استخدام المكملات العشبية قد يُحدث تفاعلات خطيرة مع بعض الأدوية
أكد العلماء أن الملايين من البشر قد يكونوا معرضين لأخطار صحية جسيمة إذا ما تناولوا العلاجات العشبية جنباً إلى جنب مع بعض العقاقير الطبية، حيث أشاروا إلى أن عقاري الورفارين و الستاتين، وبعض العقاقير الشائعة الأخرى يُمكنها أن تتفاعل مع تلك المكملات العشبية، مما قد ينتج عنه آثاراً جانبية خطيرة أو يُقلل من فاعلية الأدوية بشكل كبير. وقد نشرت نتائج تلك الدراسة في المجلة البريطانية لعلم الصيدلة السريرية.
إن العلاجات العشبية مثل نبتة سانت جونز، والجنسنج والبابونج تُعد من أكثر العلاجات شيوعاً في المملكة المتحدة، حيث يستخدمها شخص من بين كل أربعة أشخاص بالغين دون أن توصف بواسطة طبيب مختص.
ولكن الأطباء يقولون أنه على الرغم من أن تلك النباتات غير ضارة وتُعزز الصحة العامة لمن يتناولها، إلا أنها قد تُنتج آثاراً جانبية خطيرة إذا ما استخدمت في وقت واحد مع بعض الأدوية الفعالة، وقد تؤدي بهم تلك الآثار الجانبية إلى المكوث في المستشفى لفترات طويلة أو حتى قد تؤدي إلى الوفاة.
لقد لاحظ مرضى السرطان أن العقاقير الخاصة بهم قد توقفت عن العمل بعد تناولهم لمشروبات الطاقة المُحتوية على الجنسينج، كما لوحظ رفض الكُلى المزروعة حديثاً في المرضى الذين خضعوا لعملية الزرع بعد تناولهم للبابونج. وشَهِد الأشخاص المصابون بفيروس نقص المناعة البشرية ارتفاعا في مستويات الفيروس في دمائهم بعد تناولهم مكملات الجنكة الصينية.
ومثالاً آخر على ذلك هو الأشخاص الذين يتعاطون الورفارين لزيادة سيولة الدم ومنع حدوث الجلطات القلبية، حيث وُجد أنهم قد يتعرضون لنزيف داخلي ضخم إذا ما استخدموا عشبة سانت جونز أثناء فترة علاجهم.
كما أن الملايين من الناس الذين يستخدمون عقار الستاتين لخفض نسبة الكوليسترول في دمائهم، قد يتعرضون لآلام عضلية شديدة إذا تناولوا الشاي الأخضر.
يقول مؤلفو الدراسة من جامعة ستيلينبوش في جنوب افريقيا: “إن الأخطار الناتجة عن تلك العلاجات العشبية لم يتم الإبلاغ عنها بشكل كبير، وذلك لأن الناس في كثير من الأحيان لم يدركوا أنها هي المسؤولة عن الآثار الجانبية الخطيرة التي شعروا بها”.
و أكدوا أن انتشار أمراض السمنة والسكري والسرطان في المجتمع تعني تفاقم المشكلة، وذلك لزيادة نسبة استخدام الأدوية المُعالجة وزيادة لجوء المرضى للعلاجات العشبية للحصول على المزيد من الدعم الصحي.
وقد أكد الباحثون بعد دراستهم للعديد من التقارير و الأبحاث أن الأشخاص في منتصف العمر و كبار السن هم الأكثر عرضة لحدوث مثل تلك الأعراض الجانبية. وتحدث الأعراض الجانبية بسبب أن العنصر النشط في النبتة العُشبية المُستخدمة يعمل على نفس الجزء من الجسم الذي يستهدفه الدواء، وهذا يعني أنه إما أن يلغي مفعوله أو يُعزز من قوته.
يقول سوتيريس أنتونيو -من جمعية الصيادلة الملكية-: “إذا كنت تستخدم الأدوية العشبية فيجب عليك إخبار الطبيب أو الصيدلي الخاص بك، حتى يتمكنوا من ضمان قواعد الاستخدام الآمن لك، وبشكل خاص إذا ما كنت تتناول عقار الورفارين أو الستاتين، حيث إنهم الأكثر عرضة للتفاعل مع المكملات العشبية”.
كما ينبغي التأكيد على ضرورة قراءة النشرة المرفقة مع الأدوية الطبية المختلفة، ومعرفة ما هي التفاعلات المحتملة التي قد تنتج عند استخدامها مع الأدوية الأخرى، وينبغي أيضاً استشارة مقدم الرعاية الصحية الخاص بك في حالة حدوث أية أعراض جانبية.