اضطراب النوم القهري | هل له علاج؟
اضطراب النوم القهري وكيف يمكن علاجه
إن اضطراب النوم القهري (Narcolepsy) هو أحد الأمراض العصبية النادرة التي يفقد فيها المخ القدرة على التحكم في دورة النوم والاستيقاظ، مما يُعرض الشخص إلى نوبات من النوم المفاجئ العميق في أثناء ممارسة أنشطته اليومية.
أثناء دورة النوم الطبيعية يدخل الشخص الطبيعي في مرحلة مبكرة من النوم، ثم يدخل في النوم العميق بعد حوالي 90 دقيقة، ولكن الشخص الذي يعاني من اضطراب النوم القهري يدخل في النوم العميق مباشرةً في أي وقت، وحتى في فترة استيقاظه.
ولكن هل يوجد علاج لهذا الاضطراب؟ هذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال.
أعراض اضطراب النوم القهري
تتمثل الأعراض التي تظهر على المريض في:
- كثرة النوم نهارًا، والشعور الدائم بالدوخة والدوار، وعدم القدرة على التركيز من أجل القيام بالأنشطة اليومية.
- التعرض لنوبات مفاجئة من النوم دون سابق إنذار.
- التخشب وهو عبارة عن فقدان مؤقت للتحكم في العضلات مما ينتج عنه تلعثم في الكلام، وانهيار لأعضاء الجسم، وغالبًا ما يحدث التخشب كـ رد فعل لمشاعر الغضب أو الضحك.
- شلل النوم والذي يتمثل في عدم القدرة على الحركة أو الكلام عند الاستيقاظ أو عند النوم.
- رؤية الكثير من الأحلام، والاستيقاظ لمرات متعددة في أثناء الليل.
- الإصابة بالهلاوس النُعاسية التي تحدث عند النوم، وهلاوس الإفاقة عند الاستيقاظ، وتتمثل هذه الهلاوس في الاعتقاد بوجود أحد إلى جانبك أثناء النوم، وتخيل أن الأحلام التي تراها حقيقية وليست خيال.
وبناءًا على الأعراض السابقة فيمكن تقسيم اضطراب النوم القهري إلى نوعين:
- اضطراب النوم القهري من النوع الأول، والذي يصاحبه حدوث التخشب.
- اضطراب النوم القهري من النوع الثاني، ولا يحدث فيه تخشب.
اقرأ أيضًا: “الشد العضلي في الساق أثناء النوم … الأسباب والعلاج”
أسباب الإصابة باضطراب النوم القهري
لم يتوصل العلماء إلى السبب الرئيسي للإصابة بهذا الاضطراب، والبعض منهم يُرجع الإصابة به إلى العديد من الأمور التي حدثت معًا، وأدت إلى حدوث مشكلات في المخ، واضطراب دورة النوم والاستيقاظ الطبيعية.
كما وجدت الدراسات أن الناقل الكيميائي “هيبوكريتين” المسؤول عن تنظيم دورة النوم والاستيقاظ في المخ يقل في الأشخاص المصابين باضطراب النوم القهري من النوع الأول، وهو ما يسبب تعرضهم أيضًا لنوبات التخشب.
ويعمل العلماء حاليًا على إيجاد العلاقة بين الجينات المسؤولة عن تكوين هذا الناقل الكيميائي، وغيره من المواد الكيميائية التي تتحكم في دورة النوم الطبيعية، والإصابة بهذا الاضطراب.
اقرأ أيضًا: “تعرف على معدل النوم الطبيعي حسب العمر ونصائح للحصول على نوم صحي”
هل يوجد مضاعفات لهذا الاضطراب؟
بالطبع يوجد العديد من المضاعفات التي يصاب بها مريض اضطراب النوم القهري، والتي تتمثل في:
- التعرض للإيذاء الجسدي، فالشخص المصاب لهذا الاضطراب قد يؤذي نفسه عندما يتعرض لنوبة نوم مفاجئة مثل أن يتسبب في حادث عندما ينام في أثناء قيادة السيارة، أو يُصاب بجروح أو حروق عند ممارسة أنشطته اليومية أو إعداد الطعام.
- مريض اضطراب النوم القهري معرض للإصابة بالسمنة أكثر من غيره بسبب نقص معدل الحرق، والتمثيل الغذائي لديه.
- قد يسبب هذا الاضطراب العديد من المشكلات الاجتماعية، والتي لها علاقة ببيئة العمل للشخص المصاب به بسبب عدم فهمهم لهذا الاضطراب، مما يؤدي إلى اعتقاد المحيطين به بأنه شخص كسول، ولا يقدر على إتمام الأعمال.
هل يوجد علاج لاضطراب النوم القهري؟
لا يوجد علاج نهائي لاضطراب النوم القهري، فهو مرض مزمن، ولكن يمكن تحسين الأعراض التي يمر بها المريض، والتحكم بها من خلال:
- تغيير أسلوب حياة المريض، وذلك عن طريق تجنب تناول المنبهات مثل: الكافيين، والحرص على تناول وجبات صغيرة ومتعددة فضلًا عن تناول وجبات قليلة وكبيرة.
- تنظيم جدول يومي للنوم، وذلك عن طريق تنظيم غفوات قصيرة في أثناء النهار لا تزيد مدتها عن 10-15 دقيقة، والنوم لفترة طويلة ليلًا.
- تجنب ممارسة أي نشاط بدني أو رياضي عند قرب موعد النوم.
- تناول بعض الأدوية المنشطة لعلاج النوم الزائد.
- الأدوية المضادة للاكتئاب قد تساهم في علاج الهلاوس المصاحبة لهذا الاضطراب مثل: باروكستين.
تجدر الإشارة إلى أن استخدام هذه الأدوية يجب أن يكون تحت إشراف طبي، وبعد استشارة الطبيب المختص.
الخلاصة:
إن اضطراب النوم القهري هو أحد الأمراض العصبية المزمنة، والتي لا يوجد لها علاج محدد.
يمكن السيطرة على الأعراض المصاحبة لها من خلال تنظيم جدول محدد للنوم، وتناول الوجبات، وتناول الأدوية، ولكن تحت الإشراف الطبي.