هل تعني الولادة القيصرية أن طفلك سُيصاب بالسمنة في شبابه ؟

توصل فريق من الباحثين_من معهد كارولينسكا-السويد_ إلى إن الولادة القيصرية ربما تٌمثل خيارًا إجباريًا عندما يكون وزن الطفل فوق المعدلات الطبيعية؛ ولكنها لا تعني بالضرورة أنه سُيصاب بالسمنة في شبابه .

حيث كانت مجموعة من الأبحاث السابقة قد أشارت إلى أن الولادة القيصرية (غير الاختيارية) ربما تدل على أن ذلك الطفل سيكون بدينًا في سن المراهقة.

ولكن الدراسة الحالية_التي نُشرت في مجلة PLOS_نفت صحة تلك العلاقة، مؤكدةً عدم وجود أي أساس علمي لها.

سُيصاب بالسمنة في شبابه
هل تعني الولادة القيصرية أن طفلك سُيصاب بالسمنة في شبابه ؟

وأشار الباحثون إلى وجود العديد من العوامل التي تتحكم في زيادة وزن الطفل بداخل الرحم؛ والتي ربما تتسبب في استمرار زيادة الوزن حتى البلوغ.

كما أوضحوا أن تلك العلاقة تنطبق فقط على الحالات التي لا يتمكن الأطباء من توليدها بصورة طبيعية، وليس العمليات القيصرية الاختيارية.

يقول فيكتور أهلقويست_الباحث المشارك في الدراسة: “لا ينبغي اعتبار طريقة الولادة كمؤشر على الوزن المُستقبلي للطفل”.

“لطالما اعتقدنا أن الولادة القيصرية ترتبط بالسمنة في جميع المراحل العمرية للطفل الناتج عنها؛ ولكن هذا ليس صحيحًا”.

وتتزايد أعداد الأطفال الناتجين عن العمليات القيصرية حول العالم، وتُشير الإحصائيات إلى أن مٌعظم تلك الولادات ليس قيصرية حتمية (أي يستحيل إجراء الولادة الطبيعية)؛ ولكنها تتم باختيار الأم أو الجراح.

وقد فسر البعض انتشار السمنة وبعض أمراض الربو والحساسية لدى الأطفال بأنه نتيجة انتشار الولادات القيصرية.

ولكن الباحثون يؤكدون أن انتشار السمنة حول العالم ليس بسبب زيادة معدلات الولادات القيصرية؛ وأن له أسباب أخرى.

شملت الدراسة تحليلًا دقيقًا للبيانات الخاصة بـ97291 من الرجال الذين وُلدوا بين عامي 1982 و1987؛ والذين تم تجنيدهم بالخدمة العسكرية السويدية قبل عام 2006.

وقد تم ربط البيانات الخاصة بمؤشر كتلة الجسم، ونمط ولادة هؤلاء الجنود لمعرفة هل توجد علاقة بينهما أم لا.

ووجد الباحثون أن مٌعظم العمليات القيصرية التي تمت لأمهات هؤلاء الجنود كانت اختيارية؛ ولم تكن هناك أي ظروف تعوق إتمام الولادة الطبيعية.

أما بالنسبة للولادات القيصرية الحتمية فقد كانت ضئيلة، ولوحظ أن 17% فقط من الجنود الذين وُلدوا من خلالها يُعانون من زيادة الوزن.

وقد وضع الباحثون في اعتبارهم العوامل المؤثرة على وزن الطفل، مثل عمر ومؤشر كتلة جسم الأم، والمستوى الاجتماعي، والتدخين أثناء الحمل، وإصابة الأم بالسكري.

وقد وُجد أن زيادة وزن الأم قبل حدوث الحمل هو العامل الأكثر تأثيرًا على وزن الطفل الناتج، وليس نمط الولادة كما كان يٌعتقد في السابق.

يقول أهلقويست: “غالبًا ما تُجرى الولادات القيصرية للأمهات البدينات نظرًا لصعوبة إتمام الولادة المهبلية لديهن”.

“وقد تم تفسير ذلك بشكل خاطئ؛ فقد نظرنا إلى أن الولادة القيصرية هي السبب ولم نهتم بزيادة وزن الأم بالأساس”.

ويرى الباحثون أن دراستهم كانت مقيدة_إلى حد ما_، حيث لم تشمل الفتيات في سن المراهقة أو الرجال بعد إنهاء التجنيد.

تقول الدكتورة بات أوبراين_المتحدثة باسم الكلية الملكية لأطباء التوليد وأمراض النساء_إن الدراسة تقترح أن مؤشر كتلة الجسم للأم قبل الحمل هو المُتحكم الأول في وزن النسل.

وأضافت أوبراين أن الولادة القيصرية يمكنها إنقاذ حياة الأم والطفل على حد سواء، وأن الدعم النفسي للأمهات بعدها هام جدًا.

“أريد أن أطمئن الأمهات، فالولادة القيصرية لا تعني أن طفلك سيعاني من السمنة في شبابه بأي حال من الأحوال”.

دكتور أحمد الحسيني

طبيب متخصص في مجال طب وجراحة العيون- مستشفيات جامعة المنصورة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى