الخلايا المناعية تلعب دورا مفاجئا في نبض القلب المستقر !
ففي دراسة حديثة تبين أنَّ أحد أنواع خلايا النظام المناعي قد تساعد القلب على الاستمرار في العمل.
وظيفة هذه الخلايا المسماة بالبالعات (الماكروفاجية)، في العادة هي حماية الجسم من الكائنات الممرضة الدخيلة، لكن تبين في الدراسة المنشورة في مجلة (Cell) أن الخلايا المناعية عند الفأر تساعد على مرور التيار الكهربائي بين الخلايا العضلية القلبية للمحافظة على عملية النبض!
تنقبض الخلايا العضلية (cardiomyocytes) تبعًا لنظم القلب وذلك استجابة للإشارات الكهربائية، مما يسبب ضخ الدم عبر القلب. وهذا معلوم لكل من له اطلاع على عمل الجهاز القلبي، لكن الجديد أنَّ البالعات تنسل بين الخلايا العضلية القلبية مما يساعدها على استقبال الإشارات والحفاظ على النبضة!
عرَف الباحثون لمدة طويلة أن الخلايا البالعة تعيش في النسيج القلبي السليم، لكن وظيفتها المحددة كانت ما تزال لغزًا مبهمًا كما يصفها مختص المناعة (Edward Thorp) من مدرسة (Feinberg) للطب بشيكاجو، واصفًا خلاصة الدراسة التي تقول أن الخلايا البالعة ترتبط كهربائيًا بالخلايا القلبية بـ: ”التحول المثالي”، وأنها تكشف الستار عن أهمية التنوع الوظيفي والفيزيولوجي للبالعات زيادة على دورها الدفاعي!
مدفوعًا بفضوله لمعرفة كيف تؤثر البالعات على القلب، حاول تطبيق تصوير بالرنين المغناطيسي على فأر معدل جينيًا (لا يملك خلايا مناعية)؛ فكانت النتيجة أن قلب الفأر بطيء وغير منتظم لإجراء التصوير!
تشير هذه الأعراض لخلل في العقدة الأذينية البطينية، وهي حزمة ألياف عضلية تربط كهربائيًا الحجرتين العلوية والسفلية للقلب. قد يحتاج البشر المصابون بخلل في العقدة الأذينية البطينية منظمًا (pacemaker) لتنظيم دقات القلب. عند الفئران السليمة وجد العلماء تجمعًا للخلايا البالعة في العقدة، لكن بقي حينها سبب وجودها هناك مجهولًا!
اعتقد العلماء سابقًا أن الخلايا القلبية قادرة على التحول الكهربائي -المسمى بانعكاس القطبية- بنفسها، لكن وجد (Nahrendorf) وفريقه أن الخلايا البالعة تساعد في هذه العملية. حيث تستخدم البالعات بروتينًا يربطها بالخلايا العضلية القلبية، ويربط هذا البروتين مباشرةً داخل هذه الخلايا ببعضها مما يسمح للبالعات بنقل الشحنات الموجبة، ويوفر تعزيزًا للنقل الكهربائي في النسيج القلبي؛ وفي النهاية يسهل هذا إزالة استقطاب الخلايا العضلية وانقباض عضلات القلب!
أي نتيجة الدراسة: أنَّه وبمساعدة الخلايا البالعة يصبح نظام التوصيل (الكهربائي) أكثر فاعلية وسرعة!
المصدر: الباحثون المسلمون – ScienceDaily – Cell press