منظمة الصحة العالمية تعلن حالة الطوارئ بعد تفشي جدري القردة في أفريقيا
أعلنت منظمة الصحة العالمية أن تفشي فيروس mpox (جدري القردة) في الكونغو وأماكن أخرى في أفريقيا يمثل حالة طوارئ عالمية، ما يتطلب اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من انتقال الفيروس. كما أعلنت السويد عثورها على أول حالة من نوع جديد من فيروس مبوكس لم يسبق رؤيته إلا في أفريقيا لدى مسافر. في حين حذرت السلطات الصحية الأوروبية الأخرى من احتمالية إصابة المزيد من الحالات. إليكم نظرة على mpox (جدري القردة) ومدى احتمالية انتشاره على نطاق أوسع.
هل من الممكن أن يصبح جدري القردة جائحة تهدد العالم؟
يبدو أن هذا الأمر مستبعد للغاية. فالأوبئة، بما في ذلك أحدثها إنفلونزا الخنازير وكوفيد-19، عادة ما تندلع بسبب فيروسات محمولة جواً تنتشر بسرعة، بما في ذلك عن طريق أشخاص قد لا تظهر عليهم أعراض.
ينتشر مرض جدري القردة، المعروف أيضًا باسم جدري القرود، في المقام الأول من خلال ملامسة الجلد عن قرب مع الأشخاص المصابين أو ملابسهم المتسخة أو ملاءات الأسرة. وغالبًا ما يتسبب في ظهور آفات جلدية مرئية قد تجعل الأشخاص أقل عرضة للاتصال الوثيق بالآخرين.
وللحفاظ على السلامة الشخصية ومنع الإصابة، ينصح الخبراء بتجنب الاتصال الجسدي الوثيق مع أي شخص يعاني من فيروسات تشبه مبوكس. والامتناع عن مشاركة الأدوات أو الملابس والحفاظ على النظافة الجيدة مثل غسل اليدين بانتظام.
وصرح المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض والسيطرة عليها أنه من المحتمل للغاية ظهور المزيد من حالات الإصابة بفيروس مبوكس من أفريقيا. لكن فرص ظهور حالات تفشي محلية في أوروبا منخفضة للغاية.
ويقول العلماء إن المخاطر التي يتعرض لها عامة السكان في البلدان التي لا تشهد تفشيًا مستمرًا لفيروس مبوكس منخفضة.
قد يهمك: خوارزمية تحقق دقة 98% في التنبؤ بالأمراض من خلال لون اللسان
اقرأ أيضًا: منظمة الصحة العالمية تصنف بودرة التلك ضمن المسببات المحتملة للسرطان
ما هو الفرق بين mpox و COVID-19؟
ينتشر الجدري ببطء شديد على عكس فيروس كورونا. فبعد وقت قصير من تحديد فيروس كورونا في الصين، قفز عدد الحالات بشكل كبير من عدة مئات إلى عدة آلاف. وفي أسبوع واحد في يناير، زاد عدد الحالات بأكثر من عشرة أضعاف.
بحلول شهر مارس 2020، عندما وصفت منظمة الصحة العالمية مرض كوفيد-19 بالجائحة، كان هناك أكثر من 126 ألف إصابة و4600 حالة وفاة بعد حوالي ثلاثة أشهر من تحديد فيروس كورونا لأول مرة.
في المقابل، استغرق الأمر منذ عام 2022 حتى تصل حالات الإصابة بـجدري القردة إلى ما يقرب من 100 ألف حالة على مستوى العالم. مع حوالي 200 حالة وفاة، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.
علاوة على ذلك تتوفر لقاحات وعلاجات لمرض monkeypox على عكس الأيام الأولى لجائحة COVID-19.
ما مدى السرعة التي سيتم بها إيقاف تفشي الفيروس؟
لم يتضح بعد، فقد تباطأ تفشي مرض إنفلونزا الطيور في عام 2022 في أكثر من 70 دولة خلال أشهر. وذلك بفضل برامج التطعيم والأدوية المتاحة للسكان المعرضين للخطر في البلدان الغنية.
في الوقت الحالي، توجد أغلب الحالات المصابة بـ mpox في أفريقيا و96% من هذه الحالات والوفيات في الكونغو. التي تعد إحدى أفقر دول العالم التي انهار نظامها الصحي إلى حد كبير بسبب سوء التغذية والكوليرا والحصبة. ورغم أن المسؤولين هناك طلبوا 4 ملايين لقاح من المانحين، فإنهم لم يتلقوا أياً منها بعد.
وعلى الرغم من إعلان منظمة الصحة العالمية أن لقاح الأوكسجين-12 يشكل حالة طوارئ عالمية في عام 2022، فإن أفريقيا لم تحصل إلا على القليل من اللقاحات أو العلاجات.
على الرغم من أن الأوضاع جيدة في السيطرة على هذا الوباء، لكن يتعين اتخاذ قرار بإعطاء الأولوية لأفريقيا. فمن مصلحة العالم أن يستثمر الآن في القضاء على تفشي جدري القردة في أفريقيا.
