باستخدام تقنية الهولوجرام..علماء يتحكمون في ذاكرة الإنسان وأحاسيسه
هل يمكننا أن نمحو بعض الذكريات أو المشاعر السلبية التي مررنا بها؟ .. لعل الإجابة قد تكون نعم، فقد وجد العلماء طريقة لخداع الدماغ، لكي يشعر ببعض الأحاسيس الغير حقيقية. وذلك وفقًا للبحث الذي نشر في مجلة ناتشر Nature.
فباستخدام ومضات الضوء للتحكم في الخلايا العصبية، يعتقد الباحثون أن بإمكانهم “نسخ ولصق” نشاط الدماغ الحقيقي، مما يمهد الطريق نحو مستقبل يمكننا فيه التحكم في الذكريات من حذف تلك الذكريات السلبية أو المؤلمة أو إضافة أخرى لم يمر بها الشخص.
فمن خلال التقنية التي أطلق عليها “تغيير كهربية الدماغ باستخدام الهولوجرام”، تمكن الباحثون من تنشيط أو تثبيط الخلايا العصبية الفردية، مستهدفين بذلك السيطرة على آلاف الخلايا العصبية في وقت واحد لخلق نمط مشابه لنشاط الدماغ الحقيقي لخلق نوع من الإحساس أو الذكريات غير الحقيقية.
وعلى طريقة أفلام الخيال العلمي، قد نتمكن قريبًا من تطوير نظام يمكن المكفوفين من الرؤية، من خلال كاميرا يمكنها تحويل الصور التي تراها عدساتها إلى نشاط كهربي يتم نقله للدماغ باستخدام هذه التقنية، أو تطوير طرف صناعي يمكنه أن ينقل إحساسًا باللمس.
يقول آلان ماردينلي _عالم الأحياء الجزيئية والخلوية في جامعة كاليفورنيا، والمؤلف الرئيسي للدراسة: “هذه التقنية تفتح لنا بابًا أمام إمكانيات هائلة فيما يخص الأعصاب الاصطناعية. حيث تمتلك الدقة اللازمة لتفسير نشاط الدماغ. فإذا كنا نستطيع قراءة وكتابة لغة الدماغ، يمكننا أيضًا التحدث إليه بلغته الخاصة ويمكنه أن يفهمنا”.
وعلى الرغم من أن التجارب مازالت في مراحلها الأولى، لكنها تبشر بالخير، بعد أن تم اختبار التقنية على الفئران المعملية.
كان الهدف من التجربة استهداف جزء من دماغ الفئران يحتوي على 2000 إلى 3000 خلية عصبية. وقد تم ذلك عن طريق إدخال بروتين من نوع محدد لخلايا، والذي يمكنه أن يحفز هذه الخلايا العصبية عند استهدافه باستخدام ومضات ضوئية، والتي تمكن الباحثون من تمريرها عبر فتحة في جمجمة الفئران بمعدل 300 ومضة في الثانية، كلًا منها ينشط ما يصل إلى 50 خلية عصبية في آن واحد.
يقول المؤلف المشارك نيكولاس بيجارد: “التقدم الرئيسي في هذا البحث هو القدرة على التحكم في الخلايا العصبية بدقة في المكان والزمان”.
وعلى الرغم من عدم ملاحظة أي تغييرات سلوكية على الفئران، إلا أنه عند رصد نشاط الدماغ في الوقت الحقيقي، كان مشابهًا لذلك الذي يحدث عند الاستجابة لمحفز حسي حقيقي، كما يقول الباحثون.
بالطبع ، لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به، فهذه التكنولوجيا تعمل فقط على جزء صغير جدًا من الدماغ حالياً، والمعدات اللازمة للقيام بذلك ضخمة. وأشار الفريق إلى أن هذه التقنية يمكن تطويرها لتستهدف أكثر من الطبقة الخارجية للدماغ، وفي النهاية سيتمكنون من تقليل حجم المعدات لتتناسب مع حجم حقيبة الظهر.
كما أن الخطوات التالية تهدف لتدريب الفئران حتى يتمكن الباحثون من اكتشاف التغيرات التي تحدث في سلوكهم بعد التحكم في نشاط أدمغتهم.