علماء يتمكنون من طباعة ناجحة لمبيض باستخدام الطابعة ثلاثية الأبعاد.

يعتقد المتحمسون للطباعة ثلاثية الأبعاد 3D أن هذا النوع من الطباعة  لديه القدرة على إحداث ثورة في  عالم الطب ،ولعلهم صائبون فقد نجحت هذه التقنية الحديثة في طباعة  مجسمات ثلاثية الأبعاد للجلد والأذنين والدعامات العظمية وأيضا صمامات القلب. والآن، لدينا المبايض الصناعية التي تصنع من الجيلاتين والتي مكنت الفئران ليس من الحمل فقط بل وأنجبت هذه الفئران نسلا صحيا أيضا. ويمكن استخدام مثل هذه المبايض المصنعة هندسيا يوما ما لاستعادة الخصوبة في النساء المصابات بالعقم بعد شفائهن من السرطان عن طريق الإشعاع أو العلاج الكيميائي.

علماء يتمكنون من طباعة ناجحة لمبيض باستخدام الطابعة ثلاثية الأبعاد.

تقول ماري زيلينسكي عالمة الإنجاب في مركز أبحاث الرئيسيات في ولاية أوريغون في بيفرتون: “تعتبر هذه الدراسة التاريخية تقدما كبيرا في تطبيق الهندسة الحيوية على الأنسجة التناسلية”.

وقد استخدم الباحثون طابعة ثلاثية الأبعاد مع فوهة لصب الجيلاتين، المستخلص من الكولاجين الموجود بشكل طبيعي في المبايض الحيوانية. وقد بنى العلماء المبايض عن طريق طباعة أنماط مختلفة من خيوط الجيلاتين المتداخلة على شرائح زجاجية. ثم قام الفريق بدمج البويضات النامية للفئران محاطة بالخلايا المنتجة للهرمونات في هذه الخيوط المتداخلة. وقد وجد الباحثون أنه كلما كانت الخيوط متداخلة بإحكام كلما طال العمر المتوقع للبويضة.

ثم قام الباحثون باختبار هذه المبايض الصناعية في الفئران الحية. حيث أزالوا جراحيا المبيض من سبعة فئران وتم تثبيت المبايض الصناعية مكانها. ووجد الفريق أن الأوعية الدموية الموجودة في الفئران تمكنت من النمو إلى داخل هذه الأنسجة الصناعية ، وهذا أمر بالغ الأهمية لأن هذه الأوعية الدموية توفر الأكسجين والمواد المغذية إلى البويضات النامية وتسمح لها بفرز الهرمونات التي تنتجها  في مجرى الدم.

ثم سمح الباحثون لهذه الفئران بالتزاوج، وقد تمكنت ثلاثة من الإناث من ولادة فئران ولادة صحية،وقد تمكنت هذه الفئران التي أنجبت أيضا من رضاعة أبنائها طبيعيا مما يدل على أن هذه المبايض الصناعية تنتج مستويات طبيعية من الهرمونات. وقد نشرت نتائج هذه الدراسة في مجلة “Nature Communications”.

ويأمل الفريق أن يتم زراعة مثل هذه المبايض الحيوية في مرضى البشر لاستعادة الخصوبة، وذلك باستخدام البويضات النامية التي سبق استخراجها أو العينات المتبرع بها. ولكن هذه الأمر يحتاج لمجهود كبير. فيجب إعداد المبايض البشرية  لاستضافة الأوعية الدموية كبيرة الحجم وهذا يمثل التحدي الأكبر، ويقول نيكولا سيغوكس، وهو جراح يركز على التطبيقات الطبية للطباعة ثلاثية الأبعاد في ليون بفرنسا. “إن الأوعية الدموية هي المانع الرئيسي لطباعة قطع كبيرة من الأنسجة الوظيفية”. وتابع قائلا“انه بمجرد حل هذه المشكلة، فإننا سنتمكن من طباعة أي نسيج حيوي “.

دكتور أحمد الحسيني

طبيب متخصص في مجال طب وجراحة العيون- مستشفيات جامعة المنصورة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى