اضطراب الوسواس القهري | لا تطع أفكارك!
هل أنت مصاب باضطراب الوسواس القهري؟!
إذا كنت تشك في أفكارك وتصرفاتك، فتابعنا في هذا المقال لتتعرف على أعراض وأسباب هذا الاضطراب الخطير وكيفية علاجه.
ما هو اضطراب الوسواس القهري؟
هو اضطراب ينتاب الأشخاص المصابون به أفكارًا غير مرغوب فيها (الوساوس)، تكرههم هذه الأفكار على آداء نمط معين من السلوكيات والتصرفات غير الطبيعية، فتؤثر هذه السلوكيات والتصرفات سلبًا على حياتهم اليومية وأنشطتهم الاجتماعية.
قد يحاول الشخص المريض تجاهل هذه الوساوس، لكن هذا التجاهل يشعره بمزيد من التوتر والقلق والضيق، فيشعر أنه مدفوع لأداء بعض الأعمال القهرية للتخلص من هذا التوتر والضيق الذي ينتابه.
أعراض اضطراب الوسواس القهري
تنقسم أعراض هذا الاضطراب إلى جزئين: وساوس وأفعال قهرية.
قد يصاب الشخص بالوساوس فقط، أو بالأفعال القهرية فقط، أو بكليهما معًا.
في بعض الأحيان، قد لا يدرك الشخص المريض أن لديه مشكلة أو اضطرابًا يستحق العلاج، على الرغم من التأثير الواضح في حياته الشخصية والعملية والاجتماعية.
أعراض الوساوس:
هي مجموعة من الأفكار غير المرغوب فيها، التي تستمر في الإلحاح على الشخص وتسبب له الضيق والقلق، وتدفعه إلى القيام بأفعال قهرية للتخفيف من حدة القلق الذي يشعر به.
من أمثلة هذه الوساوس:
- وسواس النظافة: وهو الخوف من التلوث بالقاذورات أو الأوساخ أو الجراثيم المسببة للأمراض.
- الشك: تشك في أنك قد فعلت شيئًا معينًا، فتستمر في تفقده مرارًا وتكرارًا. مثل الشك في إغلاق الأبواب، ومواقد الغاز وغير ذلك.
- الرغبة في أن ترى الأشياء مرتبة ومنظمة بشكل محدد، وتصاب بالتوتر إذا لم تكن كذلك.
- وساوس بشأن التصرف بشكل غير لائق أمام العامة أو الآخرين.
- أفكار غير مرغوب فيها: مثل العنف، أو الوساوس الدينية التي تشعر بالذنب عند التفكير فيها، أو الأفكار الجنسية غير اللائقة.
أعراض الأفعال القهرية:
الأفعال القهرية هي مجموعة من السلوكيات المتكررة التي يشعر المريض أنه مدفوع لآدائها، بهدف تقليل مشاعر التوتر والقلق التي يشعر بها نتيجة لوساوسه.
على الرغم من ذلك، فإن هذه الأفعال القهرية لا تريح المريض تمامًا، وإن وفرت له تخفيفًا مؤقتًا لمشاعر التوتر التي يشعر بها.
من أمثلة الأفعال القهرية:
- غسيل الأيدي باستمرار حتى يتقرح الجلد.
- الاستمرار في تفقد الأبواب والأضواء ومواقد الغاز وغيرها للتأكد من غلقها.
- العد بنمط معين.
- تكرار الصلاة أو الوضوء أو الشعائر المرتبطة بهما، للشك بأنك لم تؤدها بطريقة صحيحة.
- ترتيب الأغراض بنمط محدد.
هل يمكن أن يصاب الأطفال باضطراب الوسواس القهري؟
عادة تبدأ أعراض هذا الاضطراب في الظهور في فترة المراهقة وبداية سن الشباب، لكن الأطفال قد يصابون به أيضًا.
تبدأ الأعراض تدريجية، وتتفاوت في شدتها من فترة إلى أخرى، وغالبًا ما تزداد حدة في أوقات الضغط العصبي.
أسباب الوسواس القهري
مثله مثل معظم الاضطرابات النفسية الأخرى، السبب المحدد وراء الإصابة به غير معروف، لكن هناك بعض العوامل التي قد تشترك في نشأته، مثل:
- التاريخ المرضي في العائلة: إذا كان الأبوان أو أحد أفراد العائلة يعانون من هذا الاضطراب، فهذا يعني زيادة احتمالية الإصابة به.
- عوامل وراثية: يعتقد العلماء أن هناك جينات مسؤولة عن الإصابة به، لكنهم لم يستطيعوا تحديد هذه الجينات بعد.
- التعلم: هذه الأفكار والسلوكيات قد يتعلمها البعض، باستمرار مشاهدتهم أو تقليدهم لمن يفعلها.
علاج الوسواس القهري
عندما تتفاقم أعراض الاضطراب وتزداد حدة، لدرجة تأثيرها في الحياة اليومية الطبيعية للأشخاص، فيجب حينها البحث عن علاج وزيارة الطبيب.
يعتمد العلاج على محورين، وهما العلاج المعرفي السلوكي والأدوية.
العلاج المعرفي السلوكي
وهو نوع من الجلسات العلاجية يهدف إلى تغيير فكر المريض وطريقة تعامله مع وساوسه، ويعتمد على ما يسمى بالتعرض.
إذ يعرِّض الطبيب المريض لبعض المواقف التي تنشط فيها وساوسه، ويدربه على عدم الاستجابة لها بالأفعال القهرية، فيتعلم مقاومة مشاعر القلق والتوتر التي تنتابه في هذه المواقف، وتقل حدتها مع الوقت.
الأدوية
تستخدم مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية (وهي مجموعة من الأدوية المستخدمة في علاج الاكتئاب) في علاج الوسواس القهري، لكن الجرعة المستخدمة في علاج الوسواس القهري عادة ما تكون أكبر من تلك المستخدمة في علاج الاكتئاب.
عادة ما يستغرق الأمر من 6 :12 أسبوع حتى تظهر نتائج العلاج على المريض.
لا يحتاج جميع المرضى بالضرورة إلى العلاج الدوائي، ولكن الطبيب يختار بينه وبين العلاج المعرفي السلوكي على حسب حالة المريض وحدة الأعراض لديه.
مع تمنياتنا للجميع بدوام الصحة والعافية!
