نجاح فريق بحثي في إعادة تأهيل مريضة مصابة بالسكري عن طريق حقن الخلايا الجذعية
تمكن الباحثون الطبيون من خلال دراسة جديدة أجريت في الصين من علاج مريضة مصابة بداء السكري من النوع الأول وظيفيَا، ذلك عن طريق حقنها بالخلايا الجذعية المبرمجة.
علاج مبتكر لمرض السكري من النوع الأول باستخدام الخلايا الجذعية
نشرت هذه الدراسة في مجلة Cell، استخرج فريق الدراسة خلايا من المريضة، وأعادوها إلى حالة متعددة القدرات، ثم برمجوها لتنمو إلى جزر البنكرياس ، وبعد ذلك حقنوها مرة أخرى في بطن المريضة.
خلال الأعوام الماضية، تقدمت الأبحاث التي تدور حول الخلايا الجذعية بدرجة كبيرة. فقد قام العلماء ببرمجتها لتصبح عضيات وأعضاء وأنسجة بيولوجية. كما تم استخدامها في علاج العديد من الحالات بما في ذلك تلف العضلات ومرض فقر الدم المنجلي. في الدراسة الحالية، استخدم الباحثون الخلايا الجذعية لاستبدال جزر البنكرياس المفقودة بسبب الاستجابة المناعية الخاطئة، ما أدى إلى مرض السكر من النوع الأول.
حتى الآن لا يعرف العلماء السبب الدقيق لتعرض بعض الأشخاص لهجوم مناعي يتسبب في تدمير جزر البنكرياس، المسؤولة عن إنتاج الأنسولين. عادة تحدث هذه الحوادث خلال مرحلة المراهقة، ولهذا السبب يطلق على المرض، داء السكري عند الأطفال.
وحيث أن أن الجزر مدمرة، فإن أي علاج يجب أن يتضمن استبدال هذه الجزر بطريقة أو بأخرى، إما من خلال الزرع من متبرع، أو باستخدام خلايا الشخص نفسه كأساس لإنشاء خلايا جذعية متعددة القدرات. هذه الخلايا يمكن برمجتها لتنمو إلى جزر بديلة.
في هذا الجهد الجديد، جمع الباحثون خلايا من 3 مرضى مصابين بمرض السكر من النوع الأول. وتم تحويل جميع الخلايا إلى حالة متعددة القدرات ثم برمجتها لتنمو إلى جزر بنكرياسية. ويشير الباحثون إلى أنهم قاموا بتعديل النهج القياسي من خلال تعريض الخلايا لجزيئات معينة، بدلاً من إدخال البروتينات. وتمت عملية علاج المرضى على عدة مراحل استغرقت فترة زمنية، بحيث يمكن تطبيق النتائج التي توصلوا إليها من خلال المريض الأول على المريض الثاني ثم الثالث.
قد يهمك: دراسة تحدد العلاقة بين الإصابة بمرض السكري ونتائج الحمل السلبية
اقرأ أيضًا: إعادة برمجة الخلايا السرطانية لمهاجمة نفسها/ استراتيجية جديدة لمهاجمة الأورام
إعادة الأمل لمرضى السكري
حقن الباحثون 1.5 مليون من الجزر في بطن المريضة المصابة بالسكري، في عملية استغرقت نحو 30 دقيقة. كانت المريضة امرأة تبلغ من العمر 25 عاماً. وسمح زرع الخلايا الجذعية (stem cell) في البطن بمراقبتها وإزالتها بسهولة إذا تطلب الأمر. وبعد مرور شهرين ونصف الشهر، أظهرت الاختبارات أن المريضة أصبحت تنتج ما يكفي من الأنسولين الخاص بها لإيقاف الحقن.
وبعد مرور عام كامل، كانت لا تزال بإمكانها إنتاج الأنسولين الخاص بها. ويشير فريق البحث إلى أن المريضة كانت تتلقى بالفعل أدوية مثبطة للمناعة بسبب عملية زرع كبد سابقة. وبالتالي، لا يزال من غير المعروف ما إذا كان جهازها المناعي سيكرر نفس النوع من الهجوم الذي تسبب في إصابتها بمرض السكر من النوع الأول.