هل يغير مرض كورونا استجابة الجسم للتهديدات الأخرى؟
لطالما أثارت الآثار طويلة المدى لمرض كورونا على الجهاز المناعي ومدى تأثيرها على استجابة الجسم للتهديدات الأخرى كثير من العلماء.
ومن الأسئلة التي وجهها الباحثون_ ومنهم جون تسانغ_عالم المناعة في جامعة ييل:
· بعد أن يواجه الجسم عدوى كورونا، هل يعود جهاز المناعة إلى خط الصفر السابق؟
· هل الإصابة بالعدوى_ولو لمرة واحدة_تغير من استجابة المناعة ليس فقط للفيروسات المألوفة، ولكن أيضًا للتهديد الفيروسي أو البكتيري الجديد؟
لطالما اعتقد تسانغ، أن نظام المناعة يعود إلى خط الصفر المستقر السابق بعد الإصابة بالعدوى الفيروسية.
وقد سمح ظهور جائحة كورونا في عام 2020 له ولزملائه باختبار هذه النظرية.
ووجدوا أن الإجابة تعتمد على جنس المصاب، وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة Nature.
-
دراسة: لقاحات كورونا تقلل من مضاعفات ما بعد التعافي بنسبة 41%
-
الصحة العالمية : جائحة كورونا لا تزال نشطة.. وربما يظهر متحور آخر أسوأ من أوميكرون
-
مركز السيطرة على الأمراض: الأعراض المصاحبة لمتحور أوميكرون أقل حدة مما رأيناه في المتحورات السابقة
قام تسانغ وفريقه البحثي، بتحليل منهجي للاستجابات المناعية للأشخاص الأصحاء الذين تلقوا لقاح الانفلونزا.
ومن خلال هذه البيانات، قاموا بعد ذلك بمقارنة الاستجابة المناعية بين أولئك الذين لم يصابوا قط بفيروس كورونا، وأولئك الذين تعافوا من إصابات خفيفة من المرض.
ولدهشتهم، وجدوا أن أجهزة المناعة لدى الرجال الذين تعافوا من حالات خفيفة من فيروس كورونا استجابت بشكل أقوى للقاحات الإنفلونزا من النساء اللائي تعرضن لحالات خفيفة أو الرجال والنساء الذين لم يصابوا قط بالمرض.
وقد أنتج الذكور المصابين بكورونا المزيد من الأجسام المضادة للإنفلونزا، كما أنتجوا مستويات أعلى من الإنترفيرون استجابةً للعدوى أو اللقاحات.
يقول تسانغ: “كانت هذه مفاجأة كبيرة”.
“فعادة ما يمتلك النساء استجابة مناعية أقوى لمسببات الأمراض واللقاحات، ولكنهن أكثر عرضة للإصابة بأمراض المناعة الذاتية.”
يقول المؤلفون أن فهم الآثار المستمرة لمرض كورونا على جهاز المناعة أمر بالغ الأهمية، حيث أصيب أكثر من 600 مليون شخص في جميع أنحاء العالم حتى الآن، ولا يزال ظهور الأعراض طويلة الأمد لدى بعض الأشخاص يمثل مشكلة كبيرة.
يقول سباركس_الباحث الرئيسي في الدراسة: “تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى احتمال أن تؤدي أي عدوى أو تحد مناعي سابق إلى تغيير الحالة المناعية للجسم”.
“ومن المحتمل أن تتشكل الحالة المناعية للفرد من خلال العديد من حالات التعرض للأمراض والاضطرابات السابقة.”