مخاطر الحرمان من النوم
ما هي عواقب قلة النوم؟
النوم حاجة أساسية للإنسان مثله مثل الغذاء والماء والتنفس، لا شك أن الحرمان من النوم يستنزف القدرات العقلية ويعرض الصحة البدنية للخطر. لقد ربط العلم بين الأرق، وعدد من المشكلات الصحية، إذ يمكن أن يؤدي عدم الحصول على قسط كاف من النوم إلى مشكلات صحية جسدية وعقلية، وإصابات، وفقدان الإنتاجية، بدءًا من زيادة الوزن حتى ضعف الجهاز المناعي، وتزايد احتمالات الوفاة.
في هذا المقال مخاطر الحرمان من النوم.
تأثير الحرمان من النوم على الجسم
يحتاج الجسم إلى النوم، تمامًا كما يحتاج إلى الهواء والغذاء ليعمل في أفضل حالاته. في أثناء النوم يستعيد الجسم توازنه الكيميائي، ويقوم الدماغ بتكوين روابط فكرية جديدة تحفز تقوية الذاكرة. بدون الحصول على القسط الكافي من النوم لن تعمل أنظمة الدماغ والجسم بشكل طبيعي. فيما يلي تأثير الحرمان من النوم على أجهزة الجسم المختلفة:
الجهاز العصبي المركزي
النوم ضروري للحفاظ على كفاءة أداء الجهاز العصبي المركزي، إذ إن الحرمان من النوم يعطل الطريقة التي يرسل بها الجسم المعلومات ويعالجها.
في أثناء النوم، تتشكل مسارات بين الخلايا العصبية في الدماغ، تساعد على تذكر المعلومات الجديدة. لذلك فإن نقص النوم يؤثر على عدم تذكر المعلومات المكتسبة حديثًا، بالإضافة إلى صعوبة التركيز أو تعلم أشياء جديدة. قد تتأخر أيضًا الإشارات التي يرسلها الجسم، ما يقلل من التنسيق ويزيد من خطر التعرض للحوادث. كما أن الحرمان من النوم يؤثر سلباً على القدرات العقلية والحالة المزاجية. ويؤثر أيضًا على عمليات صنع القرار والإبداع.
إذا استمر الحرمان من النوم لفترة طويلة، فقد يبدأ الشخص في الشعور بالهلوسة (رؤية أو سماع أشياء ليست موجودة بالفعل). يمكن أن تؤدي قلة النوم أيضًا إلى إثارة الهوس لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطراب المزاج ثنائي القطب. وتشمل المخاطر النفسية الأخرى ما يلي:
- السلوك الاندفاعي.
- القلق.
- الاكتئاب.
- جنون العظمة.
- أفكار انتحارية.
الجهاز المناعي
أثناء النوم، ينتج الجهاز المناعي مواد وقائية لمقاومة للعدوى مثل: الأجسام المضادة والسيتوكينات. وتستخدم هذه المواد للقضاء على الأجسام الغريبة مثل: البكتيريا والفيروسات. تساعد بعض السيتوكينات أيضًا على النوم، ما يمنح جهاز المناعة كفاءة أكبر. لذلك فإن قلة النوم تمنع الجهاز المناعي من تعزيز قواه، فقد يفقد الجسم قدرته على مواجهة الأمراض ويستغرق وقتًا أطول في التعافي إذا لم يحصل الأشخاص على قسط كاف من النوم. علاوة على ذلك فإن الحرمان من النوم على المدى الطويل يزيد من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة، مثل: مرض السكري وأمراض القلب.
الجهاز التنفسي
يؤدي قلة النوم إلى زيادة مخاطر الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي مثل نزلات البرد والأنفلونزا. كما يمكن أن يؤدي أيضًا إلى تفاقم أمراض الجهاز التنفسي الموجودة، مثل: أمراض الرئة المزمنة.
الجهاز الهضمي
يعد الجمع بين تناول الطعام مع الحرمان من النوم من عوامل الخطر للإصابة بزيادة الوزن والسمنة. يؤثر النوم على مستويات اثنين من الهرمونات هما: اللبتين والجريلين، اللذين يتحكمان في الشعور بالجوع والشبع. بدون نوم كافٍ، يقل إفراز هرمون الليبتين ويزيد هرمون الجريلين، وهو منبه الشهية. وهو سبب جوع الأشخاص أثناء الليل.
كذلك تؤدي قلة النوم إلى قيام الجسم بإفراز كميات أقل من الأنسولين بعد تناول الطعام. وفي بعض الحالات قد يؤدي عدم النوم إلى التقليل من قدرة الجسم على تحمل الجلوكوز، ما يرتبط بمقاومة الأنسولين. هذه الاضطرابات يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بمرض السكري والسمنة.
نظام القلب والأوعية الدموية
يؤثر النوم على العمليات التي تحافظ على صحة القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك تلك التي تؤثر على مستويات السكر في الدم وضغط الدم والالتهابات. لذلك فإن الأشخاص الذين لا يحصلون على ساعات كافية من النوم، هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. وربط أحد التحليلات بين الأرق وزيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
جهاز الغدد الصماء
يعتمد إفراز الهرمونات في الجسم على النوم. على سبيل المثال لإنتاج هرمون التستوستيرون، يحتاج الجسم إلى 3 ساعات على الأقل من النوم المتواصل. كما يمكن أن تؤثر قلة النوم Sleep Deprivation على إنتاج هرمون النمو، خاصة عند الأطفال والمراهقين.
في الختام، النوم ضروري لصحة العقل وأجهزة الجسم المختلفة، فقد أوضحت الدراسات أن الحرمان من النوم يسبب أضرارًا بالغة، منها: التأثير على نشاط بعض أجزاء الدماغ. وصعوبة اتخاذ القرارات، كما تم ربط نقص النوم بالاكتئاب والانتحار، إلى جانب التأثير السلبي على وظائف أجهزة الجسم.