فوائد الشاي الأخضر
العطارة الطبية (موسوعة الأعشاب الطبية)
“فوائد الشاي الأخضر”
هل سمعت يوما بالطب البديل؟ أو ما يسمى قديما بالحكيم؟…
من المؤكد أنك كنت تستمع لوصفات جدتك الطبية، التى تربى عليها الآباء والأجداد منذ العصر القديم.
كانت العطارة قديماً أو ما يسمى بالطب البديل، مكانا يلجأ له الناس للتشخيص والاستشارة العلاجية والطبية.
وكان العطار في هذا الوقت يضاهي الطبيب والصيدلي علما وخبرة في فوائد النباتات والبذور التي يضعها على أرفف وصفاته الطبية،
بل وكان على دراية كبيرة في أنواع الزهور والأعشاب المفيدة التي كان يصفها بالطريقة الصحيحة، سواء بالغليان أو الطحن أو بصناعة المراهم والتركيبات الدوائية.
كان الطبيب والعالم (ابن سينا) هو أحد أشهر علماء الطب والعطارين قديما،
والذي كان يشتهر بتشخيص الأمراض وتصنيع الوصفات العلاجية الطبيعية في ذلك الوقت لتصبح العطارة ركناً جميلاً مزيناً بالأبواب الخشبية المنقوشة، ومقراً للتشخيص والعلاج.
لكن في هذه الأيام، عاد الإنسان يبحث مجددا عن الأعشاب والنباتات الطبية؛
فهو يرى أنها تفيده وتحميه من الأعراض والآثار الجانبية التي قد تنتج من الأدوية المركبة.
في هذه الموسوعة سنتولى دور العطار لك عزيزي القارئ،
ونقدم لك فوائد أشهر النباتات الطبية وأضرارها على حد سواء. وفي هذا المقال سنتعرف على فوائد الشاي الأخضر.
أين ظهر نبات الشاي وكيف تعرفنا على فوائد الشاي الأخضر؟
يعد الشاي الأخضر من أكثر الأعشاب الطبية شهرة على الإطلاق،
فهو لا يقتصر فقط على فوائد طبية أو علاجية، بل امتدت شهرته كمشروب حلو المذاق يتناوله الأشخاص يوميا دون حتى التطرق إلى فوائده الكبيرة.
الشاي الأخضر هو الأوراق الطبيعية الخضراء لنبات الشاي، وهو المشروب الأصلي في بلاد الصين والهند،
وعندما استعمر الإنجليز هذه البلاد قاموا بشحن أوراق الشاي الأخضر في سفنهم،
ومع طول المدة في النقل والشحن؛ وجد أن هذه الأوراق تتأكسد بفعل الرطوبة والحرارة وتتحول إلى اللون الأسود فيما عرف بالشاي الأحمر آنذاك،
والذي أصبح المشروب الأول للإنجليز وبلاد العالم كله فيما بعد.
ما هي فوائد الشاي الأخضر؟
مع دراسة تركيب الشاي الأخضر معمليا، وجد العلماء أن فوائد الشاي الأخضر تتركز في مركب طبيعي يسمى عديد الفينولات (Polyphenols).
هذا النوع من المركبات يعد المادة الفعالة المسئولة عن التأثير الصحي للشاي الأخضر،
حيث يحتوي على مركبات مشتقة من أشهرها مركب (EGCG (Epigallocatechin-3-gallate، وهو المركب الأساسي الذي يعطي الشاي الأخضر فوائده العديدة.
حيث وجد أن مادة EGCG هي مضادات الأكسدة التي تساعد في حماية الجسم من تكوين المركبات الضارة المؤكسدة أو الجذور الحرة (Free radicals)،
والتي قد تضر الخلايا والأنسجة وتتسبب في بعض الأمراض والمشكلات الضارة بالجسم.
لذلك تتلخص فوائد الشاي الأخضر في النقاط التالية،
والتي تتم بشكل رئيسي بوجود المركب الأساسي (المادة الفعالة) في الشاي الأخضر ألا وهو EGCG:
يعمل كمضاد للأكسدة:
يساعد الشاي الأخضر في تثبيط عملية تكوين المركبات المؤكسدِة الضارة، والتي قد تضر الجسم بشكل عام.
يساعد على تحسن وظائف الدماغ:
فهو يحتوي على نسبة من مادة الكافيين (Caffeine)، والتي تساعد على زيادة النواقل العصبية المحفزة للخلايا العصبية، ومن ثم زيادة التركيز والانتباه وعلاج بعض أنواع الصداع.
يعزز من حرق الدهون وفقدان الوزن بالجسم:
وجد العلماء أن المركب الفعال في الشاي الأخضر، يزيد من معدلات الأيض والتمثيل الغذائي بالجسم.
بل وإنه يساعد أيضا على سحب الأحماض الدهنية المخزنة في الخلايا الدهنية بالجسم وإطلاقها في الأنسجة،
وبالتالي تقوي من عملية حرق الدهون اللازمة لإنتاج الطاقة المستخدمة في تغذية الخلايا والحركة.
يقلل من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان:
أثبتت الدراسات أن مضادات الأكسدة الموجودة بالشاي الأخضر تقلل من تكون الجذور الحرة (Free radicals)، والتي تسبب عمليات التأكسد في الخلايا وبالتالي حدوث بعض أنواع الالتهابات المزمنة التي قد تعمل على الإصابة بأنواع من السرطان أو الأمراض الأخرى.
يحمي من أمراض الشيخوخة:
كما ذكرنا مسبقا أن الشاي الأخضر يحتوي على الكافيين الذي يزيد من انتقال النواقل العصبية التي تحفز الخلايا العصبية بالمخ،
ومن ثم تعمل على تحسن أداء هذه الخلايا وزيادة تفاعلها مع النواقل العصبية والمستقبلات الحسية وذلك ما يجعله المحارب الأول لمرض الزهايمر في كبار السن.
بل وأصبح ذلك الميكانيزم المحفز للخلايا العصبية عاملا أخر للحماية من بعض الأمراض العصبية الأخرى مثل الخرف ومرض باركنسون، الذي ينتج عن ضعف في إفراز مادة الدوبامين بالمخ،
ويصبح الشاي الأخضر من المحفزات الطبيعية الغذائية التي قد تساعد الجسم في تعويض ما لا يستطيع إنتاجه في خلايا الدماغ.
يحمي الجسم من أمراض القلب:
لم تقتصر فوائد الشاي الأخضر على ما سبق فقط، بل وجد الباحثون أن مضادات الأكسدة في الشاي الأخضر تمنع تأكسد الكوليسترول النافع وتحوله إلى الكوليسترول الضار، وهو المسئول الرئيسي عن المشاكل التي قد تسبب أمراض القلب والضغط.
يساعد على الوقاية من النوع الثاني من مرض السكري:
من خلال الأبحاث التي تمت على دراسة فوائد الشاي الأخضر، وجد أنه يعمل على زيادة استجابة الخلايا للأنسولين في الجسم مما يساعد في خفض نسبة سكر الدم بشكل فعال.
وكما ذكرنا في هذا المقال وتحدثنا عن فوائد الشاي الأخضر، وجب التنويه أن هذه النباتات أو الأعشاب مازالت تحت مسمى دواء.
وبالطبع لابد من الانتباه على الجرعة اليومية من الشاي الأخضر،
تجنبا للدخول في أي أعراض جانبية من الجرعات الكبيرة من مادة البوليفينول المكونة للشاي الأخضر.
وحددت الدراسات بأن الإنسان يستطيع تناول من 3-5 أكواب من الشاي الأخضر يومياً،
فيما يعادل 180 مليجرام من البوليفينول (الكاتيكين) وهو الحد الطبيعي المفيد للجسم.
المصادر
https://www.insider.com/green-tea-benefits