هل يؤثر اللولب الهرموني على الرضاعة الطبيعية؟
كشفت أبحاث جديدة قام بها المحققون في جامعة يوتا و كلية الطب بجامعة نيو مكسيكو، أن زرع جهاز ( اللولب الهرموني) داخل الرحم مباشرة بعد الولادة لا يؤثر سلبا على قدرة المرأة على الرضاعة الطبيعية.
وقد نشرت نتائج هذه الدراسة في مجلة American Journal of Obstetrics and Gynecology.
يقول الباحث الأول ديفيد توروك -أستاذ مساعد في قسم النساء والتوليد-: “إن وضع اللولب الهرموني بداخل الرحم في وقت مبكر هو في المقام الأول طريقة آمنة وطويلة الأجل لتنظيم النسل، و لا تؤثر سلبا على النساء اللواتي يرغبن في إرضاع أطفالهن” .
وقد كان الأطباء في السابق يوصون في كثير من الأحيان بأن تؤخر الأمهات من عملية زرع جهاز اللولب الهرموني بداخل الرحم، وذلك لعدة أسابيع بعد الولادة، لكي يتسنى لهم التأكد من أن الهرمونات المحملة على اللولب لا تتداخل مع الرضاعة الطبيعية. ولكن حتى الآن لم يخضع هذا النهج للتجارب العلمية.
وقد وجدت الأبحاث الجديدة أن حليب الأم لا يتأخر إفرازه في حال تم زراعة جهاز اللولب الهرموني في النساء مباشرة بعد الولادة، و ذلك مقارنة باللواتي تلقين نفس النوع من اللولب بعد عدة أسابيع من الولادة.
وبعد مرور ثمانية أسابيع على الولادة، كان الرضاعة الطبيعية مستمرة في النساء اللواتي استخدمن اللولب، مثلهم مثل النساء اللواتي لم يزرعن اللولب الهرموني أو يستخدمن أي وسيلة لتحديد النسل.
و قد قام الباحثون بتقسيم النساء المشاركات في هذه الدراسة إلى مجموعتين: الأولى تتألف من 132 امرأة تلقين اللولب الهرموني في خلال 30 دقيقة من الولادة، و الثانية تتكون من 127 امرأة تلقين اللولب الهرموني في غضون 4-12 أسابيع بعد الولادة، وقد أجريت هذه الدراسة في عيادات سولت لاك سيتي.
وقد كانت المشكلة الوحيدة لوضع اللولب في وقت مبكر بعد الولادة هو زيادة إمكانية فقدانه و إزاحته من الرحم.
حيث كان أعلى معدل لفقد هذا الجهاز المستخدم في تحديد النسل هو في النساء اللواتي تلقين اللولب بعد الولادة مباشرة (بنسبة 19٪)، وذلك مقارنة بالنساء اللاتي تلقينه لاحقا (2٪).
ومع ذلك، فإن غالبية النساء المشاركات في هذه الدراسة و اللاتي فقدن اللولب قد عدن إلى مزود الرعاية الطبية الخاص بهن لزرع جهاز آخر ( وكانت نسبتهن71٪ من إجمالي عدد النساء) .
تقول جيسيكا ساندرز – الحاصلة على الدكتوراه، و الأستاذ المساعد في قسم أمراض النساء والتوليد في جامعة يو هيلث- : “يتعين على الأمهات الجدد أن يسلطن الضوء على أولوياتهن عند تأسيس أسرة جديدة أو عند قدوم طفل جديد، و لأنه من الصعب عليهن أن يحددن مواعيد دقيقة و يلتزمن بها بعد الولادة، فإن القدوم إلى المستشفى من أجل الولادة وتلقي اللولب بعدها مباشرة قد يكون هو الخيار الأكثر ملاءمة لتلك الأمهات” .
ووفقا للبروفيسور توروك، فإن رعاية ما قبل الولادة هي الفرصة المثالية لمقدمي الرعاية الصحية لكي يتحدثوا إلى النساء حول أهمية تنظيم النسل على المدى الطويل، وكذلك مباشرة في وقت ما بعد الولادة، حيث تكون الدوافع كثيرة من أجل بدء استخدام وسائل منع الحمل. ويلاحظ توروك أن الأطفال الذين ولدوا للنساء في كلتا المجموعتين كانت حالتهن الصحية مزدهرة، ولكن عدم وجود بيانات محددة عن نتائج الرضع كانت بمثابة تقييد للدراسة.
وعقب كبير الباحثين إيسبي -رئيس قسم التوليد وأمراض النساء في كلية الطب بجامعة نيو مكسيكو- “هذه الدراسة لا تظهر فرقا في نتائج الرضاعة الطبيعية للنساء في أي من المجموعتين، وهو أمر بالغ الأهمية في طمأنة النساء ويؤكد أن اللولب الهرموني ذو فائدة كبيرة للنساء من أجل تجنب الحمل غير المرغوب فيه والرضاعة الطبيعية بنجاح”.
و يضيف: “نأمل أن تسهم هذه الدراسة في تحسين الوصول إلى طريقة آمنة للغاية وفعالة على المدى الطويل في مجال وسائل منع الحمل” .