دراسة: إشعاعات الهاتف المحمول قد تؤثر سلباً على أداء الذاكرة لدى البالغين
توصل علماء من المعهد السويسري للصحة العامة من خلال بحث جديد قاموا به إلى أن إشعاعات الهاتف المحمول قد تؤثر سلباً على أداء الذاكرة لدى البالغين.
فالتطور السريع في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات يجعلنا أكثر عرضة للمجالات الكهرومغناطيسية الراديوية (RF-EMF) بشكل يومي.
وحيث أن مصدر التعرض الأكثر قرباً للدماغ يكمن في استخدام الهاتف المحمول؛ فقد أجريت العديد من الدراسات لتحديد التأثيرات المحتملة للمجالات الكهرومغناطيسية على صحتنا.
إشعاعات الهاتف المحمول وتأثيرها على أداء الذاكرة لدى البالغين
وقد ركز البحث الذي أجراه العلماء السويسريين على طبيعة العلاقة بين التعرض لتلك الإشعاعات، وبين أداء الذاكرة لدى المراهقين.
حيث سار على نهج تقرير سابق نشر في المجلة العلمية للبيئة الدولية لعام 2015؛ والذي يخص تأثيرات الإشعاعات الصادرة من الأجهزة اللاسلكية المختلفة على أدمغة المراهقين.
وتُعد هذه الدراسات هي الأولى من نوعها على مستوى العالم؛ والتي تهتم بتقدير الجرعة التراكمية للموجات الراديوية داخل أدمغة المراهقين.
نتائج الدراسة
وقد وجدت الدراسة أن تعرض الدماغ التراكمي لإشعاعات الهاتف المحمول لعام واحد قد يؤثر سلباً على أداء الذاكرة لدى المراهقين.
كما وجدت أن الذاكرة التصويرية هي أكثر أنواع الذاكرة تضرراً؛ مما يؤكد النتائج السابقة المنشورة في عام 2015.
ويتواجد مركز الذاكرة التصويرية بشكل رئيسي في النصف الأيمن من الدماغ، ولذلك فهي تتأثر بوضوح نتيجة استخدام المراهقين للهاتف المحمول على أذنهم اليمنى.
يقول الباحث السويسري مارتن روسلي: “قد يشير هذا إلى أن الموجات الكهرومغناطيسية التي يمتصها الدماغ هي المسؤولة عن الآثار السلبية المرتبطة باستخدام الهواتف المحمولة”.
يُذكر أن الاستخدامات الأخرى للاتصالات اللاسلكية_كإرسال رسائل نصية أو تصفح الإنترنت_تتسبب في تعرض الدماغ لجرعات بسيطة من هذه الموجات.
يقول روسلي:”إن الميزة الفريدة في هذه الدراسة هي الحصول على البيانات المتعلقة باستخدام الهاتف المحمول من مستخدميه مباشرة وبشكل موضوعي”.
وأكد روسلي على ضرورة القيام بالمزيد من البحوث لاستبعاد تأثير العوامل الأخرى؛ مثل وصول المراهقين الى مرحلة البلوغ وما يترتب عليها من تغيرات سلوكية.
وقد شملت الدراسة_التي نشرت في مجلة Environment International_ما يقرب من 700 مراهق يستخدمون الهواتف المحمولة على مدار عام واحد.
حيث نظرت في العلاقة بين تعرضهم للمجالات الكهرومغناطيسية الراديوية وأداء الذاكرة لديهم.
وقد أشار روسلي إلى أن التأثيرات المحتملة لتعرض الدماغ للمجالات الكهرومغناطيسية الراديوية تُعد من المجالات الجديدة نسبياً للبحث العلمي.
ويقول: “ليس من الواضح_حتى الآن_كيف يمكن أن تؤثر هذه الإشعاعات على عمليات الدماغ أو مدى ملاءمة نتائجنا على المدى الطويل.”
“يمكن تقليل المخاطر المحتملة على الدماغ باستخدام سماعات الرأس أو مكبر الصوت أثناء الاتصال، خاصة عندما تكون جودة الشبكة منخفضة ويعمل الهاتف بأقصى طاقة له”.