نظامكِ الغذائي أثناء فترة الرضاعة يتحكم في صحة طفلك مُستقبلاً
إذا كنتِ أماً شابة أو حديثة العهد بالأمومة، فلابد أنكِ قد تلقيتي النصائح ممن هن أكبر منكِ سناً فيما يتعلق بنظامك الغذائي، وأنه قد ورد على مسامعك النصيحة التي تقول: “لابد أن تأكلي ضعف كمية وجبتك العادية أثناء فترة الرضاعة؛ إنكِ الآن لا تأكلين ما يكفي شخصاً واحد، بل شخصين!!”.
حسناً.. نحن نود فقط أن نخبرك بألا تستجيبي لمثل هذه النصائح، فقد أظهرت نتائج الأبحاث المُقدمة خلال الاجتماع السنوي لـ “جمعية الغدد الصماء بشيكاغو” أن الأمهات اللواتي يأكلن كميات مضاعفة من الطعام أثناء مرورهن بفترة الرضاعة الطبيعية، يكون أطفالهن أكثر عرضة للبلوغ المبكر والإصابة بالسمنة في المراحل التالية من حياتهم، وذلك وفقاً لنتائج الأبحاث التي أجريت فئران التجارب.
ومن الجدير بالذكر أن البلوغ المبكر قد يؤدي بالطفل إلى آثار صحية خطيرة و مستديمة، كالإصابة بمرض السكري وقصر القامة.
يقول مينججي وانج -الحاصل على الدكتوراه، والباحث المساعد في كلية الطب وعلوم الحياة في جامعة توليدو بولاية أوهايو-: “إن جميعنا يعلم أن حليب الأطفال المستخدم في الرضاعة الصناعية يُزيد من خطر الإصابة بالسمنة والبدانة لهؤلاء الأطفال؛ ولكن الأمر الذي لم نكن نعلمه هو أن خطر السمنة يتواجد أيضاً في حالة الرضاعة الطبيعية، وذلك عندما تتناول الأم كميات كبيرة من الطعام أو تعتمد في غذائها على الأطعمة الغير صحية”.
ويضيف وانج قائلاً: “ليست البدانة هي الخطر الوحيد الذي قد يهدد أولئك الأطفال نتيجة اعتماد أمهاتهم على النظام الغذائي الخاطئ، ولكنهم قد يكونون عرضة أيضاً للإصابة بالسكري، والبلوغ المبكر ونقص الخصوبة”.
وقد أشار وانج إلى أنه الآن في جميع أنحاء العالم، يبدأ البلوغ في وقت مبكر عما كان عليه في الماضي، ويقول: “إن السمنة في مرحلة الطفولة هي واحدة من أهم عوامل الخطر المؤدية للبلوغ المبكر، فقد أظهرت الدراسات السابقة على الحيوانات أن الإفراط في تناول الطعام بعد الفطام يؤدي إلى تقدم سن البلوغ، ولكننا في الوقت الحالي مازلنا غير متأكدين ما إذا كان النظام الغذائي للطفل قبل مرحلة الفطام قد يؤثر على تمثيله الغذائي أو على خصوبته بعد البلوغ”.
قام وانج بإجراء تجربته على الفئران، حيث قام بتقسيم الفئران الأمهات وجِرائها حديثة الولادة إلى مجموعتين؛ المجموعة الأولى: تم إعطاء الأم نظام غذائي غني بالدهون منذ تاريخ الولادة وبدء الرضاعة الطبيعية، وحتى الفطام، والمجموعة الثانية: أعطيت الأمهات نظاماً غذائياً متوازناً منذ بدء الرضاعة وحتى فطام الجراء، تماماً كالمجموعة الأولى.
ووجد وانج أن الإفراط في تغذية الأمهات أثناء الرضاعة الطبيعية يمكن أن يسبب السمنة في الجراء الصغيرة، كما أنه يُعجل بشكل كبير من بداية سن البلوغ.
لقد أظهرت اختبارات الخصوبة للفئران في مرحلة البلوغ أن أولئك الذين غُذيت أمهاتهم بنظام غذائي غني بالدهون أثناء الرضاعة الطبيعية، قد قلّ عدد مواليدهم من الجراء في كل مرة، كما لم يحدث الحمل فيها إلا بعد مدة طويلة من التزاوج بين الذكور والإناث.
كما وجد الباحثون أن هذه الفئران قد عانت من مقاومة للأنسولين واختلال تحمل الجلوكوز، وهي من علامات زيادة خطر الإصابة بمرض السكري أثناء مرحلة البلوغ.
يقول وانج “إن نتائجنا الحالية تدعم نتائج الدراسات السابقة التي تفيد بأن السمنة في مرحلة الطفولة تسبب البلوغ المبكر واضطراب التمثيل الغذائي خلال فترة البلوغ”.
وبضيف: “إن العلاج الصحيح والمتابعة مهمان للمرضى الذين مروا بالبلوغ المبكر، وذلك لأنهم أكثر عرضة للعديد من المشاكل الصحية دون غيرهم”.