دراسة أمريكية تكشف عن وجود علاقة بين تلوث الهواء والسكري
كشفت دراسة حديثة عن وجود علاقة بين تلوث الهواء والسكري ، حيث يتسبب تلوث الهواء في 15000 حالة جديدة من مرض السكري من النوع الثاني في بريطانيا كل عام.
وقد تضاعف عدد الأشخاص المصابين بالسكري من النوع الثاني _ في المملكة المتحدة وحدها_ ثلاث مرات خلال العقدين الماضيين.
حيث ارتفع من 700000 في التسعينيات لـ2.8 مليون اليوم، وهو ما يكلف الهيئات الصحية حوالي 14 مليار جنيه إسترليني سنويًا.
وقد ارتبطت هذه الزيادة بزيادة مستويات البدانة، لكن دراسة جديدة_أجريت في الولايات المتحدة_ تشير إلى أن وجود علاقة بين تلوث الهواء والسكري.
حيث وجدت أن تلوث الهواء قد يكون مسؤولًا عن حالة واحدة على الأقل من كل عشر حالات في بريطانيا.
كما وجدت أن عدد المصابين بداء السكري ارتفع مع زيادة تلوث الهواء، حتى عندما كانت الجسيمات أقل من المستويات الآمنة_طبقًا لمنظمة الصحة العالمية.
يقول الدكتور زياد العلي_الأستاذ المساعد بجامعة واشنطن: "إن تلوث الهواء هو محرك رئيسي للمرض ويجب عدم تجاهله".
"في المملكة المتحدة_عام 2016_ كان هناك حوالي 14900 حالة إصابة بالسكري تم ربطها بتلوث الهواء".
ويضيف: "من الواضح جداً من نتائجنا أن ارتفاع التلوث مرتبط بمخاطر أعلى. "
ويحدث مرض السكري من النوع الثاني عندما لا ينتج الفرد كمية كافية من الأنسولين_الهرمون الذي يسمح للخلايا بامتصاص الجلوكوز في الدم_ أو عندما لا يعمل الأنسولين الذي يتم إنتاجه بشكل صحيح.
ونتيجة لذلك، تتراكم سكريات الدم في الجسم، ولا تتلقى الخلايا الطاقة التي تحتاجها.
ومع مرور الوقت يمكن أن يؤدي مرض السكري إلى الإضرار بالأوعية الدموية والأعصاب والأعضاء.
كما يؤدي للإصابة بأمراض الكلى والعمى، ويزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
ويتم تشخيص حوالي 410 مصاب بالنوع الثاني من مرض السكري كل يوم في بريطانيا وحدها.
- الغذاء والدواء توافق على استخدام البنكرياس الاصطناعي في الأطفال
- الغذاء والدواء توافق على أول جهاز قياس سكر الدم باستمرار
دراسة العلاقة بين تلوث الهواء والسكري
وللدراسة، نظر الباحثون في السجلات الصحية لـ1.7 مليون من المحاربين القدامى الأمريكيين الذين تمت متابعتهم لمدة 8.5 سنة في المتوسط.
وباستخدام بيانات القمر الصناعي لوكالة ناسا وقراءات المحطة الأرضية لمراقبة تلوث الهواء، ربطوا القراءات بالأفراد للعثور على نوعية الهواء المتنفس.
كما راجعوا أيضًا تلوث الهواء في 194 دولة لدراسة تأثير المرض العالمي لمعرفة ما إذا كانت حالات مرض السكري قد ارتفعت في المناطق الأكثر تلوثًا.
وعلى الرغم من أن الدراسات السابقة أشارت إلى أن التلوث قد يؤدي إلى الإصابة بداء السكري عن طريق زيادة التهاب المسالك الهوائية وإعاقة الأنسولين عن التأثير على سكر الدم، فإن هذه الدراسة_التي نشرت في مجلة Lancet Planetary Health_ هي أول دراسة لمعرفة ما إذا كان ذلك يحدث بالفعل على مستوى السكان إضافة لتحديد الأثر الكمي.
نتائج الدراسة
وبشكل عام، قدر الباحثون أن التلوث ساهم في حدوث 3.2 مليون حالة سكري جديدة على مستوى العالم في عام 2016.
أي أنه ساهم في حوالي 14 في المئة من جميع الحالات الجديدة لمرض السكري.
ووجدوا أنه عندما يتعرض الناس للتلوث عند مستوى يتراوح بين 5: 10 ميكروجرام/متر مكعب من الهواء، يصاب حوالي 21٪ بالسكري.
وعندما يزداد ذلك التعرض إلى 11.9: 13.6 ميكروجرام/متر مكعب من الهواء، فإن 24٪ يتطور لديهم مرض السكري.
وفي بريطانيا، يبلغ متوسط التلوث 12 ميكروجرام/متر مكعب من الهواء، لكنه يرتفع عادة لـ50 أو 60 في المدن الداخلية كلندن.
تقول الدكتورة إميلي بيرنز_رئيسة قسم الاتصالات البحثية في مرض السكري في المملكة المتحدة: "بالنظر لعدد الأشخاص الذين يعيشون في مناطق ملوثة بشدة، فإن انخفاضًا طفيفًا في تلوث الهواء قد يكون له تأثير على عدد الأشخاص الذين يصابون بمرض السكري من النوع الثاني".
"وفي حين أن اتخاذ خطوات لاتباع معايير جودة الهواء سيكون له تأثير كبير على صحتنا بشكل علم، إلا أنه لا تزال هناك طرق أخرى لتقليل خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني من خلال اتباع نظام غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضية".