اعتماد الحوامل على حمية عالية الدهون يرفع معدل الإصابة بسرطان الثدي في الأحفاد
أظهرت دراسة حديث أجراها باحثون في مركز جورج تاون لومباردي الشامل للسرطان، أن تغذية الفئران الحوامل على نظام غذائي مرتفع الدهون (زيت الذرة) أدى إلى تغيرات جينية زادت إلى حد كبير من احتمالية الإصابة بسرطان الثدي في 3 أجيال لاحقة.
وقد أظهر الباحثون في دراستهم التي نشرت على الإنترنت في مجلة أبحاث سرطان الثدي – Breast Cancer Research ، إلى وجود اتجاه بحثي لفحص النظام الغذائي الخاص بالنساء الحوامل، كما تقول المؤلفة الأولى للدراسة، لينا هيلاكيفي كلارك، الحاصلة على الدكتوراه في علم الأورام في جامعة جورج تاون لومباردي.
تقول هيلاكيفي كلارك “ويعتقد أن العوامل البيئية وأسلوب الحياة مثل النظام الغذائي، يلعب دورا حاسما في زيادة خطر سرطان الثدي البشري، ولذا فإننا نستخدم نماذج حيوانية للكشف عن الآليات البيولوجية المسؤولة عن زيادة المخاطر في النساء وكذلك نسلهم الإناث.”
وطبقا لدراسات سابقة فإن اتباع نظام غذائي عالي الدهون يرتبط بحدوث العديد من الالتهابات في الجسم، كما أن عددا من الدراسات الوبائية وجدت أنه علاقة بين الالتهاب وخطر الإصابة بالسرطان، كما تقول كلارك.
وقد وجدت هيلاكيفي كلارك في الدراسات السابقة أن الفئران التي تعتمد على حمية عالية الدهون عندما تكون حاملا في فئران”إناث” فإنهم في خطر متزايد لحدوث السرطان. إلا أنه في هذه الدراسة وجد أنه إذا تم تحويل الفئران الحوامل إلى اتباع نظام غذائي عالي الدهون خلال الثلث الثاني من الحمل (الفترة التي يتكون فيها الخلايا الجرثومية التي تتحكم في المعلومات الوراثية عبر الأجيال) فإن خطر الإصابة بسرطان الثدي يرتفع ليس فقط في الأولاد بل في الأحفاد أيضا.
وقد كشف فحص الجينات عن عدد من التغيرات الجينية في الجيل الأول (الابنة) والثالث (الحفيدة الثانية) في أجيال الفئران ذات حمية عالية الدهون، بما في ذلك العديد من الجينات المرتبطة بزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي، وزيادة المقاومة لعلاج السرطان، وسوء تدهور السرطان وضعف المناعة ضد السرطان.
تقول هيلاكيفي كلارك: “إن التربة في الثدي، إذا جاز التعبير، ظلت تربة خصبة لحدوث سرطان الثدي في أجيال متعاقبة من فئران التجارب المعتمدة على نظام عالي الدهون”.
“ومن بين 1.7 مليون حالة جديدة من سرطان الثدي تم تشخيصها في عام 2012، 90 في المئة ليس لها أسباب معروفة”، وأضافت: “إن وضع هذه الحقائق، ونتائجنا، يعطينا ما يكفي لقدح زناد الفكر لاكتشاف أسباب هذه المرض”.