دلالة لون البلغم لمرضى توسع القصبات الهوائية على درجة التهاب الرئتين
توسع القصبات الهوائية هو حالة طويلة الأمد ليس لها علاج. تتسع فيها واحدة أو أكثر من القصبات الهوائية، ما يؤدي إلى تراكم المخاط الزائد الذي يمكن أن يجعل الرئتين أكثر عرضة للإصابة بالعدوى. وبمرور الوقت، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تفاقم الضرر الذي يصيب الرئتين تدريجيًا.
وقد توصل العلماء وفقًا لبحث جديد تم تقديمه في المؤتمر الدولي للجمعية الأوروبية للجهاز التنفسي في ميلانو، إيطاليا.إلى أن لون البلغم لدى المرضى الذين يعانون من توسع القصبات الهوائية قد يشير إلى درجة الالتهاب في الرئة. وهو الأمر الذي سوف يساعد على التنبؤ بالنتائج المستقبلية.
أسباب توسع القصبات الهوائية
يعد توسع القصبات واحدًا من أمراض الشعب الهوائية الالتهابية الثلاثة الأكثر شيوعًا (جنبًا إلى جنب مع الربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن)، ويمكن أن يؤثر على الأشخاص في أي عمر، لكن الأعراض لا تتطور عادة حتى منتصف العمر. غالبًا يحدث توسع القصبات للأسباب التالية:
- عدوى في الرئة مثل: الالتهاب الرئوي أو السعال الديكي، أو التليف الكيسي.
- مشاكل كامنة في جهاز المناعة في الجسم تجعل القصبات الهوائية أكثر عرضة للإصابة.
- داء الرشاشيات وهي حساسية لنوع معين من الفطريات التي تسبب تضخم القصبات الهوائية.
لون البلغم مؤشر لدرجة توسع القصبات الهوائية
أجريت دراسة جديدة على ما يقرب من 20 ألف مريض من 31 دولة. وكانت هذه هي الدراسة الأولى من نوعها التي يظهر فيها أن لون البلغم يمكن أن يوفر معلومات ذات صلة سريريًا، تعكس التشخيصات المحتملة، وبالتالي يمكن أن تساعد في العلاج.
يوضح فريق الدراسة أن إحدى الخصائص الرئيسية لتوسع القصبات هي السعال المصحوب بالبلغم. عندما تتدهور الحالة لدى مرضى التهابات الصدر، يصبح لون البلغم أغمق، ويعود هذا التغير في اللون إلى بروتين يسمى ميلوبيروكسيديز أو MPO، الذي يفرز من الخلايا الملتهبة، وبالتالي يمكن استخدام لون البلغم كمؤشر حيوي للالتهاب.
كما يضيف فريق الدراسة أننا نعلم أن مستوى التهاب الرئة يعد مؤشرًا هاماً للصحة على المدى الطويل في حالات توسع الشعب الهوائية، لذلك فإن من المفيد معرفة ما إذا كان لون البلغم، عند تقييمه عندما يكون المريض بصحة جيدة دون أي عدوى في الصدر، له أي علاقة بالنتائج طويلة المدى مثل وظيفة الرئة وتواتر وشدة التفاقم.
نتائج الدراسة
تم تسجيل لون البلغم لدى 13484 من أصل 19324 مريضًا مع الاهتمام بمتابعتهم لمدة تصل إلى خمس سنوات. للنظر تطور الحالات وحدتها وعدد الأشخاص الذين توفوا.
كما تم تصنيف البلغم إلى أربعة مستويات هما:
- مخاطي: يبدو واضحًا، ورغويًا، ورمادي اللون.
- مخاطي قيحي: يبدأ في إظهار اللون الأصفر الكريمي.
- قيحي: حيث يصبح اللون داكنًا يميل إلى اللون الأصفر أو الأخضر مع زيادة كثافة الملمس.
- القيحي الشديد: وهو أكثر ألون البلغم خطورة، يتميز بلون أخضر داكن يتحول إلى اللون البني، وقد يتضمن أحيانًا خطوطًا من الدم.
من خلال الدراسة وجد زيادة في خطر تفاقم توسيع القصبات الهوائية (Bronchiectasis)، وزيادة حالات الوفاة مع زيادة قيحية البلغم. إذ كان هناك زيادة في خطر الوفاة بنسبة 12 %، لكل زيادة بمقدار نقطة واحدة في قيحية البلغم.
توفر تلك الدراسة دليلاً على أن لون البلغم يعكس التشخيص. ومن مميزاتها إمكانية جمع عينات البلغم بسهولة من معظم المرضى. ما يجعل البلغم مؤشراً حيوياً سريرياً متاحاً وسهل التفسير لتطور المرض. ويعتقد الباحثون أن تطبيق هذا المؤشر الحيوي في الممارسة السريرية من شأنه أن يحسن علاج ومراقبة مرضى توسع القصبات الهوائية.