخرى تنفي ذلك.
وعلى الرغم من ذلك الحكم فقد أظهر تحليل حديث لدراسات تناول القهوة أن العديد من الأدلة "المحتملة" تشير إلى أن استهلاك القهوة كان مرتبطا بالفعل بانخفاض خطر الإصابة بالعديد من أنواع السرطان، بما في ذلك سرطان الثدي والقولون والبروستاتا، وخلص إلى أن "القهوة يمكن أن تكون جزءًا من نظام غذائي صحي".