عقار الميتفورمين يظهر نتائج واعدة في علاج مرض التنكس البقعي المرتبط بالعمر

يعد التنكس البقعي المرتبط بالعمر (AMD) أحد الأسباب الرئيسية لفقدان البصر لدى البالغين فوق سن الخمسين. بالرغم من أن التنكس البقعي لا يسبب العمى الكامل عادةً، إلا أنه يضعف الرؤية بشدة في مركز العين. ما يجعل ممارسة الأنشطة اليومية مثل: القراءة والتعرف على الوجوه صعبة. أُجريت دراسة مؤخرًا تكشف عن فوائد الميتفورمين في الوقاية من فقدان الرؤية.

العلاج الحالي للتنكس البقعي المرتبط بالعمر

هناك نوعان رئيسيان من الضمور البقعي المرتبط بالعمر، هما:

  • الضمور البقعي المرتبط بالعمر  الجاف (الضموري): هو الأكثر شيوعًا، ويمثل حوالي 90:80 % من الحالات. يحدث الضمور البقعي المرتبط بالعمر من النوع الجاف عندما تضعف البقعة، وهي جزء من الشبكية مسؤول عن الرؤية المركزية، تدريجيًا مع تقدم العمر، ما يؤدي إلى تراكم الرواسب التي تسبب فقدانًا بطيئًا وتدريجيًا للرؤية.
  • الضمور البقعي المرتبط بالعمر الرطب: بالرغم من أنه النوع الأقل شيوعًا، فإنه أكثر شدة ومسؤولًا عن معظم حالات فقدان الرؤية المتقدم. في الضمور البقعي الرطب، تنمو الأوعية الدموية غير الطبيعية تحت الشبكية ويتسرب الدم أو السوائل، ما قد يؤدي إلى إتلاف البقعة بسرعة.

لا يوجد علاج للضمور البقعي الجاف، على الرغم من أن تعديلات نمط الحياة والمكملات الغذائية قد تساعد في إبطاء تطوره. بينما يمكن علاج الضمور البقعي الرطب بحقن شهرية في العين لإبطاء تطوره، خاصة عندما يتم تشخيصه مبكرًا. ومع ذلك، لا يمكن عكس فقدان البصر بمجرد وصوله إلى نقطة معينة. لذلك، لا يزال الباحثون يبحثون عن علاجات أكثر سهولة وبأسعار معقولة لجميع أشكال الضمور البقعي.

قد يهمك: نجاح فريق بحثي في إعادة تأهيل مريضة مصابة بالسكري عن طريق حقن الخلايا الجذعية

العلاج الحالي للضمور البقعي المرتبط بالعمر
العلاج الحالي للضمور البقعي المرتبط بالعمر

الميتفورمين علاج محتمل للضمور البقعي المرتبط بالعمر

بما أن مرض الضمور البقعي المرتبط بالعمر يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالشيخوخة، فقد وجه بعض الباحثين اهتمامهم إلى الميتفورمين، وهو دواء معروف بشكل أفضل لعلاج مرض السكري من النوع الثاني، بسبب البيانات الواعدة حول تأثيراته الشاملة المضادة للشيخوخة.

توصلت بعض الدراسات إلى أن مرضى السكري الذين يتناولون الميتفورمين لديهم معدل أقل من الإصابة بالأمراض المرتبطة بالعمر مثل: أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان والتدهور المعرفي مقارنة بالأفراد غير المصابين بالسكري أو مرضى السكري الذين لا يتناولون الميتفورمين. وقد دفعت هذه النتائج الباحثين إلى افتراض أن الميتفورمين قد يمنح فوائد تتجاوز إدارة مرض السكري.

على مدى السنوات القليلة الماضية، نُشرت العديد من الدراسات التي تشير بقوة إلى أن الميتفورمين واعد لعلاج الضمور البقعي المرتبط بالعمر. في عام 2021، أظهرت النتائج، التي نشرت في مجلة JAMA Ophthalmology، أن المرضى الذين يتناولون الميتفورمين انخفضت لديهم احتمالات الإصابة بالضمور البقعي المرتبط بالعمر.

