التدخل المبكر بعد نوبة الصرع الأولى قد يمنع الآثار السلبية طويلة المدى
وفقًا لبحث جديد أجري في معهد بيرلمان بكلية الطب في جامعة بنسلفانيا. وجد الباحثون أن نسبة صغيرة جدًا فقط من الخلايا العصبية تُظهر تغيرات بعد نوبة الصرع الأولى لدى الفئران، لكن هذه التغييرات يمكن أن تكون دائمة وتؤدي إلى نوبات مستقبلية يمكن أن تؤثر على الدماغ بأكمله وتؤدي إلى ضعف الإدراك، مثل: الذاكرة والتعلم. وقد حدد الباحثون علاجًا تجريبيًا ، إذا تم تقديمه خلال الـ 48 ساعة الأولى بعد نوبة الصرع الأولى، فإنه قد يمنع التأثيرات السلبية طويلة المدى.
تأثير التدخل العلاجي بعد نوبة الصرع الأولى
يعد الصرع حالة نتيجة للنشاط المفرط لخلايا الدماغ – الخلايا العصبية – التي تولد النوبات. تظهر الأبحاث أن تطور الصرع ينطوي على تغييرات في المشابك العصبية، وهي الهياكل التي تربط خلية عصبية بأخرى. في حين أن ما يقدر بنحو 3.4 مليون شخص في الولايات المتحدة يعيشون مع شكل من أشكال الصرع. إلا أنه لا تزال أسبابه غير معروفة، ولا يوجد له علاج.
من الواضح أن هناك بعض الصلة بين الصرع ومشكلات الذاكرة وصعوبة التحكم في العواطف وكيفية تصرفنا بناءً على تلك المشاعر، لكننا لا نفهم الآليات الأساسية. في هذه الدراسة، استخدم الباحثون طريقة تسمية الخلايا العصبية في الحصين وهي منطقة تتأثر عادة بالصرع ومهمة للذاكرة لدى الفئران المصابة بالصرع. وتمكن الباحثون من مراقبة تلك الخلايا العصبية النشطة بمرور الوقت وملاحظة كيفية استجابتها للنوبات اللاحقة.
ووجد أن حوالي عشرين بالمائة فقط من الخلايا العصبية في الحصين يتم تنشيطها بعد النوبات. وبمرور الوقت، تتضاءل قدرة هذه الخلايا العصبية المفرطة النشاط على إجراء اتصالات مع خلايا عصبية أخرى. تسمى المشابك العصبية، وهي ضرورية لعملية التعلم. وهو ما قد يفسر سبب معاناة بعض الأشخاص المصابين بالصرع من مشاكل في التعلم والذاكرة.
نتائج الدراسة
يأمل الباحثون أن يتمكنوا من إيقاف هذه الخلايا العصبية من الخضوع للتغيرات بعد تنشيطها عن طريق النوبات. حتى يتمكنوا ليس فقط من منع تطور الصرع. ولكن أيضًا تجنب العجز المعرفي الذي يعاني منه الأفراد على المدى الطويل.
لمعرفة ما إذا كان بالإمكان منع الخلايا العصبية من أن تصبح صرعًا دائمًا، استخدم الباحثون مانعًا تجريبيًا لمستقبلات الجلوتامات يسمى IEM-1460. الذي ثبت أنه يقلل من فرط استثارة الخلايا العصبية في نماذج الفئران المصابة بالصرع.
ووجدوا أنه بعد علاج الفئران بهذا المانع في أول 48 ساعة بعد نوبة الصرع الأولى Epilepsy، لم يتم تنشيط الخلايا العصبية بشكل دائم. ولم يتعرض الأشخاص لنوبات مستقبلية أو التأثيرات المرتبطة بها، مثل: ضعف الإدراك وصعوبة التعلم.
وفقا لنتائج هذه الدراسة، بعد تحديد المجموعة الفرعية من الخلايا العصبية التي تتأثر بالصرع. يمكننا التحقق مما يجعل هذه الخلايا عرضة للإصابة بالصرع وما إذا كان هذا شيئًا يمكننا تطوير علاج لإيقافه. كما يحرص الباحثون أيضًا على تحديد ما إذا كان هناك حاصرًا لمستقبلات الجلوتامات يعمل بشكل مشابه لـ IEM-1460 في البشر. الذي يمكن إعطاؤه للأشخاص بعد نوبة الصرع الأولى.