العمى والذكاء الاصطناعي… الأخير ينافس الأطباء في تشخيص العلامات المبكرة للعمى
تطورت العلاقة مؤخراً بين العمى والذكاء الاصطناعي ؛ وقد أكد ذلك ما أثبتته الأبحاث المشتركة بين كلاً من ديب مايند DeepMind والخدمات الصحية الوطنية NHS.
وقد أكدت هذه الأبحاث_التي نُشرت في مجلة Nature Medicine_أن الذكاء الاصطناعي قادر على منافسة الأطباء في تشخيص العلامات المبكرة للعمى.
ويمكن للنظام الجديد اكتشاف 50 مشكلة مختلفة في العين؛ وبدقة تصل إلى 94%.
وتتضمن تلك المشكلات الضمور البقعي المرتبط بالعمر ومرض العين السكري؛ بل وحتى يمكنه تشخيص حالة عمى واحدة من بين كل أربع حالات مُختلف على تشخيصها طبياً من المختصين.
ويأمل الأطباء أن يُسهم الذكاء الاصطناعي في تقديم العلاج سريعاً للأشخاص الذين قد تطول فترة انتظارهم لـ16 أسبوعًا لإجراء الاختبارات.
ويرجع ذلك للنقص الحالي في الخدمات الصحية هو ما يحول دون سرعة تشخيص الإصابات البصرية وتقديم العلاج المناسب لها.
- دراسة جديدة تنجح في استخدام الكركم كعلاج للمياه الزرقاء (الجلوكوما)
- انتبه! الضوء الأزرق قد يدفع عينك لمهاجمة نفسها…إليك السبب
يُذكر أن ما يقرب من مليوني شخص في بريطانيا يعانون من نوع ما من فقدان البصر.
ولكن إذا تم علاجهم في وقت مبكر فإن الكثير منهم سيتوقف لديهم هذا التدهور المستمر.
العمى والذكاء الاصطناعي … طريقة جديدة لفحص المرضى
ولتطوير الخوارزمية الجديدة، قام مبرمجي DeepMind بدراسة الآلاف من عمليات مسح العيون؛ والتي استخدموها لتدريب نظامهم على اكتشاف العشرات من الأمراض على مدى 18 شهرًا.
يقول د.بيرس كين_استشاري طب العيون في مستشفى مورفيلدز: “إن تقنية الذكاء الاصطناعي الجديدة مصممةً لتشخيص أمراض العيون بشكل عاجل”.
“تلك السرعة في التشخيص تُعطي الأولوية للمرضى الذين يحتاجون إلى التدخل الطبي السريع من قِبل الطبيب أو أخصائي العيون”.
ويُضيف كين: “إذا تمكننا من تشخيص حالات العيون وعلاجها في وقت مبكر، فإن ذلك يُزيد من فرصتنا في إنقاذ العديد من الأشخاص من الإصابة بالعمى”.
وتتمثل الخطوة التالية للبحث في تطبيقه سريرياً؛ فإذا أثبت نجاحه في تقديم الرعاية لمرضى العيون فسيتم نشره في أنحاء بريطانيا.
يقول مات هانكوك_وزير الصحة والرعاية الاجتماعية:”هذا أمر مثير للغاية؛ فتلك التكنولوجيا سوف تفيدنا على المدى الطويل في تحسين رعاية المرضى”.
تقول كاثي يلف_الرئيسة التنفيذية لجمعية ماكولار سوسايتي:”من المفترض البدء في علاج الأشخاص الذين يعانون من الضمور البقعي الحاد بسرعة”.
“ولكننا بكل أسف على دراية بأن بعض الأشخاص لا يحصلون على العلاج اللازم لمدة طويلة قد تصل إلى 16 أسبوعًا”.
“لقد أدى الضغط على عيادات العيون إلى تأخير العديد من المرضى، وهو ما أدى لزيادة معدلات فقدان البصر بشكل مأساوي”.
“نحن متحمسون لهذا التطور الأخير، ونأمل أن تخفف هذه التكنولوجيا من الضغط على العيادات، وأن تُمكن المرضى من تلقي العلاج العاجل الذي يحتاجونه”.
ويقول مصطفى سليمان_رئيس قسم الذكاء الاصطناعي التطبيقي في ديب مايند: “إننا نعتقد أن الذكاء الاصطناعي يمكنه أن يساعد في حل العديد من التحديات الصحية _مثل فقدان البصر الذي يمكن تجنبه-“.
“وتقربنا هذه النتائج المثيرة نحو هدفنا؛ ويمكننا مع الوقت استخدام تلك التكنولوجيا في تشخيص وعلاج مُختلف مرضى العيون حول العالم”.