كما يُوصف الميتفورمين أحيانًا للأشخاص غير المصابين بالسكري، مثل المرضى المصابين بمرحلة ما قبل السكري ومتلازمة تكيس المبايض. وقد أظهرت دراسة ثانية في مجلة JAMA Ophthalmology من عام 2023 أن الميتفورمين يقلل من خطر الإصابة بالضمور البقعي الرطب والجاف لهؤلاء الأفراد أيضًا.

الدراسة الثالثة المرتبطة بدور الميتفورمين في علاج الضمور البقعي نشرت في مجلة Retina. أظهرت هذه الدراسة أيضًا أن الميتفورمين مرتبط بانخفاض فرص تطوير الضمور البقعي الرطب خاصة بالنسبة للمرضى الذين لا يعانون من اعتلال الشبكية السكري.

صرح الباحثون أن الطريقة التي يحمي بها الميتفورمين من الضمور البقعي المرتبط بالعمر ليست واضحة. ولكن بالنظر إلى تأثيره الإجمالي ضد الأمراض المرتبطة بالعمر، فمن المرجح أنه يعمل بطرق متنوعة. وقد أظهرت الدراسات السريرية على الحيوانات أن الميتفورمين يمكن أن يحسن الصحة من خلال التأثير على العمليات الخلوية المرتبطة بالشيخوخة، مثل: تقليل الإجهاد التأكسدي، وتحسين وظيفة الميتوكوندريا، وتعديل الالتهاب.

اقرأ أيضًا: دراسة تحدد العلاقة بين الإصابة بمرض السكري ونتائج الحمل السلبية

آلية عمل الميتفورمين

من بين الاحتمالات المثيرة للاهتمام بشكل خاص أن الميتفورمين يعمل عن طريق تغيير ميكروبيوم الأمعاء.

في الدراسة الحالية، أعطى فريق الدراسة الميتفورمين للفئران. ثم قاموا بتحريض آفات الضمور البقعي المرتبط بالعمر، أو بقع تالفة على شبكية العين مع تكوين أوعية جديدة. وهي علامة على الضمور البقعي المرتبط بالعمر الرطب.

أظهرت هذه الفئران انخفاضًا في حجم الآفة وانخفاضًا في التعبير عن الجينات المرتبطة بالالتهاب وتكوين الأوعية الدموية الجديدة. كما كان لدى الفئران ميكروبيوم معوي أكثر صحة بشكل عام. مع وجود المزيد من البكتيريا من السلالات المرتبطة بالصحة الجيدة ومستويات أعلى من الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة الصحية. ولإثبات أن هذه التأثيرات تنتقل بالفعل من خلال الميكروبيوم، عالج فريق الدراسة أيضًا الفئران التي تم تربيتها بدون أي ميكروبات معوية بالميتفورمين. كما قاموا أيضًا باستعمار المزيد من الفئران الخالية من الجراثيم بميكروبات من الحيوانات المعالجة ذات الميكروبيوم الطبيعي.

لم يعمل الميتفورمين وحده على تقليل حجم آفات الضمور البقعي المرتبط بالعمر في الفئران. لكن عند زرعه مع الميكروبات عن طريق عمليات زرع البراز، كان له نفس التأثيرات الوقائية كما هو الحال في الفئران الطبيعية التي تلقت الدواء.

يوضح فريق الدراسة أن كل هذه البيانات أكثر من كافية لتبرير التجارب المستقبلية على البشر. حيث يمكن إعطاء الميتفورمين للأشخاص الذين يزيد أعمارهم عن 55 عامًا سواء كانوا مصابون بمرض السكري أم لا. لمعرفة ما إذا كان يمنع الضمور البقعي المرتبط بالعمر. خاصة الأشكال المتقدمة من النوع الرطب المرتبط بفقدان البصر والعمى على الرغم من الالتزام الحقن الشهرية.

يصرح فريق الدراسة أن الميتفورمين سيكون مرشحًا مثاليًا لعلاج الضمور البقعي المرتبط بالعمر، نظرًا لرخص ثمنه واستخدامه على نطاق واسع.

دكتورة سارة الشافعي

أخصائية تحاليل طبية ومترجمة طبية وعلمية وكاتبة محتوى طبي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى