أمراض اللثة تزيد من خطر الإصابة بأنواع عدة من السرطان
تقول دراسة جديدة أجريت على أكثر من 65 ألف امرأة، أن النساء اللواتي تعانين من تاريخ مرضى لمشاكل اللثة لديهن خطر أكبر للإصابة بالسرطان بعد سن اليأس. وتعتبر الدراسة، التي يقودها باحثون في جامعة بوفالو، هي أول دراسة من نوعها تركز على وجه التحديد على المسنات. كما أنها أول دراسة لإيجاد علاقة بين أمراض اللثة ومخاطر سرطان المرارة في النساء أو الرجال. وقد نشرت النتائج في مجلة Cancer Epidemiology, Biomarkers & Prevention.
تقول جان واكتوسكي-ويندي، المؤلف الرئيسي للدراسة:”لقد كانت دراستنا كبيرة ومفصلة بما فيه الكفاية لدراسة ليس فقط الخطر الإجمالي للسرطان بين النساء المسنات اللواتي يعانين من أمراض اللثة، ولكن أيضا لتوفير معلومات مفيدة عن الأماكن المحددة التي يحدث بها السرطان”.
وشملت الدراسة 65869 امرأة بعد انقطاع الطمث. وكان متوسط عمر المشاركات 68 عاما ، وكان معظمهن من النساء البيض، وكجزء من استبيان متابعة الحالة الصحية، سئل المشاركون “هل طبيب الأسنان قال لك في أي وقت مضى أنك تعاني من أي من أمراض اللثة؟”
ووجدت الدراسة أن النساء اللاتي أبلغن عن تاريخ مرضي من مشاكل اللثة قد زادت نسبة إصابتهن بالسرطان بنسبة 14 في المائة. ومن بين 7149 حالة سرطانية حدثت للمشاركات في الدراسة، كانت الغالبية – أو 2416 حالة- هي إصابة بسرطان الثدي.
تقول نغوزي نويزو، الباحثة الأولى للدراسة: “هناك أدلة متزايدة على أن أمراض اللثة قد تكون مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بالسرطان، وهذا الارتباط يتطلب المزيد من التحقيق”
وقال الباحثون إن المخاطر المرتبطة بأمراض اللثة كانت أعلى بالنسبة لسرطان المريء. تقول وكتاوسكي-ويندي: “إن المريء على مقربة من تجويف الفم، وبالتالي فإن مسببات الأمراض اللثوية قد تصل بسهولة أكبر إلى الغشاء المخاطي للمريء وتزيد من خطر الإصابة بالسرطان في ذلك الموقع”.
وكانت مخاطر الإصابة بسرطان المرارة مرتفع أيضا لدى النساء اللائي أبلغن عن تاريخ لأمراض اللثة. وقالت نويزو “ان الالتهاب المزمن متورط أيضا في حدوث سرطان المرارة، ولكن لم تكن هناك بيانات حول العلاقة بين مرض اللثة وسرطان المرارة، ولكن هذه الدراسة هي اول دراسة تقدم تقريرا عن مثل هذه الرابطة”.
تقول نويزو إن هذه النتائج لحدوث سرطان المريء والمرارة هامة جدا. فسرطان المريء يعد من بين اكثر أنواع السرطان فتكا، وان مسبباته غير معروفة جيدا حتى الآن، ولكن حدوث الالتهاب المزمن يزيد من معدل حدوثه”.
“وقد تبين أن بعض بكتيريا اللثة تشجع على الالتهاب حتى عند وجودها بكميات ضئيلة، وقد تم عزل هذه البكتيريا من العديد من الأعضاء وبعض أنواع السرطان بما في ذلك سرطان المريء.ومن المهم تحديد ما إذا كان مرض اللثة هو خطر كبير لحدوث سرطان المريء، وعندها يمكن اتخاذ تدابير وقائية مناسبة “.
وعقبت نويزو: “إن كبار السن يتأثرون بشكل غير متناسب بأمراض اللثة بشكل أكبر من الفئات العمرية الأخرى، وبالنسبة لمعظم أنواع السرطان، فإنها تحدث تحدث عادة على مدى سنوات عديدة، وبالتالي فإن الآثار السلبية لأمراض اللثة هي أكثر احتمالا أن ينظر إليها بين النساء بعد سن اليأس، وذلك ببساطة بسبب كبر السن”.