دراسة/ أدوية الستيرويدات تضاعف خطر الإصابة بالسكري

دراسة تكشف العلاقة بين استخدام الستيرويدات وتطور السكري

أجرى فريق من الباحثون في جامعة أكسفورد دراسة جديدة، ثبت من خلالها أن المرضى الذين يتلقون العلاج بالجلوكوكورتيكويدات الجهازية (الستيرويدات) هم أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري بمقدار الضعف من أولئك الذين لا يتلقون العلاج. تابع في المقال التالي خطوات ونتائج الدراسة.

العلاقة بين استخدام الستيرويدات وتطور السكري

العلاقة بين استخدام الستيرويدات وتطور السكري
العلاقة بين استخدام الستيرويدات وتطور السكري

تعمل الجلوكوكورتيكويدات (المعروفة أحيانًا بالستيرويدات) على مكافحة الالتهابات وتستخدم لعلاج مجموعة واسعة من الحالات الالتهابية والمناعية الذاتية. بما في ذلك الربو والتهاب المفاصل الروماتويدي والسرطانات وغيرها من المشاكل الطبية.

على الرغم من أنها قد تكون فعالة للغاية في تقليل الالتهاب، إلا أن الجلوكوكورتيكويدات لها العديد من الآثار السلبية. بما في ذلك زيادة مستويات السكر في الدم والتسبب في مرض السكري. وتزداد احتمالية ذلك عندما يستخدم الأشخاص أقراص أو حقن الجلوكوكورتيكويد مقارنة باستخدامها كأجهزة استنشاق أو كريمات أو قطرات.

أجرى باحثون في وحدة تجارب مرض السكري، بجامعة أكسفورد، دراسة جديدة حول مدى شيوع الإصابة بمرض السكري بين المرضى الذين يتلقون العلاج بالجلوكوكورتيكويدات. ووجدت الدراسة أن المرضى الذين يتلقون الجلوكوكورتيكويدات الجهازية كانوا أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري بمقدار الضعف (2.6 مرة) من أولئك الذين لا يتلقون العلاج.

وصرح الباحثون أن المعلومات المتوفرة حول مدى شيوع الإصابة بمرض السكري الجديد بين المرضى الذين عولجوا بالجلوكوكورتيكويدات تعتمد على دراسات صغيرة. أغلبها تضمن مرضى يعانون من حالة واحدة أو حالات قليلة. وقد أراد فريق الدراسة توسيع البيانات للحصول على فكرة أكثر دقة عن مدى احتمالية إصابة الأشخاص بمرض السكري أثناء علاجهم بهذه الأدوية. لذلك قاموا بمقارنة معدل الإصابة الجديدة بمرض السكري لدى مرضى المستشفيات الذين تلقوا الجلوكوكورتيكويدات الجهازية (أقراص أو حقن أو تسريب) مع المرضى الذين لم يعالجوا بهذه الأدوية.

قد يهمك: ابتكار قناع ذكي يحلل المواد الكيميائية في الهواء المُستنشق للكشف عن الحالة الصحية

اقرأ أيضًا: تقنية جديدة للمناظير الطبية/ نجاح عملية تنظير مغناطيسي عن بُعد على خنزير حي في هونغ كونغ

خطوات ونتائج الدراسة

شملت الدراسة 451.606 شخصًا بالغًا (متوسط ​​العمر 52 عامًا، 55% إناث). تم إدخالهم إلى مستشفيات جامعة أكسفورد  في الفترة ما بين 1 يناير 2013 و1 أكتوبر 2023. وكان جميعهم لا يعانون من مرض السكري في بداية الدراسة ولم يتناول أي منهم الجلوكوكورتيكويدات الجهازية.

وفي المجمل، تم علاج 17258 (3.8%) من المرضى بالجلوكوكورتيكويدات الجهازية وتشمل بريدنيزولون، وهيدروكورتيزون، وديكساميثازون، أثناء وجودهم في المستشفى.

أصيب 316 مريضًا من هؤلاء المرضى البالغ عددهم 17258 مريضًا (1.8%) بمرض السكري أثناء وجودهم في المستشفى. ويقارن هذا بـ 3430 مريضًا من أصل 434348 مريضًا (0.8%) لم يتلقوا الجلوكوكورتيكويدات الجهازية (steroids).

وأظهر تحليل آخر أنه عند أخذ العمر والجنس في الاعتبار، كان المرضى الذين يتلقون الجلوكوكورتيكويدات الجهازية أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري بمقدار الضعف (2.6 مرة) من غيرهم ممن لم يتلقوا أدوية الستيرويدات.

يصرح فريق الدراسة أن هذه النتائج الأخيرة تمنح العاملين في المجال الطبي تقديراً أفضل لاحتمالية حدوث مرض السكري الجديد. وقد تدفع الأطباء إلى التخطيط للرعاية السريرية بشكل أكثر فعالية للكشف عن مرض السكري الجديد وإدارته.

دكتورة سارة الشافعي

أخصائية تحاليل طبية ومترجمة طبية وعلمية وكاتبة محتوى طبي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى