فحص جديد للدم يمكنه الكشف المبكر عن تلف الكبد في أقل من ساعة
تمكن فريق بحثي من جامعة لندن وجامعة ماساتشوستس من تطوير اختبار دم سريع وقوي، قادر على الكشف عن تلف الكبد قبل ظهور الأعراض، والذي تم التحقق من كفاءته باستخدام عينات سريرية .
يقول الباحثون أن الاختبار يمكنه أن يسد حاجتنا الضخمة للاكتشاف المبكر لأمراض الكبد لأنه يميز بين العينات المسحوبة من أفراد أصحاء وممن يعانون من درجات متفاوتة من تلف الكبد.
فقد وصفت الدراسة _التي نشرت في مجلة Advanced Materials_ طريقة جديدة للكشف عن المراحل الأولى من تليف الكبد عن طريق من عينة دم في 30-45 دقيقة.
يقول البروفيسور وليام روزنبرغ _من معهد صحة الكبد والجهاز الهضمي في جامعة لندن: “تعد أمراض الكبد ثالث أكبر سبب للوفيات المبكرة في المملكة المتحدة، وأحد الأسباب الرئيسية الفردية لزيادة الوفيات. وترجع مشكلتها الرئيسية في عدم ملاحظة الأعراض حتى المراحل المتأخرة من المرض عندما يكون الضرر قد بلغ مرحلة لا رجعة فيها”.
ويواجه ما يقرب من نصف البالغين في الدول الغربية مخاطر مرتفعة من أمراض الكبد بسبب زيادة الوزن أو كثرة تناول المشروبات الكحولية، ولكن نسبة قليلة هي من تتعرض لأضرار خطيرة في الكبد.
يقول روزنبرغ: “نأمل أن يتم استخدام اختبارنا الجديد بشكل روتيني في عيادات الممارسين العامين والمستشفيات لفحص الأشخاص الذين يواجهون مخاطر مرتفعة من أمراض الكبد، دون أن يظهر عليهم علامات تلف الكبد؛ لتحديد أولئك الذين يعانون من تليف خطير، حتى يتمكنوا من الوصول إلى العلاج قبل فوات الأوان، وهو ما قد يفتح الباب أمام برنامج فحص منتظم منخفض التكلفة بفضل بساطته وكفاءته”.
وقد قام الباحثون في جامعة ماساتشوستس بتصميم جهاز استشعار يستخدم جزيئات كبيرة تسمى البوليمرات المغلفة بصبغات فلورية ترتبط ببروتينات الدم بناءً على خصائصها الكيميائية. وتتغير هذه الصبغات الفلورية في السطوع واللون، وتنتج نمطًا مختلفًا من الإشعاع اعتمادًا على تركيبة البروتين في عينة الدم.
واختبر فريق جامعة لندن جهاز الاستشعار بمقارنة النتائج من عينات الدم الصغيرة (ما يعادل فحوصات وخز الإصبع) من 65 شخصًا، في ثلاث مجموعات متوازنة من المرضى الأصحاء وأولئك الذين لديهم تليف في مرحلة مبكرة وأخرى متأخرة.
وقد تم تحديد المجموعات باستخدام اختبار تليف الكبد (ELF) وهو المعيار الحالي لاكتشاف تليف الكبد والذي يتطلب إرسال عينات إلى المختبر للتحليل.
ووجد الباحثون أن المستشعر يمكنه تحديد أنماط مختلفة من مستويات البروتين في دم الأشخاص في المجموعات الثلاث.
يقول المؤلف الأول الدكتور وليام بيفلر _الذي أكمل البحث في قسم الكيمياء–جامعة لندن قبل الانتقال إلى جامعة غلاسكو: “بمقارنة العينات المختلفة، تمكن المستشعر من تحديد (بصمة تلف الكبد)، فيما يعرف باسم الأنف الكيميائي، حيث يمكنها التعرف على الفرق بين عينات الدم السليمة وغير السليمة دون الاعتماد على علامات المرض المعروفة”.
وأضاف: “إنها المرة الأولى التي يتم فيها التحقق من صحة هذا النهج في شيء معقد مثل الدم، للكشف عن حالة مهمة مثل مرض الكبد”.
ويمكن للاختبار أن يميز عينات الكبد المتليف من العينات السليمة في 80٪ من الحالات، كما يمكنه التمييز بين تليف المعتدل والتليف الشديد بنسبة 60 ٪. وبما أن هذا ليس سوى أول تقرير عن استخدامه، يأمل الباحثين أن يتمكنوا من تحسينه ليكون أكثر فعالية، وسيقومون باختباره على مجموعات أكبر بكثير من المرضى.