دراسة تكشف عن تأثير التغذية على النوم
تعتمد الصحة الجيدة على الالتزام بنمط حياة صحي، واتباع نظام غذائي سليم وممارسة التمرينات الرياضية والنوم الكافي. إذ إن هناك ارتباطات وثيقة بين هذه العوامل؛ على سبيل المثال، توفر التغذية الجيدة الطاقة اللازمة لممارسة التمارين الرياضية، وأفاد العديد من الأشخاص أن ممارسة ما يكفي من التمرينات الرياضية ضروري ليتمكنوا من الحصول على قسط كافٍ من النوم. إذًا ما هو تأثير التغذية على النوم؟
نتناول في هذا المقال دراسة جديدة تبحث في العلاقة بين تناول الفاكهة والخضروات ومدة النوم أجراها فريق من جامعة هلسنكي الفنلندية، بالتعاون مع باحثين من المعهد الوطني للصحة والرعاية الاجتماعية وجامعة توركو للعلوم التطبيقية.
أهمية النوم للجسم
النوم يمنح أجسادنا الفرصة للتعافي والراحة من نشاط اليقظة. إذ يعتمد القلب والأوعية الدموية والعضلات والخلايا والجهاز المناعي والقدرات المعرفية والقدرات على صنع الذاكرة على النوم المنتظم والصحي لتحقيق الأداء الأمثل. وتشير دراسة أجريت عام 2019 إلى أن النوم ضروري لإصلاح تلف الحمض النووي الذي يحدث في أثناء اليقظة.
يتم النوم المريح في 3-5 دورات ليلية، تستمر كل منها من 90 إلى 120 دقيقة في المتوسط. خلال كل دورة، وفي جميع الحالات يجب أن يحصل البالغون على ما يتراوح بين 9:7 ساعات من النوم الجيد في الليلة.
ومع ذلك، تشير الدراسات الحديثة إلى أن مشكلات النوم مثل: الأرق وقصر مدة النوم قد أصبحا أكثر شيوعًا بين البالغين. بسبب عدة عوامل منها: الإجهاد، وزيادة استهلاك الوجبات السريعة، ونمط الحياة غير الصحي.
في هذه الدراسة الجديدة، أراد الباحثون استكشاف تأثير التغذية على النوم، والعكس. كما حققوا في الدور الذي قد تلعبه الأنماط الزمنية الفردية بما في ذلك تفضيلات توقيت النشاط، مثل الصباح أو المساء في الخيارات الغذائية ومدة النوم.
تأثير التغذية على النوم
توصي منظمة الصحة العالمية بتناول مالا يقل عن 400 جرام من الفواكه والخضراوات يوميًا. في حين تشير أحدث التوصيات إلى استهلاك كميات أكبر. وتشجع على تناول من 800:500 جرام من الخضروات والفواكه.
درس فريق البحث تفاصيل من دراسة National FinHealth لعام 2017. التي شارك فيها مجموعة من 5043 شخصًا بالغًا، تبلغ أعمارهم 18 عامًا فما فوق (55.9% إناث؛ متوسط العمر = 55 عام). ودرسوا نتائج استبيان مكون من 134 بندًا تدور حول تكوين وتواتر الوجبات الغذائية اليومية المعتادة لهم، وأبلغوا عن الأنماط الزمنية للنوم (الميل إلى النوم في وقت معين من اليوم) ومدة النوم النموذجية خلال فترة 24 ساعة. من هذه الاستجابات، ظهر 3 فئات لمدة النوم، كما يلي:
- قصير (أقل من 7 ساعات/يوم؛ 21%).
- عادي (7-9 ساعات/يوم؛ 76.1%).
- طويل (أكثر من 9 ساعات/يوم؛ 2.9%).
وكان متوسط مدة النوم للأشخاص الذين ينامون فترة قصيرة 6 ساعات؛ والنسبة للأشخاص الذين ينامون بشكل طبيعي كان متوسط المدة 7.7 ساعة، أما الأشخاص الذين ينامون فترة طويلة كان متوسط المدة 10.1 ساعة.
صنف أغلبية المشاركين (61.7%) أنفسهم على أنهم من النوع الزمني المتوسط، في حين حدد 22.4% أنهم من النوع الصباحي، و15.9% من فئة النوم المسائي.
أدرج الباحثون الأنماط الزمنية كمتغير مشترك في الدراسة، مشيرين إلى أن العديد من الدراسات لم تدرجها كعوامل مربكة محتملة. ومع ذلك، تشير بعض الأبحاث أنها من الممكن أن تؤثر على السلوكيات الغذائية.
قد يهمك: العلاقة بين انقطاع النفس النومي ومشكلات الذاكرة
تأثير الفواكه والخضراوات على النوم
من بين النتائج الملحوظة، أظهر الأشخاص الذين ينامون بشكل طبيعي معدل استهلاك أعلى من الفواكه والخضراوات مقارنة بالأشخاص الذين ينامون فترة قصيرة وطويلة. ومع ذلك، فإن تناول أنواع مختلفة من الخضروات والفواكه أدى إلى نتائج متفاوتة.
لوحظت اختلافات كبيرة في استهلاك الخضار الورقية الخضراء والخضروات الجذرية وخضروات الفاكهة مثل: الطماطم والخيار، بين الأشخاص الذين ينامون بشكل طبيعي أو الذين ينامون مدة قصيرة.
وبالمثل، لاحظ الباحثون مرة أخرى اختلافات كبيرة بالنسبة للخضروات الورقية وخضراوات الفاكهة بين الأشخاص ذوي النوم الطبيعي في مقابل الذين ينامون مدة طويلة. ومع ذلك، فإن الخضروات الطازجة والمعلبة الأخرى مثل الملفوف والبصل والفطر والبازلاء والفاصوليا لم تظهر اختلافات كبيرة.
كما لوحظ وجود اختلاف كبير في استهلاك التوت وغيرها من الفواكه الطازجة والمعلبة بين هؤلاء الذين ينامون بشكل طبيعي والذين ينامون فترة قصيرة. وعلى العكس من ذلك، لوحظ اختلاف في استهلاك التفاح بين الذين ينامون بشكل طبيعي مقابل الذين ينامون فترات طويلة.
اقرأ أيضًا: الكشف عن ترابط جديد بين سوء التغذية والسرطان
نتائج الدراسة
أثبت الباحثون من خلال الدراسة أن هناك علاقة بين تناول الفاكهة والخضروات وفئات مدة النوم، ولكن ليس الأنماط الزمنية. ولاحظ الباحثون أيضًا أن فئات مدة النوم sleep قد تشير بنسبة كبيرة، إلى المستويات المتوقعة من استهلاك الفاكهة والخضروات. يتوافق هذا مع نتائج دراسة أجريت عام 2023 في المجلة الدولية للتغذية السلوكية والنشاط البدني. التي وجدت انخفاضًا في تناول الفاكهة والخضروات بين المراهقين في اليوم التالي لليلة قصيرة من النوم.
ووجدت هذه الدراسة الجديدة أيضًا أن الأنماط الزمنية تؤدي دورًا ضئيلًا في العلاقة بين تناول الفواكه والخضروات ومدة النوم. ولم تجد الدراسة التي أجريت في عام 2023 أي صلة بين تناول الفاكهة والخضروات والأنماط الزمنية.
ولاحظ الباحثون أن نقص استهلاك بعض أنواع الفواكه والخضروات بصفة عامة يرتبط بمدة النوم الطويلة والقصيرة.
هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث، لفهم كيفية تأثير التغذية على النوم والعكس، بشكل أفضل.