السجائر الإلكترونية قد تضر بجهاز المناعة وتؤدي إلى أمراض الرئة
توصلت دراسة حديثة إلى أن السجائر الإلكترونية قد تضر بجهاز المناعة وتسرع من موت خلايا الرئة بمقدار 50 ضعفًا.
كما يمكن أن يؤدي تدخين السجائر الإلكترونية إلى الإصابة بأمراض الرئة في وقت لاحق من الحياة.
حيث وجد الباحثون_في جامعة برمنغهام_أن البخار المستنشق من السجائر الإلكترونية يدمر الخلايا المناعية، مما يمنعها من إزالة البكتيريا الضارة.
ويقول الباحثون أن التغيرات التي طرأت على أنسجة الرئة كانت مشابهة لتلك التي شوهدت في المدخنين العاديين.
كما أشاروا أن الأبخرة الناتجة حفزت حدوث مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD) وهو مصطلح شامل لمجموعة من الأمراض بما في ذلك التهاب القصبات والربو والنفاخ الرئوي.
يقول ديفيد سميكت_أستاذ طب الجهاز التنفسي في معهد بيرمنغهام للالتهاب والشيخوخة: “يوجد متجر للسجائر الالكترونية حيث أعيش مع ملصق يقول” احفظ رئتيك، وتحول إلى التدخين الإلكتروني” لكننا لا نعتقد صواب ذلك”.
“إذا كنت تدخن السجائر الإلكترونية لمدة 20 :30 عامًا، فيمكن أن تصاب بالانسداد الرئوي المزمن_إنه أمر تحتاج إلى معرفته حقًا”.
“لا أعتقد أن السجائر الإلكترونية أكثر خطورة من السجائر التقليدية، لكن يجب أن نكون حذرين، فهي ليست آمنة كما نعتقد”.
ووفقًا لمكتب الإحصاءات الوطنية، هناك حوالي 2.8 مليون مدخن منتظم للسجائر الإلكترونية في بريطانيا وحدها.
لكن العلماء والمسؤولين الصحيين في جميع أنحاء العالم منقسمون حالياً حول سلامة السجائر الإلكترونية.
وتستمر هيئة الصحة العامة في إنجلترا في حث المدخنين على التحول للسجائر الإلكترونية، مدعين أنها أكثر أمانًا بنسبة 95٪من التبغ.
- دراسة: السجائر الإلكترونية قد تؤدي إلى تراكم الدهون في الكبد
- دراسة: السجائر الإلكترونية تزيد من خطر الإصابة بالأورام وأمراض القلب
ومع ذلك، فهناك تحذيرات من أن السجائر الإلكترونية تترك الشباب عرضة لخطر إدمان النيكوتين ومشاكل نمو الدماغ واضطرابات المزاج.
كما أظهرت منظمة الصحة العالمية قلقها من أن تسخين سائل السجائر الإلكترونية قد يؤدي إلى “تشكل مواد سامة “.
السجائر الإلكترونية قد تضر بجهاز المناعة وأنسجة الرئة
في حين أن الدراسات السابقة أظهرت أن سائل السجائر الإلكترونية يسبب ضررًا للرئتين، إلا أن هذه الأبحاث تعرضت لانتقادات لعدم تقليد آثار التدخين الإلكتروني نفسه.
وللحصول على محاكاة أكثر دقة لتأثير استنشاق السجائر الإلكترونية، توصل الباحثون في برمنغهام _وفقًا للبحث الذي نشر في مجلة Thorax_ إلى طريقة لخلق بخار مكثف، أقرب إلى ما تواجهه خلايا الرئة.
حيث قاموا باستخلاص الخلايا المناعية من عينات أنسجة الرئة التي قدمها ثمانية من غير المدخنين الذين لم يعانوا أبداً من الربو أو مرض الانسداد الرئوي المزمن، ومن ثم تعريضها لمستويات متفاوتة من سائل السجائر الإلكترونية والبخار المكثف.
وقد وجدوا أن الأبخرة قد عززت إنتاج المواد الكيميائية الالتهابية وعطلت الخلايا الوقائية الرئيسية في الرئة التي تبقي الحويصلات الهوائية خالية من الجزيئات الضارة المحتملة.
كما وجدوا زيادة في معدل موت خلايا الرئة بعامل قدره 50.
وتعليقًا على الدراسة، يقول جوناثان غريغ_أستاذ طب الجهاز التنفسي والبيئي بجامعة كوين ماري في لندن: “تقدم هذه الدراسة المزيد من الأدلة التي تتحدى وجهة النظر القائلة بأن التدخين الإلكتروني لا يقدم سوى الحد الأدنى من المخاطر”.
“فهذه الدراسة تبين بشكل مقنع أن بخار السجائر الإلكترونية لديه القدرة على إحداث تأثيرات ضارة في خلايا الرئة”.