تصنيف جديد لمرض السكري يقسمه إلى خمسة أنواع!
هل ما زلت تعتقد بأن مرض السكري ينقسم إلى نوعين رئيسيين فقط؟ …. إذا كان جوابك بـ(نعم) فينبغي عليك أن تقرأ ذلك المقال وأعتقد أنك ستُغير نظرتك كلياً لهذا الأمر.
فقد كشفت دراسة جديدة لجميع الحالات حديثة التشخيص بالسكري في السويد أن هناك تصنيفاً آخر لمرض السكري يتنبأ بحدوث المضاعفات الخطيرة الناتجة عنه، ويقدم أيضاً اقتراحات هامة فيما يخص خطة العلاج. وقد نشرت النتائج في مجلة لانسيت للسكري والغدد الصماء (Lancet Diabetes & Endocrinology).
يتمثل الفارق الرئيسي بين التصنيف الجديد والقديم أن مرض السكري من النوع الثاني قد تم تقسيمه في الواقع إلى عدة مجموعات فرعية.
يقول ليف جروب -الطبيب وأستاذ السكري وعلم الغدد الصماء في جامعة لوند-السويد، والمشارك في الدراسة-: “إن هذه هي الخطوة الأولى نحو علاج جذري لمرض السكري، فطرق التشخيص والتصنيف الحالية للمرض غير كافيتين أو قادرتين على التنبؤ بالمضاعفات المستقبلية أو اختيار العلاج”.
ويعتقد جروب أن تلك النتائج تمثل نقلة نوعية في كيفية التعامل مع ذلك المرض في المستقبل.
يضيف جروب قائلاً: “إن تشخيص مرض السكري اليوم يتم عن طريق قياس نسبة السكر في الدم، ويمكن أيضاً أن يتم التشخيص بشكل أكثر دقة بعد مراعاة العوامل التي نصت عليها دراستنا وأخذها في عين الاعتبار”.
إنه منذ عام 2008، تمكن الباحثون من رصد 13720 مريضاً تم تشخيصهم حديثاً بمرض السكري، تتراوح أعمارهم ما 18 و97 عاماً.
و من خلال الجمع بين القياسات المختلفة المأخوذة من أولئك المرضى مثل مقاومة الأنسولين، ومعدل إفراز الأنسولين، ومستويات السكر في الدم والعمر عند بداية المرض، تمكن الباحثون من تمييز خمس مجموعات لمرض السكري تختلف عن التصنيف المُتبع اليوم.
وبالإضافة إلى أن التصنيف الجديد يُعد الأكثر دقة، فقد اكتشف الباحثون أيضاً أن التمييز بين تلك المجموعات المختلفة قد مكنهم من تمييز الفئات الأكثر أو الأقل عرضة لخطر الإصابة بالأمراض الثانوية.
تقول إيما أهلكفيست -الأستاذة المساعدة والمؤلفة الرئيسية في تلك الدراسة-: “إن هذا سوف يمكننا من بدء العلاج المبكر لمنع المضاعفات في المرضى الأكثر عرضة للضرر”.
إن مرض السكري يُصنف حالياً إلى: مرض السكري من النوع الأول (حوالي 10%)، ومرض السكري من النوع الثاني (حوالي 85-90%)، و عدد من الفئات الأخرى الأقل شيوعاً إضافة إلى السكري الناتج عن أسباب ثانوية.
ومع ذلك، يقترح الباحثون تصنيفاً جديداً يتكون من بعض المجموعات الفرعية:
- المجموعة الأولى (مرض السكري الناتج عن المناعة الذاتية- SAID):
وتتميز تلك المجموعة ببدء ظهور المرض في سن مبكرة، وضعف السيطرة على التمثيل الغذائي، وضعف إنتاج الأنسولين ووجود الأجسام المضادة.
- المجموعة الثانية (السكري الناتج عن نقص حاد في الأنسولين- SIDD):
وتشمل هذه المجموعة الأفراد الذين يعانون من مستويات عالية من الهيموجلوبين السكري (HbA1C)، وضعف إفراز الأنسولين، وأيضاً وجود مستويات معتدلة من مقاومة الأنسولين. تلك المجموعة كان لديها أعلى معدل من اعتلال الشبكية.
- المجموعة الثالثة (السكري شديد المقاومة للأنسولين-SIRD):
تضم هذه المجموعة مرضى السمنة والمستويات المرتفعة من مقاومة الانسولين، وتملك هذه المجموعة أعلى نسبة من إصابات الكلى، وهو المرض الثانوي الذي يُشكل أحد أثقل الأعباء على المجتمع.
- المجموعة الرابعة (مرض السكري المعتدل ذو الصلة بالسمنة-MOD):
تشمل المرضى الذين يعانون من السمنة المفرطة الذين يصابون بالمرض في سن مبكرة نسبياً.
- المجموعة الخامسة (مرض السكري المعتدل المرتبط بالعمر -MARD): وهي المجموعة الأكبر بين المجموعات (حوالي 40% من مجموع المرضى)، وتضم مرضى السكري من كبار السن.
وقد كرر الباحثون في وقت لاحق تلك التحاليل في ثلاث دراسات أخرى من السويد وفنلندا.
يقول جروب “إن النتيجة قد تجاوزت توقعاتنا وتطابقت إلى حد كبير مع التحاليل التي تضمنتها الدراسة، ولكن الفرق الوحيد هو أن المجموعة الخامسة كانت أكبر في فنلندا مما كانت عليه في السويد، ولكن تطور المرض كان متشابهاً بشكل ملحوظ في كلتا المجموعتين”.
وتقول إيما أهلكفيست: “كلما كانت الدراسة قيد العمل والبحث، كلما زادت البيانات التي سنحصل عليها، إن هذا سوف يتيح لنا فرصاً أفضل لتوفير العلاج المناسب لكل فرد”.
ويخطط الباحثون أيضا لإطلاق دراسات مماثلة في الصين والهند مع أشخاص من خلفيات عرقية مختلفة.