المصابون بمرض باركنسون أكثر عرضة لحدوث سرطان الجلد بنسبة تصل 4 أضعاف
وجدت دراسة جديدة أجريت في مايو كلينيك، أن الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الحركة المعروف بمرض باركنسون أو شلل الرعاش لديهم خطر أعلى بكثير للإصابة بسرطان الجلد والعكس صحيح، وقد نشرت النتائج في مجلة مايو كلينيك – Mayo Clinic Proceedings .
وبصفة عامة، كان المرضى الذين يعانون من مرض باركنسون لديهم تاريخ مرضي للإصابة بسرطان الجلد في السابق يقارب 4 أضعاف هؤلاء غير المصابين بمرض باركنسون، وكذلك العكس فإن الأفراد الذين يعانون من سرطان الجلد لديهم خطر أكبر بنسبة أربعة أضعاف لحدوث الشلل الرعاش في حياتهم المستقبلية عن غير المصابين.
وقد تكهن الخبراء الطبيون حول العلاقة بين مرض باركنسون وسرطان الجلد لعقود، مع استنتاجات متباينة، وقد اقترحت العديد من الدراسات أن الليفودوبا (levodopa)_دواء لمرض باركنسون_ قد يكون متورطا في حدوث سرطان الجلد الخبيث، ولكن البعض الآخر وجد علاقة بين المرضين بغض النظر عن العلاج بالليفودوبا.
تقول المؤلفة الأولى لورين دالفين، دكتوراة في علم الأورام العيني: “ينبغي أن يركز البحث المستقبلي على تحديد الجينات الشائعة والاستجابات المناعية والعوامل البيئية التي قد تربط بين هذين المرضين. وإذا تمكنا من تحديد سبب الارتباط بين مرض باركنسون وسرطان الجلد، فإننا سنكون أكثر قدرة على تقديم المشورة للمرضى والأسر حول خطر الإصابة بمرض واحد في وجود الآخر”.
وقد استخدم الباحثون في مايو كلينيك قاعدة البيانات الطبية لمشروع علم الأوبئة في روتشستر لتحديد جميع حالات مرض باركنسون المؤكدة في الفترة من كانون الثاني / يناير 1976 إلى كانون الأول / ديسمبر 2013 في مقاطعة أولمستيد. وفحصت الدراسة انتشار سرطان الجلد في 974 مريضا مصابا بمرض باركنسون مقارنة مع 2922 من السكان غير المصابين بالمرض. وحددوا أيضا 1544 حالة من سرطان الجلد خلال تلك الفترة وحددوا خطر الإصابة بمرض باركنسون لمدة 35 عاما لدى هؤلاء المرضى مقارنة بالمخاطر في نفس عدد الأشخاص الذين لا يعانون من سرطان الجلد.
وتدعم النتائج وجود علاقة بين مرض باركنسون وسرطان الجلد، إلا أنها ترفض فكرة الليفودوبا كسبب لسرطان الجلد. ومن الجدير بالذكر أن التغيرات الشائعة في البيئة أو الجينات أو الجهاز المناعي تكمن في كونها السبب في تطور كلا المرضين، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتأكيد ذلك.
وفي الوقت نفسه، ينبغي رصد المرضى الذين يعانون من أحد هذين المرضين للمساعدة في تحقيق التشخيص والعلاج المبكر، وينبغي أن يكونوا على علم بخطر الإصابة بمرض في حال إصابتهم بالآخر.