أنت أيضاً تستطيع الحصول على ذاكرةٍ خارقة!

نحن نعلم أن أدمغة رياضيي مسابقات الذاكرة تختلف عن أدمغة الناس العاديين، ولكن هذا الاختلاف لا يعني أنهم كانوا كذلك منذ البداية.

إن المهام التي يضطلع بها هؤلاء الرياضيون قد تبدو مستحيلة لأكثرنا – بغض النظر عن درجة ذكائنا – كحفظ 500 رقم في خمس دقائق أو حفظ 1000 كلمة بتسلسلها.

أنت أيضاً تستطيع الحصول على ذاكرةٍ خارقة!

ومع ذلك فإن هناك أبحاثاً جديدة تظهر أن معظم الناس يمكنهم أن يتفوقوا في هذا المجال، ويطبقوا تقنيات التذكر التي يستخدمها أبطال هذه المسابقات. كما تشير البحوث إلى أننا عندما نستخدم هذه التقنيات فإننا نقوم – حرفياً – بإعادة توصيل شبكات أدمغتنا على نطاق واسع.

قام فريق أبحاث في جامعة لادبود برئاسة مارتن ديسلر، بمقارنة أدمغة أبطال منافسات الذاكرة بأدمغة الناس العاديين باستخدام المسح الدماغي والاختبارات السلوكية.

وقد أظهرت هذه المقارنة نماذج مختلفة من الاتصالات الدماغية عند أبطال هذه المسابقات، كما وجد فريق البحث أن نماذج الاتصال التي نشأت عن تعلّم تقنيات الحفظ الشائعة بدأ بالظهور في أدمغة الناس العاديين خلال فترة أسابيع.

ولم يكن مستغرباً أن هذه الطرق قد حسنت وبشكل كبير قدرات الذاكرة لديهم وبدؤوا بإظهار سلوكيات مماثلة لسلوكيات أبطال مسابقات الذاكرة.

ولذلك فمن المنطقي أن يكون تعلّم خبرات جديدة في حياتنا أمراً صحياً للدماغ، ولكن لا يوجد دليل علمي كامل على فعالية هذه الخبرات، ومع ذلك فقد ربطت بعض البحوث بين تغييرات معينة في الدماغ وبين بعض الخبرات المحددة.

فعلى سبيل المثال: أظهرت إحدى الدراسات أن سائقي سيارات الأجرة في لندن أصبحوا يملكون مادة رمادية أكثر نماءً في منطقة الحُصين (قرن آمون)، وذلك بعد أن تعلموا التنقل في شوارع المدينة، ولذلك أصبحوا يملكون مراكز ذاكرة أكبر من المعدل.

وكان بإمكان العلماء أن يقولوا بشكل قاطع إن السائقين لم يحصلوا فقط على مراكز ذاكرة أكبر مع مرور الوقت في استكشافهم شوارع المدينة ولكن تطوُّر هذا النمط من الذاكرة، لديهم قد يعيق التطور في مناطق أخرى من الدماغ.

يقول دريسلر: ” أعتقد أن الجزء المثير من القضية هو أن الأمر لا يقتصر على أنك ستقوي ذاكرتك بطريقة مماثلة سلوكياً في مواضيع عادية مقارنة مع رياضيي مسابقات الذاكرة ولكن يمكنك أيضاً أن تلاحظ انعكاس هذه الزيادة السلوكية على دماغك، وأنك تقود دماغك ليتعامل مع مواضيع بسيطة بالطريقة التي يسلكها أنشط الناس ذاكرة في العالم”.

تتفق نتائج هذه الدراسة مع النتائج الأخيرة التي أظهر فيها بعض مرضى ألزهايمر مقاومة لفقدان الذاكرة.

وهناك فكرة مفادها أن اللويحات النمطية المصاحبة لمرض ألزهايمر قد تكون موجودة في الأدمغة التي لا تزال تعمل بشكل طبيعي، وهذه الفكرة توحي بأن هناك عوامل وقائية أو ممارسات يمكن تبنيها للحفاظ على دماغ صحي مع تقدم العمر.

وتصل هذه الدراسة إلى نتيجة فحواها: إن إعادة توصيل شبكات الدماغ أمر متاح لمعظم الناس.

المصدر: مرصد المستقبل – ScienceDailyNeuron Journal

دكتور أحمد الحسيني

طبيب متخصص في مجال طب وجراحة العيون- مستشفيات جامعة المنصورة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى