اختبار بسيط للعيون يمكنه تشخيص الخرف في مراحله المبكرة
توصلت دراسة حديثة إلى أن اختبار بسيط لفحص العيون قد يساعد على التنبؤ بمن يواجه خطر الإصابة بمرض الخرف في مراحله المبكرة.
ويستخدم هذا الاختبار_عادة_للكشف عن العلامات المبكرة لأمراض العيون، من خلال النظر للأنسجة في الجزء الخلفي من العين_شبكية العين.
وقد وجد العلماء الآن أن الأشخاص الذين يعانون من انخفاض سماكة شبكية العين هم أكثر عرضة لمشاكل الذاكرة والتفكير.
لذا يعتقد الباحثون أن هذا الاختبار البسيط _الذي يستخدمه أطباء العيون_يمكن استخدامه لفحص الخرف في مراحله المبكرة.
تشخيص الخرف في مراحله المبكرة بواسطة اختبار قياس سماكة الشبكية
قامت الدراسة_التي أجريت على 32000شخص_بقياس أجزاء من الشبكية_وعلى وجه الخصوص طبقة الألياف العصبية للشبكية (RNFL)، باستخدام التصوير البصري المقطعي التوافقي(OCT).
كما تم تقييم ذاكرة المشاركين في الدراسة_الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و 69 عامًا_والوقت المستغرق لردود الفعل وسرعة التفكير.
وقد وجد العلماء _ في الدراسة التي تم نشرها في JAMA Neurology_ أن أولئك الذين يمتلكون طبقة ألياف عصبية أنحف كانوا أكثر عرضة للفشل في واحد أو أكثر من الاختبارات.
كما وجد الباحثون أن هؤلاء الأفراد أكثر عرضة للحصول على نتائج سيئة_بمقدار ضعفين_في تقييم المتابعة على مدى السنوات الثلاث التالية.
ويعد فقدان الذاكرة وصعوبة تنفيذ المهام المألوفة وأنواع أخرى من التدهور المعرفي من الأعراض المبكرة للخرف.
- دراسة: الكحول أحد أخطر الأسباب المؤدية للخَرَف المبكر
- عقاقير شائعة قد تؤدي لإصابتك بالخرف حتى عند استخدامها قبل 20 سنة من التشخيص
يقول البروفيسور بول فوستر_معهد طب وجراحة العيون في كلية لندن الجامعية الذي شارك في تأليف الدراسة أن اختبارات التصوير البصري المقطعي التوافقي قد تساعد في التعرف على الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالمرض.
وأضاف البروفيسور فوستر: “من المرجح أن تكون العلاجات أكثر فعالية في إبطاء أو وقف الخرف في مراحله المبكرة”.
الخرف وشبكية العين
كان من المعروف بالفعل وجود علاقة بين تدهور شبكية العين والأعصاب البصرية، والأشخاص الذين ثبت إصابتهم بالخرف.
لكن الباحثين قالوا أن دراستهم تشير إلى أنه يمكن رصد مثل هذه التغييرات مع اختبارات التصوير البصري المقطعي التوافقي حتى في المراحل الأولى من التدهور المعرفي.
ويقول الخبراء أن تدهور الشبكية قد يعكس تغيرات الأوعية الدموية للدماغ، والتي يمكن أن تلعب دوراً في تطور المرض.
ومع ذلك، فقد شكك علماء آخرون في العلاقة بين سمك طبقة الألياف العصبية للشبكية والخرف، بحجة أنه لا يتنبأ بشكل موثوق بالقدرة المعرفية.
لكن الباحثون أشاروا إلى أن ميزة اختبارات التصوير البصري المقطعي التوافقي تكمن في أنها توفر طريقة غير مكلفة وغير باضعةً لفحص الخرف.
تقول الدكتورة لورا فيبس_من قسم أبحاث الزهايمر في المملكة المتحدة_أن استكشاف كيفية استخدام العين كنافذة للتغييرات المبكرة للدماغ أصبح مجالا بحثيًا متنامًيا.
وقالت أنه سيكون من المثير معرفة ما إذا كانت زيادة التدهور المعرفي في أولئك الذين يمتلكون شبكية أرق يمكن ترجمته أيضًا إلى زيادة خطر الإصابة بالخرف.
“إن الدماغ محمي بشكل جيد بواسطة الجمجمة، والوسائل الحالية لكشف تغيرات الدماغ يمكن أن تكون مكلفة للاستخدام بشكل روتيني”.
“ويمكن أن تكون العلاجات المستقبلية لمرض الزهايمر أكثر فعالية عندما يتم إعطاؤها في وقت مبكر من المرض”.
“لذا فإن البحث في العلامات المبكرة الحساسة وغير الباضعة للمرض أمر حيوي”.