اكتشاف السبب الرئيسي للعقم لدى النساء
يؤثر العقم على حوالي 48 مليون من الأزواج في جميع أنحاء العالم ويمكن أن يكون له أسباب مختلفة.من بين هذه الأسباب قصور المبيض المبكر، وهي حالة طبية تتميز بخلل في إنتاج البويضات قبل سن الأربعين. يعاني ما يصل إلى 3.7% من الإناث من العقم نتيجة لهذه الحالة، بينما حوالي 30% من الحالات تصاب بالعقم بسبب الاختلافات الجينية.
مؤخرًا نجح الباحثون في تحديد السبب الرئيسي للعقم لدى النساء، من خلال الدراسة التي أجريت في جامعة تسينغهوا في الصين.
تحديد السبب الرئيسي للعقم لدى النساء
تناولت الدراسة التحقيق في حالات قصور المبايض لعدة سنوات، وأظهرت النتائج أن التغييرات في الجين المسمى Eif4enif1 هي المسؤولة عن العقم.
وقرر الباحثون إعادة إنتاج هذا التغير الجيني في الفئران لمحاولة فهم كيفية تأثيره على العقم عند الإنسان. ووجد أن بويضات هذه الفئران تتأثر بالتغيرات التي تطرأ على الميتوكوندريا، وهي مراكز الطاقة في الخلية.
استخدم الباحثون تقنية كريسبر لإدخال التغيير الجيني في الفئران. وسمحوا لهذه الفئران بالنمو، ثم قارنوا خصوبتها مع خصوبة الفئران التي لم يتم تعديل حمضها النووي.
بعد دراسة بويضات هذه الفئران تحت المجهر، لاحظ الباحثون تغيرات في الميتوكوندريا. فمن الطبيعي أن تنتج الميتوكوندريا الطاقة التي تحتاجها الخلايا، بما في ذلك خلايا البويضات. وعادةً ما يتم توزيع الميتوكوندريا بالتساوي في جميع أنحاء البويضة. لكن الميتوكوندريا الموجودة في بيض الفئران ذات الاختلاف الجيني كانت متجمعة معًا.
ويبدو من المحتمل أن هذه التغيرات في سلوك الميتوكوندريا تساهم في مشاكل الخصوبة لدى هذه الفئران. ما دفع الباحثين إلى اقتراح يفيد أن استعادة سلوك الميتوكوندريا السليم قد يحسن الخصوبة.
توفر هذه الدراسة اتجاهًا للبحث المستقبلي في مجال العقم infertility عند الإنسان، مثل تحديد ما إذا كانت عيوب الميتوكوندريا موجودة أيضًا في بويضات البشر. الذين يعانون من قصور المبيض المبكر وما إذا كانت نفس عيوب الميتوكوندريا قد لوحظت في الأجنة بعد تخصيب البويضات. بالإضافة إلى ذلك، فإن اختبار ما إذا كانت استعادة التوزيع الطبيعي للميتوكوندريا يحسن الخصوبة يمكن أن يصبح استراتيجية علاجية جديدة.
في الختام، بشكل عام، يمكننا القول أن الدراسة تسلط الضوء على دور الميتوكوندريا في العقم عند النساء وتشير إلى أن استعادة وظيفتها الطبيعية قد تحسن الخصوبة. ومن المتوقع بعد اكتشاف السبب الرئيسي للعقم لدى النساء أن تساهم تلك الدراسة في توجيه الأبحاث المستقبلية في مجال العقم النسائي وتطوير استراتيجيات علاجية جديدة قد تساعد النساء المصابات بمشاكل الخصوبة.