لقاح جديد للقضاء على فيروس الأنفلونزا مدى الحياة

قام الباحثون بجامعة ولاية جورجيا بتطوير لقاح شامل لمكافحة فيروس الأنفلونزا من النوع (A)، والذي يتميز بإنتاج مناعة طويلة الأمد، حيث استمرت حمايته لمدة طويلة في فئران التجارب بعدما قام الباحثون بتطبيقه عليهم، حيث استطاع اللقاح الجديد تحصينهم ضد الأنفلونزا الموسمية بشكل أكثر كفاءة من اللقاحات العادية.

لقاح جديد بتقنية النانو يُوفر الحماية التامة ضد فيروس الأنفلونزا من النوع (A)

إنه وفقاً للتقارير الصادرة عن مراكز مكافحة الامراض والوقاية منها، فإن الأنفلونزا -وهى مرض تنفسي معدٍ يصيب الأنف والحلق والرئتين- تُعد سبباً رئيسياً من بين الأسباب المؤدية للوفاة في الولايات المتحدة.
وتشير تقديرات مركز السيطرة على الأمراض إلى أن الأنفلونزا قد أدت إلى عدد سنوي من حالات الوفيات تراوح ما بين 12 ألفاً إلى 56 ألف، وذلك منذ عام 2010 في الولايات المتحدة وحدها.

إن لقاحات الأنفلونزا الموسمية يجب أن يتم تحديثها بشكلٍ سنوي لكي تتناسب مع فيروسات الأنفلونزا المُتوقع أن تكون أكثر شيوعا خلال موسم الأنفلونزا المقبل، ولكن الحماية الناتجة عن تلك اللقاحات غالباً ما تكون دون المستوى المطلوب، أو تظهر فيروسات أنفلونزا جديدة غير التي تم توقعها و بالتالي لا يستطيع اللقاح التحصين ضدها.

لقد تسبب وباء H1N1  الذي ظهر عام 2009 في وفاة مائتي ألف شخص خلال العام الأول من ظهوره، كما لوحظ أيضاً إنخفاض فعالية لقاح الأنفلونزا الموسمية الذي تم إعداده للفترتين 2014-2015 و 2016-2017.

لقد كانت هناك حاجة ملحة إلى لقاح إنفلونزا عالمي يوفر حماية واسعة النطاق ضد مُختلف فصائل الفيروسات، وُيزيل القيود المفروضة على لقاحات الأنفلونزا الموسمية.

إن لقاحات الأنفلونزا الموسمية توفر الحماية ضد فيروس الأنفلونزا عن طريق استهداف الرأس الخارجية من البروتين المُغلف لسطح الفيروس، حيث يعتمد عمل تلك اللقاحات على تدريب الجسم الحي على إنتاج أجسام مضادة ضد تلك القطعة البروتينية المُغلفة للفيروس، فتمنعها من الإرتباط مع مستقبلاتها بداخل الجسم ولا تحدث العدوى.
و على الرغم من ذلك، فإن تلك الرأس البروتينية بالغة التنوع و التغير بشكل مستمر، مما يجعل هناك دوماً حاجة للقاح يناسبها.

لقد استخدمت تلك الدراسة آلية جديدة لعمل اللقاحات، فبدلاً من استهداف الرأس الخارجية للفيروس، يقوم اللقاح باستهداف الجزء الداخلي للبروتين الفيروسي و الذي يُسمى (السويقة)، مما يجعل اللقاح أكثر فاعلية للحماية ضد مُعظم أنواع الفيروسات على مستوى العالم، نظراً لتشابه السويقة بينهم إلى حد كبير.

لقد وجد الباحثون في تلك الدراسة أن تطعيم الفئران باللقاح الذي استهدف السويقة الداخلية لفيروس الأنفلونزا قد نتج عنه مناعة طويلة الأمد وكاملة ضد مختلف أنواع فيروسات الأنفلونزا. وقد
تم نشر تلك النتائج في مجلة Nature Communications.

يقول الدكتور باو-تشونغ وانغ -الأستاذ المشارك في معهد العلوم الطبية الحيوية في جورجيا-: “إن التلقيح هو أكثر الطرق فعالية لمنع الوفيات الناجمة عن فيروس الأنفلونزا، ولكن الفيروس يتغير بسرعة كبيرة، وعليك أن تتلقى تطعيماً جديداً كل عام لكي تبقى مُحصناً ضد العدوى”.

و يضيف: “نحن نحاول تطوير آلية تلقيح جديدة تُلغي الحاجة إلى التطعيم كل عام، ونحن بصدد تطوير لقاح عالمي للأنفلونزا العالمي بحيث لا نحتاج إلى تغيير نوع اللقاح كل عام لكي نضمن الحماية الكاملة ضد عدوى الأنفلونزا بكل ما يترتب عليها من مخاطر”.

إن اللقاح الجديد يتكون من جسيمات نانوية بالغة الصغر، تستطيع إختراق البروتين الفيروسي وحث الجهاز المناعي على إنتاج الأجسام المضادة ضده. ولقد تم اختبار فاعلية تلك الجسيمات متناهية الصغر المُكونة للقاح، حيث قام الباحثون بتحصين الفئران مرتين باستخدامه، ثم تعرضت الفئران بعد ذلك لفيروسات الأنفلونزا: H1N1، H3N2، H5N1 و H7N9.
ووجد الباحثون أن اللقاح قد وفر حماية شاملة وكاملة من الإصابة بتلك الفيروسات القاتلة، كما خفض بشكل كبير من كمية الفيروس في الرئتين.

و يود الباحثون في الفترة القادمة اختبار فاعلية اللقاح في البشر، وذلك لتشابه الجهاز التنفسي البشري مع ذلك الخاص بالفئران إلى حد كبير.

دكتور أحمد الحسيني

طبيب متخصص في مجال طب وجراحة العيون- مستشفيات جامعة المنصورة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى