فاعل بالسطح الرئوي صناعي “Surfactant”..مادة جديدة لتسهيل التنفس لدى مرضى الرئة

ابتكر علماء من جامعة ستانفورد ومعهد لوسن للصحة فاعل بالسطح الرئوي صناعي ، لمساعدة الأشخاص المصابين بأمراض الرئة على التنفس بسهولة.

ويعد الفاعل بالسطح الرئوي _أو(Surfactant) _ مادة تُغلف الحويصلات الهوائية للرئة من الداخل، بحيث تُصبح عملية التنفس أكثر سهولة وسلاسة.

وعندما تُفقَد هذه المادة أو تقل مستوياتها_كما هو الحال لدى مرضى الرئة والأطفال المبتسرين_يُصبح التنفس عملية شاقة وشديدة الصعوبة.

وفي تلك الدراسة، طور العلماء فاعل بالسطح الرئوي صناعي واختبروا فاعليته، مما قد يمهد الطريق لتحسين نتائج علاج مرضى الرئة.

فاعل بالسطح الرئوي صناعي
فاعل بالسطح الرئوي صناعي “Surfactant”..مادة جديدة لتسهيل التنفس لدى مرضى الرئة

ويتكون الفاعل بالسطح الرئوي من الدهون والبروتينات التي تساعد في تسهيل دخول وخروج الهواء، مما يقلل من مقدار الجهد اللازم لعملية التنفس.

وحيث أنه يصعب صنع تلك البروتينات المُكونة للفاعل بالسطح الرئوي في المختبر؛ يتم الحصول عليها في الغالب من رئة الحيوانات.

ويعد الدكتور فريد بوسماير_من جامعة لوسون_رائداً في مجال استخراج وتعقيم الفاعل بالسطح الرئوي من الأبقار.

ويُطلق على هذا المزيج الدهني المستخرج من رئة الأبقار (BLES)، ويُستخدم في علاج الأطفال المبتسرين الذين يعانون من ضيق التنفس، وذلك في لندن وكندا.

فاعل بالسطح الرئوي صناعي جديد للتغلب على مشاكل الرئة في الكبار

يقول الدكتور رود فيلدهويزين_العالم في جامعة لوسون و الأستاذ بجامعة ويسترن: “إن العلاج بالفاعل بالسطح الرئوي في رئة البالغين هو أمر بالغ الصعوبة”.

ويضيف: “فرئة الشخص البالغ أكبر بـ20 مرة من رئة الرضع، ولذلك يحتاج لأضعاف كمية الفاعل بالسطح الرئوي لكي يشعر بالتحسن”.

“ولذلك، فنحن بحاجة إلى إيجاد طرق جديدة للعلاج بالفاعل بالسطح الرئوي وضيق التنفس في المرضى البالغين”.

وفي هذه الدراسة_والتي نُشرت في مجلة (Scientific Reports)_اتخذ فريق البحث منهجًا جديدًا لإنشاء فاعل بالسطح الرئوي صناعي فعال.

فبدلاً من إعادة تهيئة البروتينات الحيوانية المُكونة للفاعل بالسطح الرئوي في المختبر، استطاع العلماء من جامعة ستانفورد أن يبتكروا البروتين نفسه.

وتتشابه هذه البروتينات التي ابتكرها الدكتور أنيليس بارون_من جامعة ستانفورد_مع البروتينات المُكونة للفاعل بالسطح الرئوي، كما أنها أكثر ثباتاً واستقراراً.

ونتيجة لذلك، فقد تمكن الفريق أخيراً من تخليق فاعل بالسطح الرئوي صناعي جديد.

لقد أظهرت نتائج تقييم الدراسة أن الفاعل بالسطح الرئوي الجديد يُساوي أو يتفوق على ذلك المُشتق من الحيوانات.

يقول الدكتور بارون:”لقد كانت القدرة الفريدة لمختبر د.فيلدهوزين في إجراء هذه الدراسات الدقيقة والمتطورة من الأسباب الرئيسية لنجاح تلك الدراسة”.

ويضيف بارون قائلاً: “هذه هي نتائج واعدة جدا!”

ويقول الدكتور فيلدهوزين: “لأول مرة يتم تطوير فاعل بالسطح الرئوي صناعي بنفس فعالية_إن لم يكن أكثر_ذلك المستخلص من رئتي الحيوانات.”

ويقدر الفريق أنه يمكن إنتاج الفاعل بالسطح الرئوي الاصطناعي بأقل من ربع تكلفة ذلك المشتق من الحيوانات.

ولذلك فيمكن استخدامه في الأشخاص البالغين الذين يعانون من أمراض الرئة؛ كما يمكن توفيره في البلدان النامية.

ويأمل الفريق أن يواصل أبحاثه مع مزيد من الاختبارات على الفاعل بالسطح الرئوي الجديد، بما في ذلك آثاره طويلة المدى وقدرته على علاج أمراض معينة.

ويختتم د.فيلدهوزين: “يمكننا أن ندمج الفاعل بالسطح الرئوي الجديد مع أدوية أخرى مثل المضادات الحيوية، وحقنها لمناطق محددة في الرئة”.

دكتور أحمد الحسيني

طبيب متخصص في مجال طب وجراحة العيون- مستشفيات جامعة المنصورة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى